23 ديسمبر، 2024 5:47 ص

موكلمن صخم وجهه گال اني حداد

موكلمن صخم وجهه گال اني حداد

الشعوب تتقدم عندما الشخص الكفوء والمتمكن من اختصاصه يتبؤء المنصب الذي يستحقه, ففي كل المجالات ليس فقط المناصب السياسية والحزبية فحسب بل حتى المؤسسات الخدمية و المهنية وفي كافة الاختصاصات , حيث بناء البلد يحتاج الى متخصصين كفوئين وقادرين على بناء الركائز المهمة , بناء و ادارة اي مؤسسة في الدولة لا تختلف اطلاقا عن بناء المنزل الذي يقاوم كل اشكال التقلبات الجوية , حيث المهندس والمقاول وعامل البناء يجب ان يكونوا على قدر عالي من الامكانيات و الدراية في عملهم وبذلك يمكنهم ان ينجزو عملا متينا و مفيدا لاطول فترة ممكنه, وهكذا بناء الاوطان.
ليس من يصبغ وجهه بالسخام الأسود يدعي نفسه حداد ماهرا. وهذا المثل الشعبي يُقصد منه إن الإنسان بعمله الذي يجيده سيجعل الناس تحكم على مدى مهارته وليس بما يدعيه, فأن الحداد يُستدل عليه من النظر الى عمله لا من النظر الى ما في وجهه من اثر سواد الدخان.
للاسف العراق اليوم وفي اغلب مؤسسات الدولة التي تدار من قبل اشخاص ليس فقط غير كفوئة بل ليس لهم اي علاقة لا من بعيد ولا من قريب في المناصب والمجالات التي يديرونها, لا اريد ان اتحدث عن المجال السياسي او المؤسسات السياسية حيث انها واضحة ولا تحتاج الى توضيح, وانما المؤسسات الاخرى على سبيل المثال الفنية والثقافية والرياضية والاعلام.
المتصدر للمجال الفني اليوم للاسف كثيرا منهم لا يُقدر قيمة الرسالة الفنية بل ليس على دراية بأن الفن هو رسالة ! اما في مجال الثقافة فحدث ولا حرج حيث قبل سنوات كان على رأس المؤسسة الثقافية في العراق هو من كان يقود مجموعة ارهابية تقتل من يخالفونه بالفكر ! وبعده جاء من يدير المؤسسة العسكرية والثقافية معا !!! اما في الرياضة فتلك مصيبة حيث المؤسسات الرياضية اليوم تُدار في الغالب من قبل عصابات ومافيات يتنافسون بروح بعيدة كل البعد عن الروح الرياضية ! اما في مجال الاعلام فلمصيبة اعظم , الاغنياء والسراق اصبحوا يمتلكون الفضائيات ,ويشترون المشاهدين بأموالهم ! والمدعومين والذين يمكن شرائهم بحفنة دولارات اصبحو رؤساء تحرير! وجهلة ليس بأمكانهم ان يكتبوا جملة واحدة مفيدة اصبحوا اصحاب مواقع وصحف الكترونية !.
ازيدوا بصخام وجوهكم وادعوا ماشئتم فلم ولن تفلحوا ولن تنجحوا ولن توفقوا ابدا, ليست مهنتكم ولا سجيتكم ولا حرفتكم ولا امل اصلا بانتظار او ترقب لكم ,قضي الامر فالواقع خير شاهد ودليل على سفاهة اعمالكم, اتركوا العراق لاهله الاخيار و الوطنين الاصلاء , والمتمكنيين من اختصاصاتهم فلقد طفح الكيل وضاقت الانفس والعراق يتبرأ منكم, فكيف نرتجي ونتوقع ممن ليس بحداد ان يجمع الاوصال ويلحم الثغرات والثقوب و يقدم ما هو جميل ومفيد لبناء وطن خالي من الفساد والتخلف.