قد يموت التحالف الوطني لو بقى على وضعه الحالي ، الحقيقة التي لاتطاق أن اقطاب التحالف الوطني لم تتفق على برنامج واضح، الدليل على ذلك خارطته السياسية المربكة من خلال الإخفاق في لملمة مكوناته وتنافر تصريحات أعضاءه وتباعدها حتى وصلت إلى مستوى الفجوة الأمر الذي لا يعد مرئياً أو ملموساً عند باقي الكتل السياسية الأخرى على الرغم من وجود خلافات أعمق، نعرف أن التحالف الوطني الحالي يتشكل من كتل سياسية يتعقد الجمع بين برامجها السياسية وتوجهاتها وميولها لكنها-على الأغلب الأعم – تشترك في جمهور واحد وهم الشيعة مرتبطين بمشتركات كثيرة.
المهمة العسيرة أمام أعضاء التحالف الوطني برمته تقتضي نسيان الخلافات البسيطة أو الفئوية على إدارة الحكم وخلافات المعارضة التي صُدرت إلينا والبدء بتحول هذا الكيان السياسي إلى مؤسسة سياسية يحترم من بداخلها مقرراتها ولا يغرد خارج سربها ويناقش مشاكله داخلها ولا
يكون محسوبا على التحالف ويعمل بقانون أنا معك وقراراتي ضدك ولا يعني هذا التوجه مصادرة الآراء بل تنظيمها بما ينسجم مع التحديات المفروضة على طريق التحالف، ومن المهم أن تجري انتخابات كل عامين لرئاستها وأن لا يعقد في المستقبل القريب العرف المكروه اجتماعات لقادة التحالف الوطني بل لاعضاءه جميعا .
يتصور البعض أن مهمة التحالف الوطني في هذه الدورة النيابية سهلة لكن الواقع يقرأ عكس ذلك فمع تنامي العنف الطائفي يتطلب من التحالف الوطني ألا يفرط بوحدة العراق وأن لا يضيع حقوق جماهيره التي انتخبته ومطلوب من كتل التحالف أن تبتعد عن الحيل الوقتية و دغدعة المشاعر التي سرعان ما تنكشف وتدعم رئيس الوزراء المقبل مهما كان أسمه دعما كاملاً ، فمطلوب من التحالف الوطني أن يمضي نحو بناء دولة ديمقراطية.
ليس من صالح التحالف الوطني ولا من صالح جماهيره أن تستمر المهاترات والأحقاد الدفينة، والمرحلة تستدعي أن يتصالح دولة القانون والتيار الصدري مصالحة حقيقية قبلها مصارحة مكشوفة تبتعد عن المجاملات .
لابد أن يقرّ التحالف الوطني أنه لو بقى مستواه مثل مستوى الدورة السابقة ويكتفي باجتماعات فارغة لا تقدم ولا تؤخر ويبتعد عن جمهوره فستكبد خسائر انتخابية لا تحمد عُقباها.
على التحالف الوطني أن ينتج وعيا سياسياً يفكك الأزمات ويناقش بهدوء من موقع القوي لا الضعيف مع الشركاء ، ثم عليه ألا يكون جسرا لتقييد القضاء العراقي ومنعه من محاسبة السياسيين والتجار والوجهاء وشيوخ العشائر الذين يتناغمون مع داعش .
بعض تصريحات ممثلي أقطاب التحالف الوطني تؤكد أن هذا التحالف في حال لم يجلس قادته جلسة عملية دستورية قانونية لوضع خارطة طريق سياسية للسنوات الأربع المقبلة بعيدة عن الضغوط الخارجية فانه سيتمزق وستترامى أطرافه وسيتحول إلى قوى ضعيفة لا تستطيع فعل شيء وسيموت سياسياً وهذا ما تريده داعش واذرعها السياسية.