مُنذُ فترة وجيزة قبل إنطلاق المونديال بدأت تتعالى الأصوات حول إستضافة قطر لكأس العالم بأنها حصلت على حقوق تنظيم البطولة من خِلال الرِشى و دفع الأموال لهذا و ذاك مُطالبين بإلغاء البطولة و عدم إقامتها !!
الموضوع ليس وليد اليوم بل مضى عليه إثنى عشر عاماً و تحديداً كانون الأول ٢٠١٠ حين أعلن الإتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا ) منح قطر شرف إستضافة بطولة كأس العالم ٢٠٢٢ وهو أول مرّة منذ تأريخ تأسيس البطولة قبل إثنى و تسعون عاماً أن تُقام في الشرق الأوسط و في بلد عربي .
قطر و خلال الإثنى عشر سنة الماضية قدّمتْ مجهودات جبّارة و تحدّي كبير .. إدارة و تخطيط رائعين .. ميزانية ضخمة للإطفاء بما وعدت ،، ها نحن اليوم نُشاهد من خلال التقارير المتلفزة بُنى تحتية متطورة أعلى طِراز .. ملاعب لإستضافة الجماهير .. فنادق لإستيعاب ضيوف المونديال .. شبكة مواصلات عامة للنقل .. شبكات إتصال و إنترنت .. مراكز تسوّق .. طرق عامة أنفاق و جسور ،، أعتقد أن الجدل حول قطر مبني على تناقضات عديدة أهمها و أولها النفاق الدولي و ثانيها الخوف من الميزانية الضخمة التي خصصتها للمونديال والتي تجاوزت سقف المائتي مليار دولار أمريكي ،، قطر لم تمنع المثليين من الحضور لتشجيع منتخبات بلادهم و ُشاهدة المباريات بل منعتهم من رفع العلم الخاص بهم في المدرّجات و الشوارع العامة للمدينة فقط كما صرّحت بذلك من خلال وسائل الإعلام أنّه مُنافي لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ،، كما منعت بيع المشروبات الكحولية في محيط الملعب لمنع حدوث الشغب ،، من الواجب على ضيوف المونديال إحترام قوانين البلد الزائر وكما يقول المثل ( يا غريب كون أديب ) .
نحن كعرب إنتظرنا كثيراً هذه اللحظة أن تقام البطولة في بلد عربي وللحظة حانت وبعد ساعات قليلة حفل الإفتتاح و ضربة البداية بين قطر و الإكوادور .. فإلى مونديال تأريخي نستمتع به جميعنا وحظوظاً طيّبة للفرق المُشاركة .