22 ديسمبر، 2024 8:16 م

ميادين الحرب على داعش

ميادين الحرب على داعش

أثارت المعلومات التي نشرها المركز الإعلامي للسلطة القضائية في العراق عن ما يعرف بمراسل وكالة أعماق الجناح الإعلامي لتنظيم داعش الإرهابي الكثير من اهتمام الأعلام العالمي ، فهذه المرة الأولى التي تبرز معلومات بهذا الشكل عن أحد أهم أركان هذه الجماعة و هو الركن الإعلامي ، ليس هذا المقال للحديث عن ما جاء في حديث مراسل وكالة أعماق فالمتن الصادر عن المركز الإعلامي للسلطة القضائية يقدم الكثير من المعلومات ، و التحليلات التي قدمها الخبراء حوله تغني الكاتب عن الخوض في هذا المضمار ، إلا أن ما يهمنا هو الصندوق الأسود لبنية داعش على المستوى الكلي لدى المحاكم المختصة بالإرهاب ، في العراق و ليس في أي مكان أخر من العالم مثلما ساهمت الحرب على هذه الجماعات بنشوء قوات قتالية مميزة كجهاز مكافحة الإرهاب الذي تُشيد بعملياته و قدراته أكبر المؤسسات الأمنية في العالم ، كذلك يمتلك العراق بحسب العمل و الخبرة التي ناهزت على عقد و نيف من السنين مؤسسات قضائية تملك من المعلومات عن هذه الجماعة التي يتسابق العالم كله بفعل شعوره بخطرها مالا تملكه أي مؤسسة أخرى في أي من بلدان العالم ، لا أبالغ أذا قلت أن الصندوق الأسود لهذه الجماعة يوجد لدى محاكم الإرهاب العراقية ، و أهم من هذه هي أحتراف هذه المحاكم و قضاتها في التعاطي و استعمال هذا الصندوق ، و لعل من الأبعاد المهمة في هذا السياق الحديث عن طبيعة هذا العمل ، فعلى الرغم من مساعينا الإعلامية في محاولة الحصول على أكبر قدر من المعلومات من خزين معلومات محاكم الإرهاب حول التنظيم الإرهابي ، إلا أننا و في كل مرة نجابه بضرورة إدراك أن هذه المعلومات ليست للاستعراض و التفاخر و الدعاية ، و ما يتاح لنا للنشر هو اليسير بسبب أهمية إبقائه في خدمة العمل القضائي و الأمني ، مؤكدا أن هذا خلاف رغباتنا و فضولنا الإعلامي ، إلا أن العمليات النوعية خاصة تلك التي تستهدف الشبكات المغمورة و الخلايا النائمة استنادا إلى ما تقدمه محاكم الإرهاب ، يجعلنا نتفهم بشكل كبير الغاية من امتناع قضاة محاكم مكافحة الإرهاب عن تزويدنا بكل ما نطلبه .
الحرب على داعش معركة ميدانها أوسع من الجبهة العسكرية ، و هنالك إلى جنب جهاز مكافحة الإرهاب و الشرطة الاتحادية و الجيش العراقي و الحشد الشعبي و كل من يساند القوات المسلحة ، من يقاتل هذا العدو بشكل يوازي حرب الرجال في الجبهات .