نشرت كمقالة باسمي المستعار (تنزيه العقيلي).
سأحاول أن أتناول بالدراسة والمقارنة تلك النصوص القرآنية التي تبين موقف الإسلام من الآخر المغاير في العقيدة، أو أريد – من موقع إيماني ببشرية القرآن، وبالتالي بمحمديته، لا بإلهيته – أن أستجلي من كتاب محمد الموسوم بـ(القرآن)، موقفه هو أي النبي محمد تجاه من لم يؤمن به نبيا، وبكتابه وحيا، وبدينه رسالة إلهية. إنه إذن بحث عن موقف القرآن من الآخر المغاير، والذي يحب القرآن أن يسميه – ولا أقول يشتمه – بنعت (الكافر).
ولا بد من أن نحاول توخي الموضوعية في هذا البحث، فنقر بإشراقات وتألقات ما هو مشرق ومتألق، ونؤشر على ظلمة وهبوط ما هو مظلم وهابط، بحسب تقديري، وهو من غير شك تقدير نسبي يحتمل الصواب والخطأ.
هناك من النصوص القرآنية الجميلة التي تتناول الآخر، مما يمثل تألقات رائعة من مواقف إنسانية وعقلانية، هي في غاية المرونة والليبرالية تجاه الآخر المغاير دينيا. ولكن هناك نصوص أخرى – وهي الغالبة والطاغية – في غاية القسوة والتشنج في الموقف – دنيويا وأخرويا – من هذا الآخر (الكافر) بمحمد وإسلامه وقرآنه.
لنبدأ بالنصوص ذات الموقف الإيجابي من الآخر. ولو إني لم أجد موقفا إيجابيا، لا شائبة في إيجابيته، تجاه الآخر (غير المسلم)، إلا في نصين اثنين فقط. أما النصوص التي تشتمل على شيء من الإيجابية والانفتاح والتسامح مع الآخر، فهي في جزئها المُجتزَأ إيجابية، لكن سرعان ما نكتشف حقيقة الموقف المتأزم والرافض والمُقصي، إما دنيويا وأخرويا، وإما المتسامِح دنيويا والمتوِّعد أخرويا، تجاه من بدا أن هناك ثمة إيجابية وانفتاحا ومرونة في التعامل معه. قلت هناك نصان، أحدهما تكرر في موقعين، مما يمكن الكلام إما عن نصين، وإما عن ثلاثة نصوص. وهي لا تساوي شيئا يذكر بالقياس على الكم الهائل من النصوص المأزومة تجاه «الذين كفروا» بدين محمد.