موقف كل من القائمة العراقية وزعماؤها وجمهورها من قضية طارق الهاشمي يثير التعجب والاستغراب… بل والاستهجان!! فالكل في العراق – إلا أصحاب الغرض الحقود! – يعرف أن طارق الهاشمي برئ تماماً من التهم التي وجهها إليه نوري المالكي رئيس الوزراء لخصومات سياسية، وتعارض مصالح، وبدعم وتوجيه من جارة السوء إيران التي باتت تتحكم في مفاصل إدارة العراق وسلطاته. وتتوالى مهازل قرارات الاعدام التي تصدرها محكمة القاضي بليغ حمدي!!
المحكمة المهزلية أصدرت قرار الاعدام الثالث ضد طارق الهاشمي، ضمن مسلسل التهم التي فبركت وصيغت اعلاميا، وتمت محاولة إيهام الشعب العراقي بقانونيتها الزائفة..
نحن لا نعتب على سياسيي ما يسمى بالتحالف الوطني لان مسالة تصفية طارق الهاشمي وتسقيطه سياسيا بل وجسديا تشكل مصلحة متقدمة لديهم للتخلص من شخصية مزعجة، كثير المعارضة ضد تدخلات ايران في العراق، وكثير الفضح الاعلامي لمساوئ حكومة نوري المالكي وسياساتها الاقصائية والتهميشية واساليب الاعتقال العشوائي غير القانوني بدوافع طائفية، ولكننا نعتب على القائمة العراقية، قيادة وقاعدة!! حيث ان موقفها من احد رموزها وقيادييها موقف اقل ما يمكن ان يوصف بانه متخاذل ولاينم عن اي وفاء… وآخرها تصريحات السيد أياد علاوي التي وصف فيها ظروف طارق الهاشمي بأنها ((صعبة للغاية))!!، وبأنه أي علاوي، يبذل جهوداً لحل القضية، دون أن ينوه عن ماهية تلك الجهود إلا أن علاوي أضاف: في تصريح لاعلام حزب الرئيس طالباني أنه يجب أن تكون المحكمة علنية وبحضور شهود، معلناً إذا ثبت الذنب على الهاشمي الموجود حاليا في السعودية بدعوة خاصة من ملكها فسينال جزاءه حسب القانون العراقي.
أياد علاوي يعرف جيدا أن تلفيق التهم المفبركة ضد طارق الهاشمي هو بهدف التسقيط السياسي، والتصفية لخصم عنيد، ولابد انه قرأ الخبر التالي:
كشف مصدر قضائي – في بغداد – عن ممارسة دولة القانون ضغوطاً شديدة من اجل استصدار الحكم بإعدام نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لحساسية المعلومات لـ(وكالة العراق نيوز):”ان القاضي بليغ حمدي الذي اصدر الحكم باعدام الهاشمي مرة ثانية بتهمة تصفية ضابط بوزارة الداخلية قد التقى مبعوثـَيْن من المالكي قبل يوم من اصدار الحكم بحق الهاشمي في المنطقة الخضراء”. واضاف “ان المبعوثـَين من مكتب المالكي قد ناقشا اصدار حكم بإعدام الهاشمي وبعض المقربين له وقد تم وضع التهم والاجراءات الرسمية مع وزارة الداخلية”. وتابع المصدر “أن الاجتماع خلص على اصدار حكم بحق الهاشمي في اليوم التالي وفعلا حصل ذلك”. وبين المصدر” ان السفارة الايرانية في بغداد كانت تطلع على اجراءات وزارة الداخلية بهذا الجانب وتسدي النصائح لها من اجل توجيه اشد العقوبات بحق الهاشمي”. النظام الايراني انتقد الهاشمي في اكثر من مناسبة، وبشدة لمواقفه الوطنية الرافضة للتغلغل الايراني في البلاد))؟
إن موقف أياد علاوي من رفيق له في قيادة وزعامة القائمة العراقية، وكان دخوله للقائمة تعزيز وتعضيد لها، كان من أسباب فوزها في الانتخابات الاخيرة قبل ان تطيح بها عصا التدخل الايراني الصريح والواضح وتدخلات سلطة رئيس الوزراء في اعمال القضاء العراقي.
واين انتم يا أهل السنة من قضية الهاشمي؟
وبالغرابة ايضا يتسم موقف السنة في العراق تجاه زعيم من زعمائهم، انتخبته جماهير فاقت الـ350 الف ناخب، فاين هي تظاهراتهم الساندة لمن انتخبوه، ولزعيم من زعماء الكتلة العراقية، وأنا متأكد أنهم يؤمنون ويعتقدون اعتقاداً جازماً أنه (مظلوم) وأن التهم كيدية وكاذبة لكنها فبركت تحقيقيا وقضائيا بوسائل التعذيب التي اشتهر بها جلاوزة اجهزة التحقيق في الداخلية والاجهزة المرتبطة مباشرة برئيس الوزراء؟ وخضوع السلطة القضائية لهيمنة نوري المالكي واتباع ايران.. أين تظاهراتكم واين وقفتكم الاحتجاجية واين مناصرتكم لأخيكم الذي تعرفون براءته من كل التهم الباطلة…
شيء مؤسف.. بل ومخجل، والتاريخ يسجل المواقف.. فبأي مداد سوف يسجل التاريخ وقفة أياد علاوي ووقفة القائمة العراقية ووقفة أهل السنة في العراق تجاه أخيهم طارق؟