ارقام مرعبة ومبالغ صادمة وهدر بمال سائب لا يحاسب عليه أحد كشفه ديوان الرقابة المالية عن تكاليف ونثريات وصرفيات سفر بعض وزراء حكومة عبد المهدي تقدر بمئات الملايين من الدنانير في الوقت الذي تتبجح الحكومة بأن الموازنة تشكو التقشف والتقصف على الشعب العراقي، واذا كانت سفرات وزير عراقي واحد تقدر بهذه الأرقام المخيفة من ملايين الدنانير فكيف الحال بتكاليف سفرات الرئاسات الثلاث ومن سيحاسبهم على هذا الهدر في المال العام أن كان يسمى هدرا. وكيف يكون الفساد والاستهتار بأموال الشعب؟! ثم ماذا كان سيحدث لو أن عبد المهدي(حفظه الله ورعاه) تكرم على العوائل العراقية بعيدية او منحة بسيطة لكل عائلة ولو ب (٥٠) الف دينار لكل عائلة كان من الممكن أن تكون فرحة لطفل يتيم او فقير او مساعدة لارملة او ام لشهيد واحسبها يا سيد عبد المهدي تكاليف سفرة من سفرات أحد وزرائك. وهي باعتقادنا لا يساوي هذا المبلغ سعر فردة جوراب اصغر طفل عند اصغر عائلة حاكمة في المنطقة الخضراء.
ثم السؤال الأكبر والأهم وهو بربكم هل هذه السفرات والايفادات التي توزعونها بينكم بالتساوي (بالمناسبة فإنهم في كل شيء مختلفين إلا في مسألة توزيع السفرات والايفادات فإنهم متفقين فيما بينهم). نقول هل هذه السفرات أثمرت عن شيء إيجابي ومصلحة ومنفعة لهذا الشعب النائم.
سفرات وايفادات وزيارات ترفيهية وترويحية وأموال تهدر بسبب او بدون سبب فقط لأن الرئيس يريد ذلك، اعتدنا عليها في بلد يصرخ من الجوع والفقر. والله الذي لا إله إلا هو أن هذه الحكومة محظوظة بهذا الشعب المتشكي دائما والذي يقطع اللقمة من قوت عياله ليوفر للمسؤول سفرة ترفيهية بملايين الدنانير. من يحاسب الرئيس؟ ومن يحاكم المسؤول عن الفساد اذا افسد؟ وما حجم الشكوى التي يجب أن نضعها على طاولة من يريد مكافحة الفساد؟.
اموال تهدر في سفرات وايفادات لا طائلة منها ولم نحصل على اي نتيجة منها. والشعب تهددونه بالتقشف. اتعلم يامن تريد أن تحارب الفساد أن هذه الأموال المهدورة لو انفقت بشكل صحيح لكانت هناك مدينة جديدة اسمها الموصل تضاهي أرقى مدن العالم. ولو انفقت هذه الأموال لبناء محطات تحلية مياه صالحة للشرب في البصرة لكانت هذه المدينة المنكوبة من أكبر مصدري الماء العذب إلى دول الخليج وكم من مدرسة ومستشفى كان من الممكن أن تبنى… وكم من عاطل عن العمل كان من الممكن أن يوفر له هذا الهدر فرصة للحياة له ولعائلته.
متى يتقي المسؤول الله في هذا الشعب؟.. وكم دورة انتخابية..وكم حكومة علينا انتظارها لتصلح حالنا؟.
من يحاسب الرئيس على هذا التفريط بأموال الشعب في سفرات شرقية وغربية؟ وأين هو موقف البرلمان الذي يتحدث عن خطط واستراتيجيات لمكافحة الفساد وهو يرى هذا الاستنزاف من المال العام؟. من يحاسب الرئيس وهو القاضي والفاسد والجلاد معا في مكافحة الفساد؟. من يستطيع أن يقول كفى؟، من يحاكم الرئيس أيها الشعب العراقي، أو من سيحاسبهم؟.
ملاحظة ليست مهمة جدا: كشف ديوان الرقابة المالية عن قائمة بسفرات وايفادات بعض وزراء الحكومة الحالية (انتبهوا للارقام والمبالغ) حيث بلغت تكلفة سفرات أحد الوزراء (٧٠٠) مليون دينار وآخر(٤٠٠) مليون دينار والقائمة تضمنت سفرات وزير بلغت (٢٥٠) مليون دينار. مع العلم ان هؤلاء الوزراء وغيرهم لم يتم استيزارهم او تحملهم مسؤولية وزاراتهم سوى بضعة أشهر(بالعافية عليهم) وموتوا بغيظكم يافقراء العراق.