22 ديسمبر، 2024 7:49 م

مول البشير ….نذير

مول البشير ….نذير

كأن الجميع ينتظر الانفجار الكبير ، سياسيون وجماهير ، مصلحون وفاسدون ، متخمون وجياع ، الجميع ينتظر تلك اللحظة التي يخشاها المجتمع ، لحظة تشبه لحظة فرهود اليهود في الاربعينات ، تشبه لحظة الغضب الجماهيري بثورة ٥٨ ، لحظة تشبه فرهود التبعية في اواخر السبعينيات ، لحظة تشبه انتفاضة اذار في عام ٩١ ولحظة تشبه فرهود عام ٢٠٠٣ ، كل هذه المشاهد يمكن ان تتكرر بلحظة غضب عاطفي غير محسوب ، بلحظة غياب القانون ، بلحظة انهيار الأمن ، لحظة يكون المشهد فيها “ناهب ومنهوب” ، “قاتل ومقتول ” .

ستتكرر طقوس تقديم الاضاحي البشرية لألهة جديدة بعد ان يتم تحطيم النخب السياسية الحالية لتظهر نخب جديدة تقود مرحلة جديدة نسميها ثورة او انقلاب او انتفاضة أو تغيير وربما سيكون اسمها فرهود .

نعم الاجواء قابلة للاشتعال بأية لحظة ، فقط يقوم شخص ما بقدح شرارة صغيرة كافية لتفجير ابار الحقد والغضب والجوع والعوز والجهل والذل والمهانة والانتظار والاهمال ، هذا التفجير يكشف المستور وتظهر عورات الجميع حينها لا ورقة التوت تَنّفَع ولا فتوى تُشّفَع ولا عاقل يِسْمع ولا حاقدّ يِقنع ولا معروف يُصنّع ولا قانون يُمْنع ، خصوصا ان المنطقة على شفا الهاوية بسبب الصراع الامريكي الاسرائيلي الايراني .

الخشية من انهيار المجتمع المسنود برافعات هشة ، رافعات الهويات الفرعية القابلة للانفصال بأية لحظة ، حرق مول البشير هو النذير بعينه لانريد ان نتحدث عن مسؤولية جهة او طرف ما ولكن دعونا نتحدث عن سهولة اندلاع الحرائق التي ستحرق الاخضر واليابس ، الجماهير لن تنتظر اكثر مما انتظرت من وعود بالاصلاح وتحسين احوال البلد هذه الجماهير الغاضبة ستتحول في لحظة ما الى قوة عشوائية يصعب السيطرة عليها ، لذلك نؤكد على ضرورة الاسراع بمعاقبة الفاسدين بموجب القانون ، وكفاكم تسويف ومماطلة وإلا لن ينفع الندم .