20 أبريل، 2024 2:47 م
Search
Close this search box.

موفق عسكر تاريخ رجل مجتمع لا يمكن نسيانه

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما تكتب عن شخصية متعددة الجوانب في حياتها الاجتماعية تجد نفسك عاجزا عن اي باب اوجانب سوف تبدأ الحديث به كونها شخصية متعددة الجوانب وتركت بصمة واضحة في احداث كثيرة ومهمة في تاريخ العراق عموما وقبيلة الجبور خاصة…
فهل سوف تكتب عن السياسة وعملها السياسي الطويل ام تكتب عن الاجتماع وعلاقتها مع كل طبقات المجتمع ام تكتب عن التاريخ وخاصة كلنا يعرف انه الموسوعة الفكرية والتاريخية التي ربما نفتقدها بلحظات معينه..
انه الاستاذ الكبير ورجل السياسة الاول وشيخ العشيرة الاستاذ موفق عسكر هذا الاسم الذي كلما ذكر في المجالس يقف الجميع اجلالا واحتراما وتقديرا لعظمته ومكانته في المجتمع وبين كل مكونات النسيج الاجتماعي الموجود في العراق والوطن العربي..
نعم انه موفق عسكر الذي استطاع وبحنكته ودهاءه السياسي المعروف ان يعيد المجد لأبناء قبيلة الجبور من خلال السعي لتوحيد هذه القبيلة بكل طوائفها وقومياتها وعدم الوقوف صامتا في وجه كل التحديات التي واجهت هذه القبيلة من خلال سياسته المعتدلة التي يتبعها دوما وله الفضل الاول في تأسيس اول مجلس لقبيلة الجبور والذي اعاد من خلاله صلة الارحام واللحمة الوطنية بين أبناءها…
لقد كان الاستاذ موفق عسكر المشورة والمرجعية لأغلب ابناء الطبقة السياسية في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي وكان المرجع الرئيسي لكل ابناء قبيلة الجبور في العاصمة بغداد حيث كان يقصدونه من شمال العراق حتى جنوبه..
لقد كانت له علاقات واسعة مع كل ابناء القبائل الموجودة في العراق واذكر جيدا عندما كنت ازوره في مكتبه الخاص في العاصمة بغداد في منطقة الكرادة اجد تشكيلة متكاملة للنسيج الاجتماعي العراقي فهنا يجلس آل دانه من محافظة الديوانية وهنا يجلس احد افراد عائلة ال دبي او ال مخيف الكتاب من محافظة بابل او آل الوگاع من نينوى او آل الطوب من البصرة او احد شيوخ الحمد الدرويش من ديالى او احد ابناء عمومتنا من ابناء قبيله الجبور الذين تحولوا بموجب سكنهم الدائم في اقليم كردستان الى القومية الكردية او القوميات الاخرى التي تشكل احد فروع النسيج المجتمعي في العراق والكثير من شخصيات المجتمع الذي تخونني الذاكرة لذكر اسماءهم والقابهم الكبيرة وعناوينهم في المجتمع…
لقد كان الاستاذ موفق عسكر يحمل بأفكاره ثقافات متعددة الاتجاهات كونه شخص استطاع ان يمزج بين الحياة السياسية والزعامة العشائرية فهو رجل السياسة منذ خمسينات القرن الماضي وشيخ العشيرة منذ عدة عقود لأنه حفيد الشيخ عسكر الذي عرف بحكمته وشجاعته في منطقة جنوب الموصل بشطريها الايمن والايسر.. ووالده الشيخ اسعد العسكر الذي ترك بصمة تاريخية من خلال دوره البارز في قبيلة الجبور…وهنا لابد لنا من ذكر المواقف الطيبة لعائلة العسكر عموما وتاريخهم المشرف..
وكان الاستاذ موفق عسكر ابو مثنى الاقرب للطبقات الثقافية من الكتاب والادباء والشعراء بحكم تعلقه بالثقافة العامه وكذلك بحكم عمله الوظيفي من خلال استلامه مهام مدير عام دار الحرية للطباعة والنشر والتي كانت تعتبر العمود الفقري للإعلام العراقي في وقتها وكانت القيادة السياسية في ذلك الوقت تعتمد كليا على افكاره في بلورة الكتاب العراقي سواء كان سياسيا ام ثقافيا ام تاريخيا واصداره بالشكل المطلوب الى كل المكتبات الموجودة في الوطن العربي حتى يطلع عليه القارئ في الشارع العربي ويشاهد الدقة في المعلومات والامور التنظيمية والفنية للتأليف والطباعة… لقد ترك الاستاذ موفق عسكر الكثير من المؤلفات والمقالات المتعددة وفي جوانب عديدة لا يمكن حصرها في هذه المقالة القصيرة بأسطرها وكلماتها وان كل ما اردت ان اقوله في هذه الاسطر والكلمات بعض من لحظات الماضي القريب مع يومنا الحاضر وانا اشاهد اليوم احد القمم الشامخة من ابناء الاستاذ موفق وهو اللواء الركن قتيبة العسكر في مجلس عزاء الشيخ عبد الرزاق مجبل الوكاع امير قبيلة الجبور وما ان سمع بقدوم الشيخ تكليف عبد ال دانه من محافظة الديوانية الى مجلس العزاء حتى نهض من مجلسه ليكون اول المستقبلين له كونه يعرف جيداً انه من اصدقاء والده القدماء رحمه الله.. وبينهم علاقات عائلية تاريخية قديمة وما يفرح النفس انك ترى تجديد هذه العلاقة مع مرور الزمن رغم كل المعوقات والصعاب والمحن التي نواجهها في هذا الزمان..
لقد ذكرني اليوم هذا اللقاء بلقاءات كنت اشاهدها في القرن الماضي بين الاستاذ موفق عسكر وابناء عمومته من قبيله الجبور في كل ارجاء العراق والوطن العربي وكما يقال في الامثال ان الرجال تعقبها الرجال فنعم الخلف لخير السلف.. وهنا لا يفوتني الا ان أذكر ايضا موقف الاستاذ مثنى موفق عسكر الابن الاكبر للأستاذ موفق عسكر الذي نتابع مقالاته التاريخية القيمة بين الحين والآخر كونه شخصية اجتماعية لديه اهتمام بالتاريخ ولديه مؤلفات بهذا الشأن….
امنياتنا لكل الموجودين على قيد الحياة بالصحة والسلامة والعافية.. ودعائنا للأموات بالرحمة والمغفرة ومساكن في جنات النعيم ان شاء الله….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب