قبل سنوات استشرت حالة التسول في بغداد بشكل ملفت للنظر وأصبحت التقاطعات المرورية وأماكن الإشارات الضوئية ( الترفكلايتات ) معسكرات تسول يتواجد فيها كل أنواع المتسولين من مسافر سرقت حافظة نقوده إلى أيتام لا معيل لهم إلى أرملة فقدت زوجها في الحرب الطائفية إلى من بتر أحد أعضاؤه أو اخرس أو مصاب بعاهة وغيرهم أنواع كثيرة وكنت اراس تحرير صحيفة تابعة لجهة دينية فكلفت كتاب التحقيقات بتزويد الصحيفة بأكثر من تحقيق عن التسول فاتاني الزميل دريد عبد الوهاب بتحقيق لكنه لم يغوص في لب المشكلة وهكذا فعل الاخر فحملت نفسي وذهبت إلى ( ترفكلايت ) ملعب الشعب القريب من الجريدة ثم واظبت على الحضور لثلاثة أيام أخرى وفي النهاية اكتشفت ان كل المتسولين الموجودين هناك غير متسولين أو بالادق انهم غير محتاجين وانهم عبارة عن موظفين عند مافيات متنفذة تشغلهم وتقودهم ولها مأرب أخرى وعرفت أن أحوالهم المعيشية فوق المتوسط في الاغلب ومنهم من يملكون العقارات والسيارات وعرفت أن بين صفوفهم الجاني والمتخفي والمغرض ويحميهم الأقوياء والمتنفذين الذين حولوا التسول إلى مهنة تدر أرباحا خيالية وبعد نشر التحقيق الصحفي وكشف جانب مما يجري من خلال صفحة التسول تعرضت انا شخصيا والصحيفة إلى تهديدات كثيرة واغلبها بالتصفية الجسدية ولم نشعر بحماية القانون لنا أو وقوفه معنا فضربنا عن القضية صفحا وسكتنا على مضض.. لكن ما أشبه اليوم بالبارحة إذ يتسول غير المحتاج ويكرم بالعطايا غير صاحب المال الحقيقي والسؤال المريب .. ماهي حاجة المنتخب للهدايا ؟ وماذا قدم هذا المنتخب قياسا بما قدم فقراء البصرة وأهلها من ترحاب وضيافة وإقامة لكل الوافدين سواء من الخليج أو الدول الأخرى أو من محافظات العراق ؟ وهي بطولة غير معتمدة دوليا وشاركت بها الدول بمنتخبات رديفة !! أن عضو المنتخب لا يحتاج إلى أكثر من سيارة واحدة وشقة واحدة وساعة واحدة وخاتم واحد فلماذا كل هذا الكرم الخادع ومن من ؟ أليس الاحرى بهؤلاء الباذلين سواء كانوا مسؤولين أو مؤسسات وضع كرمهم في محله من خلال ما يحتاجه الناس ؟ أو أنها دعوة مدروسة تماما لجر كل الشباب ومن له القدرة على الجري خلف الكرة لترك الدراسة والعمل والاتجاه للعب ؟ وماذا تفيدكم هذه ( الطشه ) يامن تهبون على طريقة الأمير الذي لا يملك ؟
وأخيرا..
أظنها دعوة لتعليم رياضيو العراق التسول وإفساد الشباب بكرة القدم من خلال هذه الإغراءات.