لأول مرة، تنفس الشعب العراقي الصعداء بأن لمس موقفا سياسيا عراقيا متعارضا مع موقف لسفير النظام الايراني، ايرج مسجدي في العراق، هدد فيه بقصف القوات الأميركية في العراق أو أي مكان آخر إذا تعرضت إيران لأي هجوم من قبل الولايات المتحدة. حيث قال أيضا خلال مقابلة تلفزيونية بأن “خروج القوات الأميركية من المنطقة مطلب إيراني، لأن هذه القوات لا تقوم بأي شيء بناء أو إيجابي”، إذ أن هذه التصريحات تعتبر تدخلا سافرا في الشأن الداخلي العراقي وبمثابة فرض وصاية عليه خلافا لمصالحه العليا ولأمنه وإستقراره.
رفض المتحدث بإسم وزارة الدفاع العراقية اللواء تحسين الخفاجي، لتصريحات مسجدي التي تجاوزت الحدود، مٶکدا أن “الأراضي العراقية خط أحمر ولن نسمح باستخدامها ضد أحد” وأضاف أن “العراق لن يكون منطلقا للاعتداء على إيران، كما لن يسمح بأن يتم تهديد المصالح الأميركية على أراضيه”، والحقيقة أن هذا الموقف الصحيح والمنطقي قد جاء في وقته تماما خصوصا بعدما صارت بلدان العالم تنأى بنفسها عن هذا النظام المثير للمشاکل والذي يعتبر بٶرة التطرف والارهاب في العالم، ولاريب إن إبتعاد بلدان العالم عن هذا النظام وإصدار بيانات ومواقف مضادة له إنما يأتي بعد التيقن من کونه نظام لاأمان له ويثير المشاکل والفتن أينما کان.
موقف المتحدث بإسم وزارة الدفاع العراقية وإن کان في خطه العام موقفا متأخرا بعد أن تمادى هذا النظام کثيرا في إقحام أنفه في الکثير من الشٶون الداخلية وإختلق الکثير من المشاکل والازمات للشعب والحکومة العراقية من أجل أن يوطد ويرسخ من نفوذه المشبوه، ولاريب من إن هذا الموقف الوطني من شأنه أن يعزز الثقة للتمهيد لإستقلالية القرار السياسي في العراق وإبعاده عن التأثيرات المشبوهة لهذا النظام الذي صار العالم کله يعرف کم هو مکروه ومرفوض من شعبه بل وإنه أکثر النظم السياسية فسادا ويکفي أن نشير الى أن أصواتا من داخل النظام صارت ترفع صوتها عاليا ضد الفساد الذي باتت نتانة ريحته منتشرة في إيران وتٶکد هذه الاصوات بأن الفساد الذي ينخر بالنظام هو أکثر خطر يهدده ويمکن أن يمهد لسقوطه.
هذا الموقف الوطني يجب تعزيز وعدم السماح للنظام الايراني کي يلتف عليه ويجهضه من خلال عملائه وأذرعه في العراق وإن دعم الشعب العراقي لهذا الموقف هو أمر من شأنه أن يدخل الفرحة في قلب الشعب الايراني الذي رفض ويرفض تدخلات النظام الايراني في الشٶون الداخلية لبلدان المنطقة والعالم ويرى فيها أمرا سلبيا مرفوضا من کل النواحي.