23 ديسمبر، 2024 8:19 ص

موسى الفقيه في مغالطاته يتيه

موسى الفقيه في مغالطاته يتيه

التجرد عن العاطفة والبحث عن الحقيقة قلما يستطيع الباحث ان يخوضها والا الاغلب الاعم كثير من الباحثين يضع نصب عينيه غايته العاطفية من البحث ويبدا بتطويع الحقائق وفقها .

كتاب التحريف في الاسلام تاليف موسى الفقيه ، طالعته وقلت في نفسي علني اجد شيئا جديدا ، وللاسف الشديد لم ار فيه الا سفاسف وتوالف ، وحاولت ان ابحث عن هوية الكاتب حتى اعلم مستواه الثقافي ويكون الرد عليه وفقه فلم اجد سوى شخص بهذا الاسم يعمل في الاتحاد الافريقي ، ولكني في المقدمة عثرت على شكره للكاتب التونسي عبد المجيد الشرفي وهذا الرجل لا يقل تخبطا بل اكثر من الجابري ومالك بن نبي وعبد الواحد عضرا في تفلسفه على الاسلام ولانه اثنى على كتاب موسى اذا تشابهت الاذواق واختلفت الاساليب .

جل اهتمام الكاتب هو تفنيد ايات الولاية التي تثبت الامامة وتثبت امامة امير المؤمنين علي عليه السلام ، ولان الخوض في تفاصيل الكتاب لا يجدي نفعا لانها متشابهة في الرد والطعن لذا سيقتصر ردنا على موضوع الامامة .

الامامة عهد من الله باعتراف القران ” قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين” ،والاية الاخرى ” وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ” ، فالذي يدعي ان الامامة بدعة من بدع الشيعة فقوله مردود بحكم هاتين الاييتين طلبها في الاولى ابراهيم عليه السلام ورفض الطلب الله عز وجل ولم يقل له لا يوجد امامة بل ان ابراهيم عليه السلام يعلم علم اليقين بوجود الامامة فطلبها من الله عز وجل ، وعليه فكل تفسير لاي اية من قبل موسى الفقيه الذي يلغي الامامة مردود وبالرغم من ان كل نصوصه لم يثبتها بمصادر أي ان تاويلاته وفق هواه .

الامامة قال عنها الله عز وجل انها عهده ، وهذا يعني ان كثير من الايات التي فيها كلمة عهد تعني الامامة ، وهذه الامامة منصب لايتسنمه الا شخص وفق مواصفات خاصة تتدخل العناية الالهية فيها لتمنحها لمن يستحقها .

فما هذه الصفات التي يجب ان يكون عليها الامام ؟ هذا موضوع شائك بالنسبة للناصبيين وسهل بالنسبة للمتفتحة عقولهم .

من بيت الايات التي اصابها تخبطه هذه الاية ” [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ] حيث ذكر في صفحة 189 ان الامام قصد به الكتاب وبدا يطعن بالشيعة في تفسيرهم ان الامام قصد به الامام علي عليه السلام .

اقول بما ان جنابه يحمل حقدا على الشيعة وعلى الائمة فالمقصود من الاية الامام الشخص وليس الكتاب ولكل امة امامها ومن مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلي وهذا الحديث متفق عليه ، فالاية تنص على وجود امام واتباعه وليس المقصود هو الامام علي ولكن المقصود هو من يتبعه المسلم فالبعض يرى امامه يزيد والبعض يرى امامه احد الفقهاء الاربعة والشيعة ترى امامها علي ومن نصب من بعده بامره وهكذا . فانك تتقول على الشيعة باننا فسرنا الاية بانها نزلت بحق علي عليه السلام فهذا تخبط حاقد .

واما قصد جنابك بان الامام قصد الكتاب بدليل تكملة الاية فمن اوتي كتابه فهذا مردود عقلا ونقلا ، فلو كان المراد من الإمام الكتاب الذي فيه تسجيل عمل كل إنسان فرداً فرداً لقال: (يوم ندعو كل إنسان بإمامه)أي بكتابه كما يذهب جناب الفقيه .

الامر الاخر ان اتباع الامام ومن ثم تسليم الكتاب وعلى ضوء ماهية الامام يسلم الكتاب في اليمين او الشمال ، وكذلك لا معنى لتسمية كتاب الأعمال إماما وهو يتبع عمل الانسان من خير أو شر فان يسمى تابعا أولى به من أن يسمى متبوعا ، أي ان الكتاب يكتب وفق اعمال الانسان فيتبعه على ضوء نوعية عمله فالخير باليمين والشر بالشمال ، فالاصح هو اتباع الانسان للامام فان كان امام هداية سيكون كتابه كتاب هداية وياخذه في يمينه وان كان امام ضلالة سيكون كتابه كتاب ضلالة فياخذه في شماله .

واما مسالة تحريف التفسير فهذا كتبت عنه قبل ان تتطرق له بحكم سنة طباعة الكتاب وقلت ان القران لايمكن تحريفه ولكن التفسير يمكن ذلك واسال جناب الفقيه فلماذا لم يتطرق الى قرابة 100 اية يقول القوم انها نزلت في الصحابة وليتطرق لتفسير قوله تعالى: (( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)) من قصد به حسب تفاسيرهم وغيرها العشرات من الايات .

اللطيف ان الاية التي تعقب اية يوم ندعو كل اناس بامامهم ، هي اية ((وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا)) فاقول لك يا موسى الفقيه فمن كان في هذه اعمى …. والتكملة لتاويلكم.