22 ديسمبر، 2024 5:06 م

المقدمة : هناك ظاهرة غريبة تحدث بشكل نشط في واقع البلد، وقد توسع وجودها منذ سنين, نرى هذا الجيل يضفي على الموتى هالة من القداسة والمجد الأقصى، ويستذكر الظروف والأفكار التي عاشوها .

وهو ينقب عن الأحداث التاريخية ويتغنى بقيادة الموتى في ذلك العصر، قائلاً إنهم الأكثر قدرة والأقوى والأكثر تميزًا في الماضيوالحاضر والمستقبل، ويجب أن يتولوا القيادة ويقرروا مصير الأحياء.. حتى البعض منهم ينتظر ميتاً سماوياً يأتي لينقذه من ظلم الحكام ويعيد له التيار الكهربائي, ويرفع مستواه المعيشي, ويقتل الفاسدين والمارقين والناكثين, بينما هو يده مغلولة الى عنقه.. هؤلاء قال عنهم المفكر الفرنسي جان بول سارتر19051980 ( موتى بلا قبور) .

أعداء الدين

إن أكبر أعداء الدين والمذاهب الإسلامية هم المنافقون منذ قرون، والفتاوى الكاذبة والمضللة التي يصدرونها ضد الأخرين، لقد أصبحهؤلاء جحافل وفيالق من المتخرجين من المدارس والكليات والجامعات الدينية المنتشرة في كل مكان.

الطائفيون الأغبياء والمتعصبون، تجار الدين ومنتجاته، يغطون في سبات عميق، ويختبئون في عفن التاريخ، ولا يستطيعون التفاعل مع العلم ومنجاته الفكرية ، ويشوهون الدين بقلوب مريضة، ويدمرون ملايين البشر، كما يقتلون المسلمين. وكأنهم يريدون مسح الحضارة العربية – الإسلامية بأكملها من عام 11 هجرية حتى عام 656 هجرية.

انظروا كم من الناس قتلتهم فتوى دينية متحيزة.

ففي الدول التي تحكمها أحزاب سياسية دينية، أصبحت حالات الاختفاء والخطف والقتل على أساس الهوية الدينية والمذهبية والسياسية والفكرية من الطقوس الدينية!!.وكل ذلك يتم بالفتاوى المقدسة وعلى يد المؤمنين العقائديين المطيعين وبعلم الحاكمين..يسمون أنفسهم (حراس الدين)، ويعاملون المثقفين المتنورين ظلماوجورا.

عيد الغدير

حشد السيد مقتدى الصدر الجميع على أن يكون 18 ذي الحجة المصادف 25 حزيران 2024 عيد وطنيا للعراقيين كافة, رغم تنوعهم القومي والمذهبي ونجح في ذلك بعد أن كسب أصوات الأخوة الأكرادفي البرلمان العراقي.

وأنا لست معارضاً لهذا العيد الأغر أو ناكراً لسيرة سيد الأتقياء ويعسوب الدين عليه السلام , ولكن سيكون هذا اختبارا صعباً، ليس لجيلنا الذي سيخرج مصابا بالأمراض والعقد، بل للجيل الذي شهدفي طفولته مذبحة الهويات.

وبشكل عام فإن التشيع يحتاج إلى تعديل وتنقية لما أدخله المتطرفونمن أضافات تعتبر في حد ذاتها قضية خلافية ولا ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد في القيام بدور الانشقاق والنزاعات الطائفية،والشيعة وعبر تاريخهم الطويل يكتسبون السلطة ويفقدونها.. وهذه الحالة تذكرني بالدولة البويهية الشيعية حينما حكمت بغداد(321-447ه هـ) وفرضها عيد الغدير عيداً رسمياً , مما أزعج الطرف الثاني في حينها ,وكأن التاريخ يعيد نفسه ولكن بثوب عراقي جديد.