في البَدءِ أمر السَّماء “ اقرأ ” اُنموذجاً على أرض بَدء الحضارات “ ذي قار ” «عزيز السيّد جاسم» ركنَ إلى الَّذين ظلموا اُنموذجهم «صدّام»، أعدَمه في مِثل هذا اليوم أوَّل “ عيد الفطر ” ، ثمّ اُعدِم صدّام في أوَّل أيّام “ عيد الأضحى ”. الموتُ صبراً وثقته الاُمم المُتحدة عشية عيد الفطر المُبارك 1441هـ 24 آيار 2020م، بحقّ شبيبة ثورة تشرين الرّافدين.
موتُ حتفُ أنف: المُربّي الأديب البصريّ كاظِم مَكّي حسَن الاُستاذ «كاظِم مَكّي حسَن» (البصرة 1331هـ 1912م- 1404هـ 1983م)، ناشط ثقافي في حفلات مكتبة “ سبيل الرَّشاد ” (عام 1935م). مأمور المكتبة العامّة في البصرة (عام مولد ولده «رياض» 1949م)، عمل بالتعليم في مدارس البصرة: الأصمعي، المِربد، عاصم بن دُلف، الصَّقر، السّيبة، ثانويّة البصرة، الرَّجاء العالي، مُتوسّطة التحرير. عضو الرّابطة الثقافيّة في البصرة (1950 حتى مولد جُمهوريّة العراق 1958م). إرثه: قصّة “ صفوان الأديب ” عام 1939م البصرة.
“ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ” (سورَةُ يُوسُف 3) Category: Quranic narratives: في الدّولة العبّاسيّة، بدأ الانحلال والضَّعف، فظهرت دويلات داخل حدودها تتمتع بالحُكم الذاتي، تنتمي روحيّاً للخلافة العبّاسيّة. مِن أشكال هذا الانتماء، الدُّعاء للخليفة العبّاسي على مِنبر خُطبة الصَّلاة، وإرسال مبالغ نقديّة بشَكل سنوي للخليفة في عاصمة الدّولة بغداد في وادي الرّافدين، بخلاف “ الحُكم الذاتي المحلّي الّذي أسَّسه الغابر «صدّام» شَماليّ العراق، فقط يأخذ مِن بغداد لا غير. مِن ضمن هذه الدّويلات، دولة أحمد بن طولون أو الدّولة الطّولونيّة المُقامة شَماليّ وادي النيل في مصر. بعد موت «ابن طولون»، تقلّد مقاليد الحُكم بعده ابنه «خمارويه»، وتقرب بشَكل كبير مِن الحليفة «المُعتضد» بالهدايا الفاخرة، فأٌمَّره على حُكم مصر وولايتها عام 280هـ، وعلى هذا النهج دعمَ صدّام حليفه «مسعود برزاني»، ضدّ «جلال طالباني». وبفضل ذكاء خمارويه وتقرّبه مِن خليفة بغداد العبّاسي المُعتضد، جمع له الصّلات والخراج والقضاء، ليكون الحاكم المُسيطر على شؤون مصر المحروسة. كُلّ هذه الامتيازات كانت بشرط واحد، دفع خمارويه للخلافة مبلغ مائتي ألف دينار عمّا مضى، و300 ألف عمّا أت في المُستقبل، فوافق خمارويه على الفور. وقدِم مصر رسول خليفة بغداد العبّاسي المُعتصد بالله إلى خمارويه بالخُلَع، اثنتا عشرة خُلعة وسيف وتاج ووشاح مع خادم يأتي إلى مصر في مِثلِ هذه الأيّام مِن شهر رمضان مِن نفس العام، حسب ما ذكرَ المُؤرّخين، مِثل «أحمد بن علي المقريزي المعروف باسم تقيّ الدّين المقريزي» (مسلم وُلد وتُوفي في القاهرة 764هـ ـ 845 هـ 1364م- 1442م)، في كتابه “ الذهب المسبوك في ذكر مَن حجَّ مِن الخُلفاء والمُلوك ”. ولكي يقترب خمارويه أكثر مِن الخليفة، وبعد حسن كبير في التفاهم بينهما، عرض خمارويه على الخليفة ابنته «أسماء» لكي يتزوّجها ابن الخليفة «المُكتفي بالله». الخليفة قرّر أن يختارها لنفسه زوجة، بعد أن سَمِع عن جمالها البهيّ وأدبها ودينها وتربيتها، فتزوجها سنة281هـ. وكدليل على مزيد مِن التكريم أصدق خليفة بغداد العبّاسي المُعتضد «أسماء» المُلقبة تحبُّباً بقطر الندى، مليون دِرهَم، ودخل بها في بغداد آخر سنة 281هـ. مِن المعروف عن خمارويه البذخ الشَّديد في جميع الاُمور فمصروف مطبخه الشَّهري= 23 ألف دينار، وزواج ابنته مِن خليفة المُسلمين آنذاك لابُد أن يتصرف فيه بشَكل يليق بالخليفة، فقام بأمور أدهشت الجَّميع. وحسب المُؤرّخين، جهّز خمارويه ابنته بجهاز عظيم يتجاوز الوصف، فكان مِن جُملة الجّهاز أريكة مِن الذهب عليها قُبّة مِن ذهب مُشبّك، في كُلّ عين مِن التشبيك قرط مُعلَّقة فيه حبّة جوهر لا تُقدَّر بثمن. وضمن الجّهاز ألف هاون مِن الذهب الخالص= أداة طحن الحُبوب والتوابل. واُقيمت الولائم للعامّة والخاصّة عدّة أيّام فيها جميع الأطعمة. عمليّة تجهيز العروس أسندها خمارويه لشيخ تجّار الذهب «أبا عبدالله بن الجّصّاص»، وطلب مِنه أن لا يبخل على الجّهاز بشئ مهما تكلّف الأمر مِن مال، حتى يليق بالخليفة العبّاسي. ويُقال أن خمارويه بعد أن رأى الجّهاز الَّذي أشرف عليه الجّصّاص تبقى مع الأخير مبلغ 400 ألف دينار مِن الحساب، وهبها له خمارويه مُكافأة له على جهوده في تجهيز ابنته. كُلّ ما ذكرنا رغم غرابته، بيدَ أن الأغرب قيام خمارويه ببناء على رأس كُلّ منزلة تنزل فيها ابنته في الطَّريق بين مصر وبغداد، قصرًا ضخمًا مُزوَّدًا بكُل ما تحتاج. ويقول المُؤرّخون أن الغرض مِن هذا الأمر الغريب أن تشعر قطر الندى وكأنها في قصر أبيها تنتقل مِن مجلس إلى مجلس، فكانوا يسيرون بها سير الطِّفل في المهد، فإذا وافت المنزل وجدت قصرًا فُرش فيه جميع ما تحتاج إليه، وعُلِّقت فيه الستور واُرخيت، وأعد فيه كُلّ ما يصلح لمِثلها في حال الإقامة. دخلت قطر الندى بغداد في موكبها المهيب الضخم الّذي أخذ بعقول الجَّميع غرّة المُحرَّم 282هـ. وأجمع المُؤرّخون أن احتفالات زواج قطر الندى على خليفة بغداد العبّاسيّ المُعتضد وتكلفة الجّهاز أفقر مصر، لأن والدها أنفق جميع أموال الخزانة عليه، ما لم يتمكّن «هوش يار زيباري وفؤاد حسين» معاً فعله بخزانة العراق لاحقا. وفي موضع أخر يقول المقريزي: “ولمّا فرغ خمارويه مِن جهاز ابنته أمر فبنى لها على رأس كُل مرحلة تنزل بها قصر بين مصر وبغداد فكانوا يسيرون بها سير الطّفل في المهد فكانت في مسيرها مِن مصر إلى بغداد على بُعد الشِّقة كأنها في قصر أبيها تتنقل مِن مجلس إلى مجلس”. و“ موتُ صبرا ” مِسك ختام المقريزي: “وبعد أن زُفت على الخليفة العبّاسي قتل والدها خمارويه بدِمَشق على فراشه حيث ذبحته جواريه” وهو ما لم يفعله صدّام بجحوشِه. وبعد موت خمارويه، تدهورت أمور الدّولة الطّولونيّة بعد أن استنفذ زواج ابنته جميع أموال الدّيار المصرية، وتولّى مِن بعده ابنه «هارون». التزم هارون بن خمارويه بأداء مليون ونصف دينار إلى الخلافة كُلّ عام، فأقره المُعتضد على هذا. وتُوفيَت قطر الندى بنت خمارويه، زوجة المُعتضد سنة 287هـ. وتُوفي المُعتضد بالله عن عمر ناهز 48 عاماً وأعتلَّ عِلَّة ومات في ثمان خلونَ مِن ذي الحجَّة سنة 289هـ. وكانت نهاية الدّولة الطّولونية سنة 905هـ وآخر حُكّامها «شيبان بن أحمد بن طولون». مُلاحظة: الرّواية العراقيّة الاُولى “ الرّواية الإيقاظيّة ” وضعها «سُليمان فيضي» لدى احتجازه في البصرة حتى عام 1919م. عام 1953م أصدرت مطبعة الحسني في بيروت رواية “ مُذكرات مسلول ” للرّوائيّ البصريّ «عبدالودود العيسي» المُحامي وسبقَ الإيطالي Umberto Eco (5 كانون الثاني 1932- 19 شباط 2016م) باستعماله تِقنيّة المخطوط. عام 1969م عن شِركة الطّبع والنشر الأهليّة، بغداد صدرت رواية بعنوان “ شمخي ”، الرّواية الثانية لـ«عبدالودود العيسى» حول مطلع القَرن 20م، في الرّيف العراقي وأنتشار الفكر اليساروي، انتهت الرّواية بقمع حركة ضبّاط عام 1941م.
كاظِم مَكّي حسَن؛ مقالات مِن حديث العقل والقلب، البصرة 1952م، ومقالات “ دُموعُ التماسيح ”، البصرة 1954م. قصائد نشرت في مصادر دراسته، في مقدمتها كتاب: “ دراسات أدبيّة ”، وله ديوان مخطوط بعنوان “ شمس الأصيل ”. قصائده تُعنى بالمديح، المُتاح من شِعره قصيدتان: أولاهُما يمتدح فيها المُعلّم ودوره في بناء الأوطان مُسبغًا عليه صفات الكمال الإنساني، الباذل المُضحّي، حامل مِشعل التنوير مُنذ أقصى العهود، وثانيهما مديح لآل البيت راسمًا صورة للإمام «الحُسين» (ع) مُنتهجًا فيها قصيد المديح تصويرًا وإمعاناً بالوصف والميل إلى الإطالة لاستقصاء صفات القوّة والفضل. هَآؤُمُ اقرؤا كِتَابيَهْ (هاؤم: اسم فعل أمر. بمعنى: خذوا، والهاء فى ” كتابيهْ وحسابيهْ ” ومِثلهُما للسَّكت، والأصل كِتابي وحِسابي، دخلت عليهما هاء السّكت لتظهر فتحة الياء):
https://shoaraa.com/p12074
https://shoaraa.com/p12073
https://shoaraa.com/p12072
https://shoaraa.com/p12071
https://shoaraa.com/p12069
https://shoaraa.com/p12063