23 نوفمبر، 2024 6:17 ص
Search
Close this search box.

موعد الحسم مع سباق المضمار الانتخابي الكبير

موعد الحسم مع سباق المضمار الانتخابي الكبير

الاستعدادات اللوجستيه اكتملت لاكثر من عشرين مليون ناخب عراقي بانتظار يوم الحسم و في الثلاثين من نيسان سيبدأ الحصاد الكبير فالعراقيون يترقبون كل اشاعة و يلتقطون كل حدث و يسمعون كل خبر و كل شئ.. العراقيون اخذوا يحبسون انفاسهم فالسباق الكبير لم يبدأ بعد.
لقد قدم كل شئ و بذل كل جهد و استخدمت و وضفت جميع الوسائل المشروعة و غير المشروعة حتى تلك المبالغ بيها و افرغت جميع الحقائب و اغدقت الاموال بسخاء دون حدود او انصاف (او وجع راس كما يقال) و اقيمت المهرجانات و الاعلانات الجذابة بمختلف الوسائل و الادوات تخللتها حفلات مبهرة الوانها ساطعة و اصواتها شجية كما اقيمت احتفالات اخرى ادارها الممسكون بجببهم الدينية و صلواتهم و دعواتهم و صراخهم الذي صم الاذان و عويلهم الذي يلف فضاء ساحات الاحتفالات حتى بلغ ما بلغته غيوم السماء بكل احمالها و هي تنتظر ان تحين ساعة وقت هطول زخاتها من المطر الغزير ليبهج الارض و يروي الزرع و بالجانب الاخر غيوم داكنة تحول رشقات مطرها وبالاً من الاوحال في ارض اخرى لتغرقها و تدمر زروعها.
غداً سيظهر كل شئ و ينكشف المستور حيث لا حلم غيره سواء المفرح منه او المبكي لدى الكثير ممن استنزفوا مالاً و جهداً و اقاموا الولائم للناس من مال مشكوك حلاله و وزعوا الهدايا العينية حتى اطلق عليه البعض بموسم الهدايا و التي اشتملت على (مواد التموين الغذائية و البطانيات و كارتات الموبايل و علب الدخان) و من التمسوا الجار و القريب و ابن المدينة و العشيرة فقد ذهب دور الاحزاب و بقيت حبر على الورق و انحسر تاثيرها و افل نجمها على غير رجعة كما سموها (و ودعها الجمهور بعد ان ابتلاهم الله بها بكلمة باي باي) و حل رجال الدين و العشائر محلها فما عاد الناس يعيرون اهمية للستيراتيجيات الفارغة من مضامينها و المعتقدات السياسية التي ودعها اصحابها و المروجون لها حتى الهوية و الوجود و الانتماء العربي و من ينطق به ليذكرهم بتاريخ امتهم المجيد يطلقون عليه (قومجي) فهكذا اصبحت لغة هذا الزمان فالشيخ هو الملاذ و المرجع و من يطلب من المرشحين المساعدة و الدعم و هو الذي يؤشر للمتنافس القبول به و الاستعداد لمساعدته (لكنه يتسائل عن كمية المبلغ الذي سيدفع له بالمقابل و يتم القبول بالدفع بعد المساومة التي تتقرر حسب درجة تاثير الشيخ و منزلته لدى افراد القبيلة و ولائهم له) و عند الاستلام و الموافقة تنتهي الصفقة باهازيج و هوسات امام المضيف و ياتي دور مرشح اخر فيمثل عليه الدور نفسه و هكذا تتكرر العملية فلقد تعلم الشيوخ اللعبة و اجادوها بحيث اصبحت اليوم ظاهرة الشيوخ مهنة تجارية و استثمار رابح هذه الايام فما عليك الا ان تلبس الزي العربي (عباية و صاية و يشماغ و عقال و سبحة) فانت اذا شيخ حتى لو ورائك افراد اسرتك فقط و ان يكون لديك مضيف فانت شيخ!
لقد انتهت مرحلة التمهيد للسباق الكبير و استكملت التحضيرات له و تمت الاجراءات المطلوبة لتشكل اضخم موسم انتخابي سواء في العراق او في المنطقة و عموماً فقط حل موعد الحصاد و تم تحديد كل شئ فمضمار السباق جاهز الان و انتظار اليوم الموعود غداً في الثلاثين من نيسان حيث ستقف ٩٠٤٠ فرس و حصان بحالة تاهب بخط بداية الشوط لتنتظر صافرة البدء بالسباق.
الاكف على القلوب و الصلوات تملا السماء و الدعوات تقرا بخشوع و ترتل بكل مكان فالمطلوب فوز ٣٢٨ فرس و حصان من هذا الحشد الكبير فلقد حمل الجميع الوزر الاكبر و عليهم ان يحسموا النتيجة فكل مرشح و مؤيدوه يتمنون الفوز دون غيرهم فهكذا هي الامنيات و الباقون سيخرجون من السباق يندبون حظهم العاثر فالبعض سيخرج فرحاً مسروراً و البعض يلطم على المال و الامل الذي تبخر و خيانة الشيوخ و نكثهم لوعودهم (فلربما هم ليسوا قادرين على الزام اقاربهم بالتصويت لانهم لم يحصلوا على شئ مادي) لقد حصل الشيوخ على الكثير مما ملء جيوبهم و اما الباقون فمن خسر خسر و من ربح ربح و عموماً فقد كانت بحق اكبر الحملات الاعلانية وزعت خلالها تلال من الدولارات و بطرق و اساليب مختلفة فقد اكتسب الجميع يقين و تجربة خاصة الخاسرون منهم يرون ان الصور و الاعلانات المسموعة و المرئية و الدعوات و الالتماسات لا تنفع و الذي يخدم المرشح هو من تعلم و اتقن فن الرشوة و من اتخذها مهنة و من احتاج اليها فلا احد منهم يمكن ان يقال له لقد اخطأت و من يدخل البرلمان بعدالفوز مضمار سباق الانتخابي لا يعني بالضرورة ان له قيم افضل من الاخرين الا اللهم ما نزر منهم و هم قليل القليل.. اولست معي يا اخي بصحة هذه الصورة؟
غداً سينتهي فصل لكنه سيكتب بسجل تاريخ العراق السياسي و اسمية انا العبد لله (فصل دوخة الراس) و سنرى..

أحدث المقالات

أحدث المقالات