9 أبريل، 2024 4:38 ص
Search
Close this search box.

موت فاطمة – قصة قصيرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

عن قصة حقيقية لموت فاطمة زياد في بغداد قبل أشهر ……
سقطت فاطمة وأصطدم رأسها بالارض بقوة ، حاولت جاهدةً أن تنهض أو تقاوم ، لكن حارث أجهز عليها بضربة ثانية فسالت الدماء من فمها ، نهضت فاطمة، تخلصت من بين يديه ، تمزق ثوبها وهي تنهض ، ركضت الى غرفة امها، ركعت أمامها وهي تصرخ .. أمي أفعلي شيئا يا أمي .. أتوسل اليك .. لماذا تسكتين .. أنتِ السبب يا أمي ، لكن أم فاطمة أكتفت بالصمت وفاطمة تمسك بثيابها وتصرخ بها .. أمي أفعلي شيئا .. أرجوكِ .. لم تكترث أم فاطمة لتوسلاتِ أبنتها اليائسة فتركتها فاطمة ودخلت الى غرفتها بسرعة ، منهارة ، اغلقت الباب بأرتباك وهي ترتجف ، وضعت يدها على فمها محاولة كتم صوتها حتى لايسمع بكائها أحد ، سقطت على سريرها ، دفنت وجهها فيه وغرقت في نوبه من البكاء ، انها يائسة تماما ، ولم تعد قادرة حتى على فعل شيء ، نهضت ، أقتربت من النافذة ، نظرت الى الخارج وهي تبكي ، كانت السماء في الخارج مظلمة ، معتمة ، وأضوية قليلة هنا وهناك ، خافتة ، متقطعه ، فوق الطرقات الخالية تماما من المارة ، أغلقت فاطمة الستائر بهدوء ، ثم اقفلت باب الغرفه من الداخل وهي تردد وبصوت متقطع .. أأ.. أخي حارث .. أكرهك .. أمي .. أأأ .. أكرهك .. بحثت عن المزيد من الحبوب بين أشرطة الأدوية الفارغة الملقاة على الأرض وهي تهمهم .. أبتلعت شريطين ولم أمت خمسة أشرطة ولم أمُت …أأأ .. الحل الأخير .. سأأ.. ، كانت أنفاسها متسارعة وهي تتاكد من أغلاق باب غرفتها ، وأغلاق النافذة من الداخل فعلقت قدمها بحبلِ ستائر النافذة ، حملته بيدها ، نظرت أليه ، وكأنها وجدت أخيرا ماكانت تبحثُ عنه ، رفعت راسها فوق ، تبحث عن أي شيء ، نظرت الى سقف الغرفة الذي تدلت منه مروحة سقفية ، ألتفتت حولها فلم تجد سوى شال على التخت وكتبها المدرسية المبعثرة ومنضدة خشبية ، سحبت المنضدة الى وسط الغرفة وأزاحت من فوقها الدفاتر والاقلام ، والكتب المدرسية ، وأزاحت عنه علبة دواء لمعالجة مرضى الذهان الكيميائي وورقة بيضاء ، نظرت اليها وأمسكتها بيدها بقوة ، صعدت فاطمة بصعوبة فوق المنضدة وهي تحمل بيدها حبلا ، ربطت الطرف الاول من الحبل بكلاب المروحة فتدلت منه مشنقة وثبتت الطرف الاخر منه بدولاب غرفتها ، لفت حبل الستائر حول رقبتها وشدته باحكام وهي تلهث ، نظرت الى غرفتها نظرة أخيرة ، والى كتبها المدرسية المنثورة على الأرض ، والى باب الغرفة المغلق ، همهمت بكلمات غير مفهومة ، وكانها تستجمع قواها وتشجع نفسها حتى يتبدد خوفها ، أزاحت الطاولة برجلها المرتعشة ، مرة ، مرتان ، لم تنجح ، وفي الثالثة دفعتها بقوة ، سقطت فاطمة وتدلى جسدها المعلق بحبل المشنقة في الهواء ، ضربت برجليها مرتين في الهواء ، وثلاث ، واربع ، رفست ، رفسة واحدة ، وأثنتان ، ثم رفسة الموت ، صوتها كتم تماما ، انقطع عنها الاوكسجين ، لم تعد تشعر بشيء ، توقفت قدماها تماما عن الحركة ، وجسدها أيضا ، يتدلى يمينا ، ويسارا ، سقطت من قبضتها ورقه ، كتبت فيها … رسالتي قبل ان أشنق نفسي سأدونها هنا ، ولكن عندما جئت لأكتب لم أجد شيئآ يستحق أن يذكر في هذه الورقة ، فصدى معاناتي وألمي يملآن المنزل ، لقد مللت من تكرار آلامي ومعاناتي على المقربين مني ، ولن أبوح بها مرة أخرى …….. الى آخر الرساله .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب