وتركة القتل والدفن والصمت المكبوت
هذه ترجمة للافكار الوارده في مقالة الكندي سكوت برنستن المنشوره على موقعه المسمى بالشرنقه يوم عشرين الجاري…
لقد بلغ عدد القتلى في الساحه العراقيه خلال تموز خمسمائة قتيل غير الالاف من الجرحى.
ومعالم حرب اهليه تهفت وتستعر منذ ما يزيد على العشرة اعوام
منذ غزو العراق من قبل ما يسمى بالتحالف تحت قيادة امريكا تحت شعار .. أصدمهم وأفزعهم … الشعار الذي ينم عن همجية لا تتوافق مع ما يدعيه الغرب من تحضر وتعايش.
المشهد الذي يحاول الاعلام الرسمي صرف النظر عنه بتسليط الضوء على المشهد السوري باعتباره اكثر اثارة. مخافة كشف الجنون والحماقه وغياب الحكمه والخسه التي رافقت مجمل سياسة الحرب ضد العراق.
قصه تروي بشكل مذهل وصادق مدى تدني وفساد مرحلة عصرنا المتاخر هذا الذي نعتها احد الكتاب بنقص الاستعقال والحكمه.
لقد اصبحت الساحة العراقية ملعبا للقتل والدفن والصمت الاخرس , قدر ما يتعلق الامر بما يسمى بالمجتمع الدولي ومسانديه من الاعلاميين المرتزقه و قضاة العدل المنحرف.
والغريب ان النزر اليسيرمن الانتباه الذي يسلط على هذه الفاجعة المحزنة يقتصر على نشر احصائيات عدد القتول اليوميه.
والمفزع ان سوريا ليست باكثر اثارة من العراق ولكنه مخاوف الضمير العالمي الملوث وذكريات الحماقه والاستهتار , ذكريات الجشع والكذب والتدبير القذر.
الكل يعرف كولن باول وزير الخارجيه الامريكي يوم ذاك , المنافق الذي اعلن امام الجمعيه العامه للامم المتحده عن امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل وبنفس الوقت يعبر عن رعبه وفزعه ازاء ما يسمى بسياسة أصدمهم وأفزعهم.
كولن باول الذي يبدي قلقه في مجالسه الخاصه ازاء سياسة الجنون الذي يمارسها بوش و جوقته الحاقده.
كولن باول نفسه الذي يعلن عن مخاوفه ازاء المشكله العراقيه , قائلا … لا تكسرها بعد ان ملكتها … التحذير الذي لم يفلح , التحذير الذي تحول الى … أقتل … ادفن ثم ابلع لسانك ولذ بالصمت الاخرس كانك لست معنيا.
ان سياسة لا تكسره بعد ان ملكته تعني ضمنا نوع من المسؤليه الاخلاقيه والسياسيه والاجتماعيه ازاء الخراب الذي صنعه التحالف تحت القياده الامريكيه.
حكاية تحضر الى الذهن قصة البقال الذي يحذر زبونه الاحمق بان ما يكسره يجب ان يشتريه , بيد ان سياسة اقتل وادفن ولوذ بالفرار تتجاوز بمراميها ومسؤلياتها قصة البقال وتعززها قصة اخرى لفلاح قتل بقرة لجيرانه متصورا اياها غزال بري وحاول اخفاء جريمته بدفنها عند اشتداد الخطب وهذا فعلا ما صنعه التحالف ازاء العراق.
غلقوا المواقع عندما اصبح واضحا انهم قد تجاوزوا واساؤا ودمروا وانهم قد اضحو عرضة للمسائله اخلاقيا وسياسيا واقتصاديا ازاء الخسائر التي افرزوها.
نحن لا ندمر… ونهرب … لسان الاحمق الذي لا يقدر فعله !
ولكن ذلك ما فعل التحالف والهارعين خلفه من الابواق غير الامينه وغير الصادقه من الاعلاميين وقضاة اخر الزمان الذين ليس في قراطيسهم من عدل ورجال الحروب والجامعات الذين لا يعطون لكلامهم وزنا ولا احتراما.
كلكم سمعتم بقصة برادلي ماننك البطل الذي تحول الى ضحيه , البطل الذي فضح الدعارة السياسيه واجلاف الفكر واعلامي الارتزاق الذين لا يملكون من الصدق شظيه وقضاة العدل المنكوس.
برادلي الذي حفر قبر البقره وكشف زيف الادعاء.
لقد اصبح من المخجل لمصممي برنامج النفط مقابل الغذاء والحرب على العراق عندما يتذكرون خواء شعاراتهم وزيفها وكذبها وخداعها , مصممين من امثال مايكل اكتانوف احد ساسة كندا الذي يعلن عن اعتذاره عن تاييده واصطفافه مع العدوان على العراق في خطة التحالف في الصدم والافزاع.
يالفجيعة من تصور انه يحصل على نتائج طيبه باستخدام وسائل دنيئه.
والافجع ان كثير من الاصناف مارة الذكر ممن بقيت لديهم شئ من الحياء لم يمنعهم مابقى من حيائهم ان يقولوا الحق , بل قيدهم جبنهم من ان يتكلمون وتركوا برنامج القتل والدفن والسكوت ان يستمر بل ان يتصاعد.
(كتاب الغرب) من لم تمت ضمائرهم امثال سكوت مايزالون يسلطون الضوء على حقارة ودنائه مافعله التحالف وماتركه من ويلات في ارض العراق , غير ناسين ان كل امرء بما كسب رهين وان المكر السئ لا يحيق الا بصانعيه.