17 نوفمبر، 2024 10:48 م
Search
Close this search box.

موقف المرجعية الحقيقي من إدارة المالكي

موقف المرجعية الحقيقي من إدارة المالكي

في سابقة تحتاج الى التوقف عندها ملياً تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي وقناة البغدادية مقطع فيديوي للمرجع الديني الشيخ بشير النجفي (دام ظله) يهاجم فيه رئيس الحكومة السيد المالكي بطريقة واضحة وصريحة وغير قابلة للتأويل كما هو الحال في أغلب المواقف التي كانت توجه فيها المرجعية نصائحها او عتبها او انتقادها حيث تنبري الابواق المالكية للتفسير او التحليل بما يصب في مصلحة الحكومة زوراً وبهتانا، هذا المقطع الفيديوي أماط اللثام عن موقف المرجعية الحقيقي من إدارة المالكي للحكومة والذي لم يتمكن الاخوة في حزب الدعوة ان ينبسوا ببنت شفة ازاءه، فلطالما صدحت اصواتهم بدعم المرجعية لهم وهم لايخرجون عن دائرة النصح المرجعي، في حين ان المرجعية كانت ولازالت داعمة للنظام السياسي الجديد وللتداول السلمي للسلطة وللدستور الذي يمنع الاستفراد بالحكم، ولم تكن المرجعية يوماً داعمة لشخص المالكي او حزبه والدليل مااشار أليه المرجع النجفي حول ملفات الفساد في الاسلحة الروسية وعجز الحكومة عن توفير الكهرباء ونعت المنطقة الخضراء بـ (المشؤمة) اضافة الى وصف  الحكومة بانها لا ينفع بها النصح!! وهذا الكلام فيه دلالة واضحة على عدم رضا المرجعية عن اداء السيد المالكي، الامر الذي جعل المسؤولين عن الاعلام الحكومي يحجبون هذا المقطع عن وسائل الاعلام الحكومية والحزبية المتحالفة مع دولة القانون في خطوة تنم عن تجاهل لرأي المرجعية او خوف من سخط الجماهير واحتراق اوراقهم الانتخابية، وبذلك أختفت الاصوات الناعقة والتي كانت تدعي بان المالكي هو الحامي لحقوق الشيعة بل أطلقوا عليه لقب مختار العصر في سابقة خطيرة حيث يقارن رجل سياسة عليه اشكاليات عديدة وتحوم حوله الشبهات مع شخصية تأريخية متفق على صلاحها وتقواها خرجت لأخذ الثأر من قتلة الامام الحسين (ع) وأدخلت السرور على بيوت العلويين من أهل البيت (ع). كما انهم حاولوا تشويه الحقائق وألصاق ألتهم بسماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) عندما قام بدوره الشرعي والوطني لأطفاء نار الفتنة بين ابناء الوطن الواحد واتهامه بشق وحدة الصف الشيعي واضعاف الحكومة الشيعية في محاولة منهم لأستغفال البسطاء والطيبين من أجل الاستئثار بالسلطة والبقاء في دائرة العمل السياسي لأنهم لايملكون مشروعاً وطنياً واضح المعالم، ولكن المرجعية قطعت الطريق على طلاب الدنيا والمتلبسين بلباس الدين والمنتفعين من شعارات الدفاع عن المذهب واوضحت بصريح العبارة ان المالكي هو سبب كل المشاكل التي يعاني منها العراق وانه فشل في ادارة الدولة، وسبق هذا المقطع الفيديوي بيان للمرجع الديني السيد علي السيستاني (دام ظله) أفتى فيه بحرمة الدم السني، وهو بيان ينسجم تماماً مع موقف السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) فكلاهما يتحرك ضمن الاطار الشرعي والوطني الذي يحفظ وحدة العراق وسلامة شعبه.
فأين أبواق السلطة التي ألتزمت الصمت تجاه بيان المرجعية وموقفها الاخير من ادعائها بأنها لاتخرج عن طوع امر المرجعية ام انها المصالح التي تجعل الاسود ابيض والابيض اسود !! لقد انكشف زيف ماتدعون واتضح انكم كنتم تستخدمون المرجعية غطاء لمصالحكم ودعاية انتخابية لبقائكم في سدة الحكم ولكن الله يمهل ولا يهمل وان ضوء الشمس لايمكن حجبه بغربال ..
اتمنى على الاخوة في حزب الدعوة وعلى رأسهم المالكي ان يقرأوا موقف المرجعية قراءة صحيحة ويعيدوا حساباتهم السياسية ويصححوا مسارهم من خلال مد جسور الثقة مع الشركاء، والكف عن سياسة التسقيط والتهميش والانفراد بالحكم لأن العراق لايمكن أن يحكم في الوقت الراهن باقصاء اي مكون من مكوناته أو اي شريك سياسي يمثل طيف من اطيافه.

أحدث المقالات