الهزيمة الساحقة التي منى بها حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، جعلته في مهب الريح وبات في حالة قلق وانتكاسة كبيرة.
ما يحدث حالياً في إسرائيل يشير إلى أن حزب الليكود وصل لنهاية دوره، إلا أن الشعبية الهائلة والاستثنائية التي كان يتمتع بها نتنياهو من قبل شعبه أصبحت من الماضي، وأصبحت المناوشات السياسية داخل الحزب الحاكم أشد ما يوجع نتنياهو، والهزائم المتلاحقة يتم النظر لها من داخل الحزب الحاكم على أنها نتيجة طبيعية للفشل السياسي الداخلي، وكذلك تضلعه بتهم الفساد والرشاوى والاحتيال.
في هذا السياق أظهرت نتائج الانتخابات الإسرائيلية أنه لن يكون بمقدور نتنياهو تشكيل حكومة يمينية بعد فوز زعيم “أزرق- أبيض” بيني غانتس التي تستند إليه تشكيل الحكومةَ المقبلة بهذه الانتخابات.
بعد فوز بيني غانتس نادى نتنياهو بحكومة مشتركة مع غانتس، وأصبح يغازله ويطالبه بالعودة للوحدة الوطنية، وهذا يعد بمثابة فشل آخر لليمين المتدهور نتنياهو، الذي يذهب إلى قاع البئر بعد عجزه عن تشكيل ائتلاف حكومي، بسبب رفض حزب “أزرق-أبيض” المشاركة في حكومة يرأسها “نتنياهو” المُتهم بقضايا فساد.
بات من الواضح أن نتنياهو الفاشل والمجرم بحق الإنسانية سقط سياسياً بسقوط جبهته الداخلية، فمستوطنوه لن يرحموه، ولن ينسوا أنه أدخل أكثر من ستة ملايين إسرائيلي في الملاجئ لأول مرة في التاريخ، وعلى هذا فإن الدعاية الإنتخابية التي أرادها نتنياهو لنفسه وأراد بها طمأنة شعبه، تحولت إلى أخطبوط أسقط أسهمه الإنتخابية في الحضيض.
كما أن نتنياهو صاحب أطول فترة حكم في تاريخ “إسرائيل”، إذ يترأس الحكومة منذ عام 2009 أصبح يعاني مشاكل كبيرة بعد أن أثبتت نتائج الانتخابات أن الناخبين الإسرائيليين باتوا يرفضوا بقاءه في سدة الحكم، ولم يعد طريقه مفروشاً بالورود، وأن سياسته الخاطئة التي اتبعها في فلسطين المحتلة تمثل عاراً كبيراً على البشرية فهي مستمرة في خططها العنصرية والممنهجة لتهويد القدس والمقدسات الإسلامية، التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتشيع مشاعر الكراهية والعنصرية والتطرف والتعصب، لذلك لا بد أن نستمر في طريق المقاومة لطردهم من وطننا.
بإختصار شديد…. إن الحرب قادمة لا محالة، وأن المنطقة قادمة على مشهدين لا ثالث لهما إما تسوية مرضية بشروط محور المقاومة وحلفائه الدوليين أو حرب إقليمية ولن تكون إسرائيل في مأمن منها أبداً.