22 ديسمبر، 2024 7:49 م

مولد النبي (ص) هداية وتغيير وإصلاح

مولد النبي (ص) هداية وتغيير وإصلاح

تحتفي الامة الحية بعظمائها فتحيي امرهم وتستحضر مواقفهم وتحفظ ذكراهم وآثارهم وتفرح بأفراحهم وتحزن لأحزانهم وتسعى الشعوب الحية والمؤمنة من خلال ذلك الى استلهام القيم والمبادئ هولاء العظماء .
ان الاحتفال بمواليد العظماء فعل انساني يدل على عمق الارتباط المعنوي والعاطفي بهم ، فقد وصف الله عز وجل سيد الكائنات في قرانه الكريم “وأنك لعلى خلق عظيم ” فلا يمكن لأحد ان يتصور حدود هذه العظمة أو يتخيل مداها .
ان استحضار الامة الاسلامية لذكرى الرسول الأعظم (ص) ينم عن تمسك والتزام الامة وعمق الوفاء لنبي الرحمة (ص) كما انه عمل يحفز وعي الأجيال ، ويجدد ايمانها ويستنهض هممها للارتقاء بواقعها ، فهو استحضار يتزود من الخزين الثقافي والتاريخي الذي تركه(ص) لهداية الناس وسعادة البشرية جمعاء ، فهو تراث ينسجم مع كل حاضر يتجدد ويرسم مستقبلاً وإعداً .
ان ولادة منقذ البشرية (ص) يستحق ان يكون اهم يوم في حياك البشرية جمعاء ، فهل نقبل ان تكون هناك استعدادات كبيرة لرأس السنة الميلادية ولايمكن ان تكون هناك استعدادات لولادة النبي وهادي الامة جمعاء ؟!!
اليوم تعيش غالبية المجتمعات المسلمة أزمات تعصف بوجودها  ،وتهديدات خطيرة تهدد كيان دينها ، وهذا الواقع يثير فينا الحماسة في ضرورة الشروع بالإصلاح والتغيير في بناء مجتمعات مسلمة ملتزمة قادرة على الوقوف بوجه هذه التحديات، وضرورة تقويم وتقييم هذا الواقع من خلال بناء الانسان والمجتمع في الدولة العادلة .
ان ذكرى المولد النبوي المبارك مناسبة عظيمة لهداية الانسانية جمعاء ، والسعي الى الإرشاد والتغيير والإصلاح والتقدم ، ولا يعني حب النبي واهل بيته (ع) هو إقامة المناسبات والمراسيم في مواليدهم ووفياتهم فقط بل نشر فضائلهم وتعاليمهم ، واتباع سيرتهم ، فقط قال الامام الرضا (ع) : رحم الله عبد احيا امرنا ، فقيل يا ابن رسول الله كيف يحي امركم ؟ قال (ع) ؛ تعلم علومنا ويعلمها الناس ،فان الناس لو علموا محاسن علمنا لاتبعونا ” .
ان ذكرى ميلاد نبينا الاكرم (ص) تستدعي منا استلهام دوره في جمع شمل الامة الاسلامية ليكونوا أمة عظيمة يوحدهم “القران الكريم ” ويشد بعضهم الى بعض قيم الإيمان والولاء والوفاء للنبي الاكرم واهل بيته النجباء وتوجيه القلوب والصفوف نحو طريق المستقبل الزاهر في عراق واحد بعيد عن الطائفية والعنصرية المذهبية ، والحفاظ على وحدة العراق وبقاءه صامداً موحداً بوجه الارهاب الأسود القادم من خلف الحدود .