مهمتنا في الكتابة، تحتم علينا الحيادية والموضوعية في الطرح، ولذا فعندما إنتقدنا بعض موظفي الخدمات، لعدم قيامهم بإعمالهم بصورة صحيحة، وجب علينا أن ننقل معاناة بعضهم، الشريف والنزيه، من سوء تعامل الإدارات معهم، سواءً في القول أو الفعل…
ينقل لي(م م) وهو موظف خدمة في مدرسة (……) الإبتدائية، معاناتهِ في تنظيف المدرسة، حيث ما يزال يستخدم الطرق البدائية، من الكنس بالمكنسة العادية، بالرغم من إمتلاك المدرسة لمكنستين كهربائيتين، لكنهما لم تغادرا المخزن أبداً. لماذا؟!
ثمة إحتمالين لا ثالث لهما، لجواب هذا السؤال:
1- إن المدير يريد ان يُتعب ويُرهق موظف الخدمة ويزعجه، وهو إحتمال جائز، فبعض الإدارات مصابة بمرض نفسي، وتحب أن تظهر شخصيتها التافهة على هؤلاء المساكين.
2- إن المدير يريد أن يأخذ هذه الأدوات لهُ(يبيعها او يستخدمها لأغراضه الشخصية)، وهذا الإحتمال أقوى من سابقهِ، لأن لا محاسب ولا رقيب على عمل هذه الإدارات، من وزارة أو دينٍ أو ضمير.
كما يخبرني موظف آخر، أن بعض إدارات المدارس، تطلب منه ومن زملائهِ، البقاء في المدرسة لمدة ساعة بعد نهاية الدوام، إذا كان الدوام ظهراً، أو المجيئ بساعةٍ قبل بداية الدوام صباحاً، للقيام بعملية التنظيف، وغسل أرضية المدرسة، وهذا إجتهاد شخصي مِنْ قِبل الأدارات، كما أظن.
إن راتب موظفي الخدمة من الشباب، الذين تم تعيينهم قبل ثلاث سنوات أو اربع، لا يتجاوز الـ500 الف دينار، وهم أصحاب عوائل، ولديهم مصاريف، وهذا الراتب لا يبلغ بهم نهاية الشهر إلا بشق الأنفس، مع العلم، أن هناك إدارات تضغط عليهم، وتكلفهم بمهام ليست من صميم عملهم، كما وتعاملهم كأنهم خدمٌ عندهم، وليسوا موظفين مثلهم!
هذا الكلام يخص موظفوا الخدمة من الشباب، وإلا فكبار السن لا يعملون إلا نادراً، كذلك وأن هذا الكلام يخص موظف الخدمة الشريف والنزيه، الملتزم بالحضور والدوام الرسمي، وإلا فإن هناك من موظفي الخدمة الشباب، مّنْ لا تستطيع الإدارة أن تطلب منهُ أي شئ، فضلاً عن أن تأمره، فهو يأتي متى ما شاء، ويغادر متى ما شاء، فلديه مَنْ يسندهُ من الأحزاب والجهات السياسية…
بقي شئ…
عندما نكتب وندافع عن فئةٍ معينةٍ من الشعب، فإننا قطعاً نقصد الشريف والنزيه منهم، وإلا فإننا لا ندافع عن الفاسدين البتة.