23 ديسمبر، 2024 4:11 ص

موقف المرجعية من اهالي الفلوجة‎ 

موقف المرجعية من اهالي الفلوجة‎ 

منذ ايام والناس تتناقل الاخبار عن اعمال التحرير الجارية في بعض مناطق الانبار وحان الوقت للمباشرة بتحرير الفلوجة من ايدي الطغاة والارهابيين .
والفلوجة مدينة متماسكة الاطراف لسببين :
الاول انها المدينة التي نمت فيها افكار السلفية منذ التسعينات وقد عرفنا كثيرا من الاشخاص الذين كانوا يحذرون من انتشار هذه الافكار بالنسبة للوضع العام للمدينة.
والثاني ان الالتزام الديني في هذه المدينة هو الابرز من بين مناطق الانبار المختلفة فان اكثر مناطق الانبار التي نعرفها كانت محكومة اما بالوضع العام السابق وهو اما التدين الصوفي واما بالعرف العشائري.
ومن سخرية القدر انه كان معي احد الاخوة من اهالي الانبار والذي صار شيعيا في داخل المعتقل بفعل تاثير بعض الشيعة وعندما سمع به بعض الاخوة السنة ارسلوا الى ادارةالسجن خبرا فكان عليه ان يبرر لهم كيف يصلي على طريقة الشيعة وهو من اهل دليم؟
لكنه وقف في وجوههم وقال لاحد الضباط من بيت السعدون نحن ننشر الكتب الخاصة بنا بامر الدولة والدولة معنا والشيعة ممنوعة كتبهم والدولة ضدهم ومع ذلك انا تركت التسنن لاني وجدت جوابا شافيا ولما بدا الحديث في التفاصيل قال لهم اسمعوا تعيبون على الشيعة الحلف بغير الله ونحن في الانبار عندنا حلف بالشمي فيقول احدنا والشمس الطالعة فلماذا يجوز لنا ولا يجوز للشيعة.
ومن هذا وامثاله يعرف الانسان كيف ان ابناء هذه المناطق يحكمها الجو العام لكنني سالت احد الاخوة من عشيرة الكبيسات هل يوجد عندكم تشدد في التفكير فقال نعم يوجد الان بعض الشباب الذين ياخذون بافكار الوهابية والدولة تحاربهم وتعتقلهم وهذا طبعا في بداية التسعينات فكيف صار الوضع بعد ذلك ؟؟؟
والمهم في الكلام ان الجو العام في هذه المدينة منسجم الى حد بعيد وهو الذي يدعو البعض الى القضاء على اهل هذه المدينة التي باعت نفسها للاغراب .
لكن الحقيقة ان الفلوجة كانت تضم حتى التغيير بعض الشيعة الذين كانوا يعيشون في الفلوجة من اجل العمل وتم القضاء على الوجود الشيعي في هذه المدينة بعد التغيير.
وفي هذه المعركة لايمكن القول ان كل الموجودين في هذه المدينة يستحقون القتل والقتال لانه من الطبيعي ان تجد بعض العوائل في الوسط يرتبطوم بعوائل في الفلوجة وغيرها من المناطق المختلفة في الانبار.
ولهذا جاءت مطالبة المرجعية لكي تحدد من المقصود بهذه الاعمال العسكرية فان المواطنين غير المقاتلين ومعهم النساء والشيوخ والاطفال ليس لهم ذنب في هذه المعركة.
فالحفاظ على ارواح المدنيين هو اولوية كبرى في الدين الاسلامي وقد دعت المرجعية الى تقديم ارواح المدنيين على اي هدف عسكري مهما كان حجمه.
واثبتت المرجعية بذلك ان حياة المواطن مسؤولية الجهات العليا ومنها المرجعية التي كانت ولا تزال تهتم بالارواح قبل اي هدف اخر.
وستكشف هذه المعركة عمق التطبيق الحرفي لاوامر المرجعية خصوصا من الفصائل المنبثقة من ولاء المرجعية الدينية في النجف الاشرف وقد اعطت المرجعية تعليمات سابقة للمقاتلين في الحفاظ على قدسية المعركة.