18 ديسمبر، 2024 5:53 م

موقف الأديان من أكل الصراصير!

موقف الأديان من أكل الصراصير!

لقد وردتني استفسارات عن عام 2030 الذي ذكرته في مقالي السابق (هل سيجبروننا على أكل الصراصير) نوضحها هنا (وضعت الأمم المتحدة في أكتوبر 2018 العالم أمام مهلة 12 عاماً لتجنب الآثار الكارثية للتغير المناخي. ما يعني أنه بحلول عام 2030 يجب خفض الانبعاثات الكربونية تفادياً لتفاقم أزمة الاحتباس الحراري، ) ولذلك تعلو الأصوات التي تنادي بإيجاد البدائل وبلا شك فان دول الخليج العربي ستكون الأكثر احتمالية للتعرض لعقوبات دولية اذا ما لم تتخذ إجراءات بهذا الخصوص لانهم منتجون بكميات كبيرة للبترول والغاز فهل ستنقلب نعمة وجود هذه المادة الى نقمة وتعيد دولنا العربية الى الوراء ..لذلك تجد لدى بعض العلماء وجهات مجهولة ومعلومة تطرح أفكارا غريبة بعضها معدومة الضمير منها تقليل البشر حتى لو كان عن طريق القتل ولا نستبعد أن يكون ظهور مرض كورونا كنتاج لهذه الأفكار! ومنها أيضا القضاء تدريجيا عن مزارع البقر والاغنام ومنع صيد الأسماك ومنع التصاريح الجديدة بإنشائها لا أدرى هل أطلق هذه الحملة والتوصية جماعات النباتيين أم منظمات استعلائية تعتبر نفسها نخبة البشر. تخيلوا ان المشاوي ستصبح ممنوعة وتختفي ويبدأ العلماء بالتدخل الجيني لتكبير الحشرات حتى يكون لها سيقان كبيرة نشويها بدل التكة والكباب لا اعتقد ان هذا سيكون محببا.. يربط الناس دائماً بين وجود الحشرات في المنزل وبين الحسد، أو العين التي تخترق البيوت وبين السحر أما في الحقيقة فتلك خرافة ضمن العديد من الخرافات التي لا طائل منها إلا إيذاء النفس البشرية والقاء الفزع عليها.

لا تسمح الديانة اليهودية عمومًا باستخدام الحشرات الأرضية كبديل للبروتين عن غذاء الإنسان. تحظر قوانين الطعام اليهودية، المعروفة باسم “كشروت”، استهلاك الحشرات، بما في ذلك الحشرات المطحونة. ويستند هذا النهي إلى وصية التوراة بعدم أكل المخلوقات البغيضة وتفسير التلمود أن هذا يشمل جميع أنواع الحشرات. ففي الاصحاح 11 ضوابط بشأن الطعام فكانت شريعتهم تحرم أكل الخنزير والقشريات واغلب الحشرات والطيور الجارحة.. فكان الغرض تمييزهم عن بقية الشعوب (أو عقوبة عليهم) .

اما النصارى فبسفر التثنية 14حرم أكل كل حشرة تطير ثم جاء في كتاب مرقص 7/19 اعلان ان جميع الحيوانات التي كانت تعتبر غير طاهرة قبل ذلك يمكن أن تؤكل ( ما طهره الله فلا تدنسه انت ) 10/15 ..ولا ادري كيف يصفون حشرات المراحيض على انها مطهرة .اما في هذا العصر فلهم الحرية في ان يأكلوا ما يريدون (طالما لا يسبب هذا ان يتعثر ايمان شخص اخر ) وفي عهد النعمة الجديد يهتم كتابهم بصورة أكبر بكمية ما يأكلون أكثر من الاهتمام بنوعية ما يأكلون . ولهذا هم في الغرب يأكلون الخنزير ويشربون الخمور وكل يوم يأتونا (ببلتيقة) جديدة يحاولون أن يفرضوها علينا !.

الإسلام موقفه واضح من استخدام الحشرات الأرضية كبديل للبروتين. حيث جاء في الحكم الشرعي والأوامر الإسلامية ما يحرم أكل الصراصير وغيرها من أنواع الحشرات الخبيثة قال تعالى: ” وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ” ، وأوضح علماء الدين في الأزهر الشريف هذا الأمر الذي جاء ردا على انتشار اكل مثل هذه الحشرات ، أن الله قد حرم اكل ما لا دم له من الحشرات كالخنفساء والصرصور والذباب وغيرها ، وهذا وارد بوضوح في مذهب الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة ، وبالتالي فهو متفق عليه عند مذهب الأئمة الاربعة ما عدا حشرة الجراد فهي حلال ,كذلك البعض يعتبره نوعا من انواع من الطيور”.

صحة الديانة لا تقاس بعدد اتباعها بل الحق يبقى حقا والباطل باطل وان كثر اتباعهما او قل (وان تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) الصافات.مستقبل العيش على الأرض غير مؤكد،خصوصا بوجود هذه الأنواع البغيضة من البشر ولكن هناك خطوات يمكننا اتخاذها لضمان مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا. نحتاج إلى تقليل انبعاثات الكربون لدينا واستخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لتقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري. يجب علينا أيضًا الحفاظ على الموارد الطبيعية والنظم البيئية، وكذلك الاستثمار في البنية التحتية والتقنيات الخضراء لتقليل بصمتنا البيئية المضرة. من خلال اتخاذ هذه الخطوات وغيرها ، يمكننا خلق بيئة معيشية أكثر صحة وإنصافًا لأنفسنا وللأجيال القادمة..

أحد مصانع هذه المنتوجات يجيب على تساءل لماذا الصراصير؟ فيقول عند الحديث عن منتجاتنا يجب أن يكون هذا هو السؤال الأكثر شيوعاً. إن السبب في قرارنا إضافة الحشرات إلى منتجاتنا هو أن الصراصير تشكل مصدراً كبيراً للعناصر الغذائية، وأيضاً خيار مستدام للبيئة.. تقليل انبعاثات الكربون لا تتم بإطعامنا المحرمات او الخبائث من المخلوقات التي خلقها الله لغايات معلومات كي تتوازن الكرة الأرضية.. هذا التقليل المنشود لا يتم بتقليل البشر والحيوانات ولا بأكل الصراصير.

ما الحل اذن؟ .. الحل هو ان نقاطع هذه المنتجات وأن تمنع حكوماتنا استيرادها لا ان تضعها امامنا في المحلات بمغرياتها الدعائية ثم يقولوا بعد ان نتعود عليها انها حرام! والاحسن أن نبني صناعاتنا الغذائية ومشتقاتها وموادها بأنفسنا وكفانا الاعتماد على الغرب الذي تهمه المادة فقط، فنحن شعوب تؤمن بالله كخالق للكون وما فيه ونلتزم بضوابط عقيدتنا لأن الذي خلق هو اعلم بما خلق وحلل وحرم وفقا لذلك ونقول لهؤلاء المبتدعة اتركونا وشأننا نأكل من خيرات الأرض التي حللها سبحانه وكلوا انتم ما تريدون حتى لو كان مخلفات البشر المعقمة !.