23 ديسمبر، 2024 1:51 ص

موقف إحتجاج لكن الباب سبب الغياب!

موقف إحتجاج لكن الباب سبب الغياب!

حصانة إلهية لأهل بيت، أسماؤهم معلقة في ساق العرش، بهم تاب الخالق عز وجل على آدم، وبكلمات خمس، خلقت الأكوان لمحبتهم، إنهم بيت النبوة، ومعدن الرسالة، وهم فاطمة وأبوها، وبعلها وبنوها، قداسة في الأصل والفرع، زيتونة لا شرقية ولا غربية، لا تأخذهم في الحق لومة لائم، الإسلام لديهم دين سمح، ودولة عدل لا جور معها، لم تستوفقهم أحجار السقيفة، أو أنهار النفاق، فهم شجرة تحارب الفساد، وتقدم الفاسدين للعدالة، فلا يستطيع الصفير أن يتحدى الزئير!
كوكب دريّ محتجب، عن الأمة بهياكلها الفارغة، ووصي صبور يحترم إرادة نبيه، عندما جنى عليه التأريخ المارق، برفضه للقلم والدواة، فنبض العرق الفاطمي، المتألم لفراق الحبيب المصطفى، (صلواته تعالى عليه وعلى أله)، وبدأ العد التصاعدي لهذا البيت الكريم، بصمته المتفجر، وعدوه المتحجر، الذي بث الطائفية بأبشع صورها، وإعتصر فؤاد البضعة البتول (عليها السلام) على حال كهذا، لكن الباب اللعين، واليد الملعونة، كانتا سبب غياب الزهراء، عن بيتها الطاهر، فغادرت وهي غاضبة، على رجالات الأمة الناكثين!
ألم فاطمي مشترك، بصرخات تفتت الصخر، وموقف إحتجاج لسيدة نساء العالمين، خاطته من آهات الواقع الفاسد، حيث عاشت لحظاتها الأخيرة، مع أحقر قوانين العصر، وأكثرها إنحطاطاً، فما بين نار الحطب، الى لطمة خد، ومن مسمار خجل خبيث، سارع المحسن الى تناوله، في إيقاع بطيء، ليشعرنا بحدوث جريمة، على يد الجبت والطاغوت، أما الزهراء (عليها السلام)، فقد إنتظرت لتختمر الأحداث أكثر، لينتفض الصمت المطبق، بحكمة ربانية وإخفاء قبرها، ودفنها سراً ليلاً، فأرجعي الى ربك راضية مرضية!
قيامة في الإستفهام، وهول في المطلع، وجبرائيل (عليه السلام)، يبشر خاتم الأنبياء بقدوم بضعته اليه، لكن الرجل الولي الضرغام، كان على موعد مع الألم والفراق، عن الحبيب والحبيبة، فبدأت أزمنة العزلة، تغازل ذلك القلب الدامي، الشاكي ظلامته وزوجته (عليهما السلام)، صبر الوصي علي، فكر يتجاوز العقول الخاملة، لمَ السكوت عن فاجعة الزهراء؟ ما السر؟ لقد حان وقت العمل بعد الرحيل، فأمضى حياته، يسطر تأريخاً علوياً لا يضاهى أبداً، به حُمي الدين، وحُفظت الأحكام من البدع والضلالة!
كهف إيماني تنام فيه العائلة مطمئنة، تمارس وظيفة لمدى الحياة، إنه حجر فاطمة (عليها السلام)، لكن اللعنة لمَنْ يصفع نخلة على خدها، ويسقط جنينها، ويعصر الباب جسدها، لقد دخل البيت الفاطمي، مرحلة الصمت، والرضا بقضاء الباريء عز وجل، فالقتل لهم عادة، وكرامتهم من الله الشهادة، أما الآخر فقد حصد الخيبة، ولم يبقَ لتأريخه معنى إلا إحتقاره، فأعلنت السيدة الصديقة عن رغبتها، في إنهاء الصلة مع الحياة، تاركة أولادها بعهدة رجل جريء، إختار الموت في محرابه!