22 نوفمبر، 2024 12:10 م
Search
Close this search box.

موجز الفتوى بتحريم المشاركة بالٱنتخابات العراقية في شَهر تشرين الأول/أكتوبر 2021

موجز الفتوى بتحريم المشاركة بالٱنتخابات العراقية في شَهر تشرين الأول/أكتوبر 2021

قَرَّرَ رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، يوم 19 كانون الثاني/يناير 2021 أن تكون الٱنتخابات العامة في العراق يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر 2021، وأَكَّد على ضرورة تقديم الدعم والإسناد لإجراء الٱنتخابات النيابية بما يضمن نزاهة العملية الٱنتخابية وشفافيتها، ويحقق المشاركة الواسعة فيها. وصرّح مصطفى الكاظمي في “تويت” على حسابه في موقع التواصل الٱجتماعي “تويتر” يوم الخميس، 15 تموز/يوليو 2021، بأنّ “أمامنا مسؤولية تاريخية لحماية العراق بأن نصل إلى انتخابات حرة ونزيهة”. ومنذ بداية هذه السنة توالت التصريحات من المسؤولين في الحكومة ومجلس النوّاب وقادة الكتل والتيارات والتحالفات السياسية بضرورة المشاركة بِٱنتخابات “حرة ونزيهة من أجل مكافحة الفساد”. إذًا، كلمة السر هي: حرة ونزيهة!

من ناحية أخرى، شاهدنا هؤلاء المسؤولين وهم يتنابزون بالألقاب كل مرة قبل الٱنتخابات السابقة ويُهَدِّدون بعضهم البعض أنهم سينشرون ملفّات الفساد التي تفضح هذا أو ذاك. وبعدما يتساومون فيما بينهم خلف أبواب مغلقة ويتقاسمون المناصب والغنائم الجديدة يسكتون عن تلك التهديدات، بل ويظهرون أمام عدسات التلفزيون وهم يرفلون بالترف والثروات الإضافية التي حققوها خلال زمن قصير على حساب الشعب العراقي.

السؤال الأهمّ هو: هل يُمكِن أن نُصدِّق المسؤولين في العراق عندما يتحدّثون عن النزاهة وملفّات الفساد والمُفسِدين؟

الجواب، نعم، يجب أن نُصدِّقَهم لسبب واحد فقط وهو أن كل زعماء العصابات والأحزاب الطائفية العميلة الحاكمة في بغداد وأربيل وأعضاء المجالس النيابية هم في الواقع متكافئون في الرذيلة والفجور والجرائم، وهم يعرفون بعضهم البعض بشكل جيد. وكل الأموال التي يشيرون إليها تقاسموها فيما بينهم كل حسب جبروته. وعندما يتحدّثون عن الحقوق والحريات والنزاهة والفساد فهم صادقون تمامًا لأنها تعني حصصهم فقط ولا علاقة لها بالشعب العراقي. لذلك لا ولن نرى أية قائمة تضم أقطاب الفساد في العراق ولا أي حكم قضائي يصدر ضدهم. وإنما تكتفي “هيئة النزاهة” وبعض القضاة بإصدار أحكام متفرقة ضد أسماك صغيرة لاسعة مثل “أبو الزُّمَّير” بينما تغض النظر عن “أسماك القرش” الضخمة والشرسة والمفترسة.

الأسباب الموجِبة لهذه الفتوى

لجأت الحكومات البريطانية والعراقية الملكية والجمهورية على مدى قرنٍ كامل، أي منذ سنة 1921، إلى التفكير والتقرير بِٱسم الشعب العراقي، وقامت بتغييبه تمامًا.

وبدأت المأساة الكبرى للشعب العراقي في القرن الحادي والعشرين الميلادي مع بداية الغزو والٱحتلال الأمريكي البريطاني سنة 2003، بقيادة مُجرِمَي الحرب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الٱبن ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وجاء معهم عملاء مؤتمر لندن لِسَنة 2002 وعملاء إيران وإسرائيل. وهنا ظهرت المعضلة الكبرى مرة أخرى وهي تغييب الشعب العراقي عن صياغة الدستور والقوانين وجوهر العملية الٱنتخابية والأحزاب وهيكل المجلس التشريعي (مجلس النوّاب) وهيكل الحكومة والمحكمة الٱتحادية وباقي المؤسسات القضائية والتنفيذية. ولأن كل هذه المؤسسات الجديدة مُزيَّفة منذ إنشائها على أيدي مجرم الحرب الأمريكي والحاكم العام المطلق، باول بريمر، والأمريكي الإسرائيلي الصهيوني، نوح فيلدمان، وبالتعاون التام مع العملاء “العائدين”، فإنها أصبحت “بذور الفساد الشامل في العراق” إلى يومنا هذا. وحسب تلك الصيغ المزيفة تكون نسبة لا تقل عن 70% من المقاعد النيابية لصالح النوّاب العملاء المخلصين وفق المحاصصة الطائفية، بينما تَبنَّت النسبة المتبقية طريقة الحصص الطائفية كَحَلّ أمثل للحصول على الٱمتيازات. وقامت سلطات الٱحتلال الأمريكي البريطاني بتشكيل رئاسات ثلاثة، للوزراء والجمهورية ومجلس النوّاب، ولكل واحد منهم نوّاب وحرس وحماية وسيارات مدرَّعة وقصور وٱمتيازات مدى الحياة، بحيث يكون رئيس الوزراء منسوبًا إلى العرب الشِّيعة، ورئيس مجلس النوّاب منسوبًا إلى العرب السُّنَّة، ورئيس الجمهورية منسوبًا إلى الأكراد السُّنَّة الٱنفصاليين. وكذلك تمّ تقاسم الوزارات والسفارات والوظائف الخاصة بينهم حسب نظام وعَقْدٍ شفهي مقدَّس على طريقة “المافيات الإيطالية” أسموه “التوافقات السياسية” وهي في حقيقتها “المحاصصة الطائفية” على الطريقة اللبنانية.

وسرعان ما تدهورت الأوضاع أكثر بكثير مما كانت عليه في عهد الطاغية صدام حسين، ورَسَّخوا مؤسسات الفساد الشامل، وأشعلوا الحروب الأهلية، وشرعوا بعمليات النَّهب المنظم لثروات الشعب العراقي. وفي كل الأحوال مارست النُّخَب الحاكمة العنف والتهديد والوعود والثواب والعقاب والتهجير القسري وفرض البيانات والقرارات والفتاوى على الشعب العراقي. كما قامت الأحزاب الطائفية بتجنيد الآلاف من المثقفين والمتخصصين بالإعلام وتقنيات وسائل التواصل الٱجتماعي وتصنيع المنشورات المزيَّفة لترويج أفكارهم المدمِّرة والدفاع عن سلوكهم الإجرامي وٱغتيال شخصيات الخصوم والمنافسين. ونشأت أجيال متعاقبة سلبية لا تجرؤ على الكلام أو القرار أو العمل إلا بعد ترخيص من السلطات السياسية والدينية. كما أصبحت كلمة “سياسة” من المُحرَّمات التي تُكَلِّف قائلها حريته أو حياته.

وهكذا نجحت السلطات الدموية الحاكمة بتأسيس “الدولة الفاشلة” المبنية على الفساد الشامل والنهب المنظَّم لثروات الشعب العراقي والٱستقطاب الٱجتماعي والحروب الأهلية والعصابات المسلحة. وأسموا هذه الدولة الفاشلة “جمهورية العراق” لتنضم إلى “منتدى الدول الفاشلة” الذي يشمل سوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان وجيبوتي والصومال، إلخ. وحسب المعايير العالمية أصبح العراق رمزًا لكل شيء سيء وفاسد ولا يمكن إصلاحه.

إنهم يكرهون لغيرهم حقوق الإنسان والديمقراطية

ثمة حقيقة واضحة للعيان لا يمكن إنكارها وهي أن رؤساء العصابات الطائفية الحاكمة في بغداد وأربيل لا يفقهون شيئًا عن حقوق الإنسان الأساسية والحريات والنظام السياسي الشعبي (الديمقراطي)، بل إنهم يكرهونها إذا كانت لغيرهم. فأشخاص مثل، مصطفى الكاظمي ومحمد الحلبوسي وبرهم صالح ومسعود البرزاني ومقتدى الصدر وعمار الحكيم ونوري المالكي وأسامة النجيفي وهادي العامري وغيرهم … أين ومتى تعلَّموا ممارسة الديمقراطية الحقيقية والحريات الحقيقية وحقوق الإنسان الحقيقية؟ فَكُلُّهم خريجو تجمعات وعصابات وأحزاب ٱستبدادية وإجرامية وإرهابية محترفة منذ طفولتهم حتى هذه اللحظة. بل إنهم يتباهون بجرائمهم وعمالتهم للدول الأجنبية ويسمونها نضالًا وكفاحًا وجهادًا في سبيل الله والوطن والشعب.

إيَّاكم أن تُشَكِّلوا حزبًا جديدًا يتنافس في الٱنتخابات القادمة

في أعقاب ثورة تشرين الأول الشعبية سنة 2019، ظهرت كتابات ومقابلات تلفزيونية مع بعض المثقفين المؤيدين أو المعارضين للسلطة وهُم يُروِّجون لفكرة مفادها أن على الناشطين تشكيل حزب أو تحالف حزبي للمشاركة في الٱنتخابات العامة القادمة وأنه من الأفضل أن تكون مبكرة في سنة 2021 بدلًا من 2022. كما وَجَّهوا نصائح للثوار الشباب أن عليهم أن يقوموا بهذه الخطوة المهمة لإحداث التغيير من خلال صناديق الٱقتراع ولكي يستطيعوا الإصلاح من داخل المؤسسات الفاسدة في العراق. وإذا ٱفترضنا جدلًا أن الحزب الجديد الذي يشكله الناشطون العراقيون الشباب سيفوز ببعض الأصوات فإنه لا بدّ أن يكون جزءً من المحاصصة الطائفية وعمليات الفساد الشامل السائدة الآن، وبذلك يفقد شرعيته السياسية والأخلاقية تمامًا. لِذا، نحن نُحَذِّرُ بشدَّة من مَغَبِّة الوقوع في هذا الفخ القاتل، أي فخ تشكيل أحزاب سياسية جديدة، يمينية أو يسارية، تشارك في ٱنتخابات 10 تشرين الأول/أكتوبر 2021.

وعند تحليل نتائج الٱنتخابات السابقة منذ سنة 2005 حتى سنة 2018 ومقارنتها مع الأرقام والإحصاءات الرسمية المعلَنة تَبَيَّنَ لنا بشكل قاطع ومفجع بأن نسبة المشاركة الفعلية للناخبين العراقيين لم تتجاوز 25% في المعدّل. أي أن نسبة 25% تتحكّم في النهاية ليس فقط بنسبة 75% من الناخبين وإنما تتحكّم عمليًا بنسبة 100% من عموم الشعب العراقي. وهذا أحد أشكال التزييف والتضليل الصارخ الذي مارسوه بمهارة عالية على مدى العقود الماضية. ومع ذلك نرى هؤلاء المسؤولين الفاسدين يتفاخرون أمام وسائل الإعلام بأن الشعب ٱختارهم ومنحهم الثقة والسلطة لأنه يؤمن بنزاهتهم وكفاءتهم.

لقد ثَبَتَ للعراقيين قبل غيرهم بأنَّ الدستور باطل، القوانين باطلة، الأحزاب باطلة، مجلس النوّاب باطل، الحكومات باطلة، الٱنتخابات مزيَّفة، وممارسات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان كلها دعوات مزيَّفة مُوظَّفة للباطل ينطق بها عملاء مؤتمر لندن وعملاء إيران وإسرائيل بطريقة ببغاوية مُتقَنة.

ماذا يعني تحريم المشاركة بِالٱنتخابات العامة والفرعية؟

إنَّ أيَّ وطني عراقي يُريد أن يُثبِتَ عمليًا لنفسه وللآخرين أنه إنسان صادق ونزيه ومخلص مع نفسه ووطنه العراق فإن عليه الٱمتناع تمامًا عن المشاركة بالٱنتخابات العامة المقررة لشهر تشرين الأول 2021، وذلك للأسباب والمعاني التالية:

1. يَعنِي أنّك تحافظ على أخلاقك الإنسانية وشخصيتك العراقية وهويتك الحضارية التي أرادوا مسخها على مدى 18 سنة، وتستعيد صوتك الضائع وإرادتك الحرة المسلوبة وعزيمتك على التغيير السلمي الجذري. ويعني أنّك ترفض أن يحصروك في الزاوية الميتة ويصرخوا بوجهك: إما نحن أو الموت والخراب والدمار، ويؤكِّدون لك بأن البديل هو العصابات الوهّابية الإرهابية (العواهر) المُسمّاة “داعش” أو عودة حزب البعث العربي الٱشتراكي إلى الحكم. ولكنك تبتسم ساخرًا من عقولهم السفيهة الضيقة لأنك تعلم أن كلامهم هراء وأسلوبهم إرهابي فكري ونفسي، وأن البديل هو حكم الشعب العراقي لنفسه بلا وصاية من الأحزاب الطائفية العميلة الحاكمة في بغداد وأربيل.

2. يعني أنّك تُجَرِّدُهم من “الشرعية المحلية والدولية” تمامًا رغم إرادة الولايات المتحدة الأمريكية التي فَرض رئيسُها، مجرم الحرب جورج بوش الٱبن، “الشرعية الدولية” على مجلس الأمن سنة 2003 عندما قام بتعيين عملاء مؤتمر لندن لِسَنة 2002 وعملاء إيران وإسرائيل في السلطة ومجلس النوّاب وبقية المؤسسات المزيفة. وهذه الخطوة، أي نزع الشرعية، بحد ذاتها ستكون حجة قوية بأيدي الثوار الشباب وبداية ممتازة لإزاحة أقطاب السلطات الفاسدة الحاكمة في بغداد وأربيل وإلى الأبد. وبذلك فأنت تَفضَح أكبر خدعة شيطانية مَرّرَها العملاء الحُكّام إلى شعوب الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وبقية الدول الغربية، وهي أنهم يفوزون بِٱنتخابات “حرة وعادلة ونزيهة بشهادة المراقبين الدوليين”، وتُثبِت للعالم أن نتائج الٱنتخابات محسومة لصالحهم، بوجودك أو بغيابك ورغم أنفك.

3. يعني أنّك لم تَعُدْ تَخافُ من ٱتِّهاماتهم لك بأنّك “عميل أمريكي، جوكري، فضائي، بعثي، عفلقي، صدّامي، شيوعي، فاشستي، وهّابي، صهيوني، فارسي، مجوسي، رافضي، ناصبي، مُخرِّب، مُرجِف، مُحرِّض، مُشاغِب، مُتمرِّد، عنيف”، أو أنّك “لا تطيع فتاوى المرجعية الرشيدة”، وغيرها من الأوصاف التي ألصقوها بك كلما حاولت ٱنتقادهم أو محاسبتهم، وذلك جزء من الإرهاب النفسي والفكري الذي يمارسونه ضدك بشكل يومي.

4. يعني أنّك لا تَملِك شيئًا تخاف على فقده بعدما نهبوا كل ثروات الشعب العراقي وأثقلوا العراق في ديون جديدة وأعلنت الحكومات إفلاسها، إلا من ٱمتيازاتهم الضخمة وأموالهم المهربة إلى خارج العراق، وبعدما أغرقوا العراق في دماء الحروب الأهلية وأزهقوا أرواح ما يزيد عن مليون ونصف المليون مدني بريء. ومن بين جرائمهم البشعة أنهم أهملوا الرعاية الصحية ونشروا الوباء العالمي “كوفيد-19” بين العراقيين وتسبّبوا، حتى هذا اليوم وفق الإحصاءات الرسمية، في قتل عشرات الألوف من الناس الأبرياء وإصابة نحو مليون ونصف المليون مواطن، بينما نسبة الملقحين لا تتجاوز 1.7% من مجموع السكان. هذا عدا عن الٱنفجارات والحرائق التي تلتهم المستشفيات وتفتك بحياة المرضى الأبرياء. فقد قُتِلَ ما لا يقل عن 82 شهيدًا وأُصِيبَ 110 من المرضى والمرافقين والكادر الطبي في حريق هائل ٱندلع في مستشفى ٱبن الخطيب المخصص لعلاج مرضى “كوفيد-19” في العاصمة العراقية بغداد، يوم 24 نيسان/أبريل 2021. كما قُتِلَ 60 شهيدًا وأُصِيبَ أكثر من 100 شخص في حريق مُروِّع نشب يوم الإثنين 12 تموز/يوليو 2021، في مستشفى يُؤوي مرضى “كوفيد-19” بمدينة الناصرية جنوب البلاد، وذلك وفق الحصيلة الرسمية حاليًا. وفي الحادثتَين كانت معظم الجثث متفحِّمة ومن الصعب التعرف على هُويّات الضحايا. وبذلك قام المسؤولون العراقيون النشامى بتحويل أَسِرَّة الشفاء إلى أسرَّة الموت المؤكَّد ـــــ إن لم يكن بإهمال المرضى المساكين فبالحرائق.

وفي كلتا الكارثتَين اللّتَين شهدهما العراق خلال ثلاثة أشهر فقط تكاد تصريحات المسؤولين والنوّاب وقادة الأحزاب والتيارات السياسية تتشابه إلى درجة سخيفة وكأنها نسخة طبق الأصل من تصريحاتهم الكاذبة الممجوجة عن الكارثة التي سبقتها ولا شيء يتغير إطلاقًا. والسبب الحقيقي هو أن هؤلاء المسؤولين أنفسهم هم الفاسدون والمقصّرون والمجرمون الذين يستحقون أقصى أنواع العقاب.

5. يعني أنّك تُثْبِتُ لِلحُكّام وللعالم كله أنّه ينطبق عليهم ما جاء في القرآن الكريم لتفنيد المنافقين والمجرمين والمفسدين في الأرض:

(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) ﴿11﴾.

(أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) ﴿12﴾.

(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) ﴿14﴾.

(اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) ﴿15﴾. ﴿سورة البقرة 2، الآيات 11، 12، 14، 15﴾. (كلمة يَعْمَهُونَ تعني: يَتحيَّرون، يَتردَّدون، يَضلُّون، يَهِيمون على وُجوهِهم).

6. يعني أنّك تُفَوِّتُ على الحُكّام وأتباعهم فرصة القول “فَلْنَمنَحْهم فرصة أخيرة لعلهم ينصلحون”، لأنّ واقع الحال “الخنزير يبقى خنزيرًا قذرًا حتى لو وَضَعت على وجهه أحمر الشفاه”، كما يقول المثل الإنكليزي الألماني. ويعني أنّك تشمئز مما ٱعتادوا عليه بأن يُعَلِّقُوا ملابسهم القذرة على “شماعة صدام حسين”.

7. يعني أنّك تُرغِم الحُكّام، بقوة الٱمتناع عن الٱنتخاب، وما يليها من ثورة شعبية، على الفرار بجلودهم قبل فوات الأوان، تمامًا كما تفعل الجرذان الفارة من السفينة الغارقة.

للفساد في العراق أسماء وعناوين وأوصاف واضحة لا غبار عليها ولا مجاملة فيها والمسؤولون في الحكومة والمجالس النيابية هم المجرمون المطلوبون للعدالة الشعبية العراقية!

إذا كان الرؤساء الثلاثة، رئيس الوزراء ورئيس مجلس النوّاب ورئيس الجمهورية، ونوّابهم، وقادة الأحزاب والكتل والتيارات والعصابات الطائفية العميلة الحاكمة في بغداد وأربيل، وأعضاء المجالس النيابية يستنكرون الفساد علنًا بصيغة “الشخص الثالث الغائب والمبني للمجهول” ويتباكون على الضحايا الأبرياء ويشكّلون اللجان التحقيقية الكاذبة ثم لا يُقدِّمون لنا أسماء المُفسِدين والأدلة الجنائية الكافية لإدانتهم قضائيًا فإننا نُوجِّه إليهم هذه الرسالة المباشرة: هذا إقرار علني صريح منكم ومُوثَّق بالكلمة والصوت والصورة بأنكم جميعًا أقطاب الفساد وزعماؤه وأركانه، لأن ٱستمرار الفساد الشامل يعني ٱستمراركم بالسلطة والهيمنة ونهب الثروات الوطنية مرورًا إلى نسائكم وأولادكم وأحفادكم داخل وخارج العراق. أنتم مُراؤون ومنافقون وسارقون ومجرمون وفاسدون حتى نخاع العظم ولو لَبستم البدلات الثمينة والعمائم السوداء والبيضاء وتَلوتُم آيات من القرآن الكريم وتَحصَّنتم في قلاعكم الفخمة. والمسؤول الذي يصف نفسه بأنه نزيه ثم لا يفعل شيئًا ملموسًا ضد الفساد فهو شيطان أخرس وشريك لهم بكل الجرائم.

بماذا تمتاز هذه الفتوى؟

هذه أول فتوى في التاريخ يُصدِرُها ويُنَفِّذها أفراد الشعب العراقي بتحريم المشاركة في التزييف والتضليل والكذب والنفاق والخداع والٱحتيال والظلم والفساد والشرك والكفر والإلحاد والٱنحطاط والخزي والعار الذي تمثله صناديق الٱقتراع والٱنتخابات في العراق.

وَمِيزةُ هذه الفتوى الشعبية أنها ليست ردّ فعل عابر لٱعتقال أو قتل مواطن عراقي بريء يطالب بأبسط حقوقه المهضومة، وإنما هي الرد الحاسم على كل التراكمات من أشكال الدمار الشامل والنهب المنظم لثروات الشعب العراقي وإبادة الناس الأبرياء والبطالة والتضخّم وٱنعدام الخدمات الأساسية للمواطنين منذ سنة 2003 حتى الآن. إن تطبيق هذه الفتوى سيكون بداية حقيقية وسلمية لإسقاط النظام الٱستبدادي الدموي الفاسد وبداية حقيقية لتأسيس النظام الٱجتماعي والسياسي العادل في العراق.

إنّ واقِعَ ومستقبل العراق بأيديكم من خلال نسف عمليات الٱقتراع كلها ومن أساسها.

لِذا نرجو كل مواطن عراقي نبيل ومتحضّر أن يمارس دوره ولو بأضعف الإيمان، وهو توقيع رفضه لهذه الٱنتخابات المزيفة في جوهرها، وذلك على هذا الرابط في موقع “إي حملات” (حملات التمدن)، والتي تستغرق دقيقة واحدة:

https://www.ehamalat.com/Ar/sign_petitions.aspx?pid=1166

كما نرجو أن يُحيل هذا الرابط إلى كل أصدقائه في قائمة العناوين بوسائل التواصل الٱجتماعي، مع شكرنا وتقديرنا.

أحدث المقالات