23 ديسمبر، 2024 1:29 ص

مواقف وَ مواقف !

مواقف وَ مواقف !

A \ ربما العنوان الأنسب لهذه الفقرة هو : < تصريحاتٌ للبيع مجاناً ! > .. بعضُ ساسة الVIP العراقيين سواءً من السابقين او الحاليين , وما بينهما كذاك يطلقون تصريحاتٍ نارية وكأنها نووية مطالبين فيها بعدم الوقوف على الحياد تجاه الأزمة القائمة بين طهران والولايات المتحدة .! وذلك يعني وبوضوح الوقوف بالضد من الموقف الأمريكي تجاه الجارة الشرقية , إلاّ انهم لايريدون الإفصاح عن الطريقة العملية بالوقوف ” مع او ضد ” هذا الطرف او ذاك , ثمّ أنّ هؤلاء الذين امسوا من ال VIP لا يكشفون عن الجهة ” المتلقي ” المعنية بتصريحاتهم هذه , فهل هي الشعب العراقي برمّته ! ولماذا عليه الأستجابة لنداءاتهم هذه , واية كاريزما افتراضية يظنون انها تنبعث وتشعّ من اجسادهم او كياناتهم .!؟ , كما من الملاحظ سذاجة التوقيت في هكذا تصريحاتٍ غير صريحة , فقد جاء اطلاقها تزامناً مع اعلان الحكومة العراقية انها بصدد الوساطة بين واشنطن وطهران , فهل من تناغمٍ بين انحيازٍ مكشوف لطرفٍ معروف , وبين توسّطٍ يفتقد الوسطية للقيام بهذه الوساطة .! , ومن المفارقات ” ولا نقول من الأنكى ” أنّ وزير الخارجية الأيراني جواد ظريف اثناء وقبل تواجده الأخير في بغداد , يعلن أنّ طهران ترفض ايّ وساطةٍ في الأزمة الراهنة , وحتى زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الى طهران قبل ستة أيام بهذا الشأن لم تعتبرها الخارجية الأيرانية كوساطة .! بالرغم من أنّ نائب وزير الخارجية الأيراني عباس عراقجي غادر يوم امس الى العاصمة العمانية للتباحث بهذا الخصوص

وسيزور بعدها قطر والكويت , وهذه كلها ليست بوساطات ! , حيث جرى ابتكار تعبير او اصطلاح ” سياسي – اعلامي ” بديل ورديف عن الوساطات وجرت تسميته بِ ” تخفيف حدّة التوتر ” .

ولا ندري ولا نعلم اذا ما أيّ إمرءٍ ما او إمرأةٍ ما وسيّما من الشعب العراقي بمقدوره أن يهضم بأنّ الأدارة الأمريكية ستتقبّل وساطة عراقية , وتعتبر أنّ جمهورية العراق دولة محايدة , وبالتالي ستغيّر الولايات المتحدة موقفها من ايران وتتنازل عنه , وستصدر التعليمات والأوامر للطرادات والبوارج وقاذفات القنابل للعودة من حيث جاءت وابحرت واقلعت .!

B \ لستُ جازماً جداً اذا ما كان العنوان الأفتراضي لهذه الفقرة هو < العراق : بين الفوضى و الفوضوية – Anarchy & Chaoc > حيث تستخدم الأولى للدلالة عن عدم وجود حاكم ” رئيس ” وعن غياب حُكم يحفظ النظام والسلام والأمان , بينما تعني الثانية تعرّض العلاقات الدولية للخلل حين تتسم بالفوضوية عبر عدم وجود سلطة مركزية وضوابط على سلوك الحكومات والدول.

ما دفعنا او جرنا للتطرّق عن الفوضى والفوضوية ” بشكلٍ غير دقيق تنظيرياً ” هو اجتماعهما معاً في العراق وفي حكومات ما بعد الأحتلال , فبعد الضجّة الإعلامية التي رافقت اعتقال السيد نجم الدين كريم ” محافظ كركوك السابق قبل الأستفتاء ” في مطار بيروت بعد تنسيقٍ مشترك بين الأنتربول العراقي واللبناني , وثم بعد اتصالات رفيعة المستوى بين اطرافٍ سياسية في العراق ولبنان أدّت وقادت الى الأفراج عن المحافظ السابق مع حجز جواز سفره الأمريكي , ويقيم حالياً في فندق فينيسيا في بيروت , حيث على مدى الأيام القليلة الماضية انتشرت اخبارٌ مكثفة عن اتصالاتٍ هاتفية بين السيد مسعود البرزاني والسيد عادل عبد المهدي للتوسط لدى الجهات اللبنانية للأفراج عن المدعو المذكور , حيث ايضاً افادت الأخبار عن مكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء العراقي والسيد سعد الحريري لإطلاق سراح المحافظ السابق المتهم بسرقة وتهريب اموال مع تهمٍ اخرى من القضاء العراقي , بل أنّ مصادراً إخبارية ذكرت عن دورٍ للسيد اياد علاوي في التوسط لإخراج المحافظ من التوقيف , وقد نفى مكتب علاوي ذلك تفصيلاً وجملةً .

لكنّ ما فاجأنا وفاجأ الرأي العام قبلنا او بعدنا هو تصريح السيد عادل عبد المهدي بعدم علمه بكلّ هذه الأخبار , والتي ابلغه إيّاها وزير المالية السيد فؤاد حسين ” أحد مساعدي مسعود البرزاني ”

لسنا هنا بصدد التشكيك بتصريح رئيس الوزراء بعدم علمه بما جرى , وكذلك لنفيه مكالماتٍ هاتفيةٍ بينه وبين السيدين البرزاني والحريري , إنّما وبأدنى درجات البساطة فهل كان المكتب الإعلامي والمكتب الخاص لرئيس الوزراء في اجازةٍ للإستجمام خارج القطر .! وماذا عن الآخرين في مقر رئاسة الوزراء , وعلامَ لا يخبرون الرئيس بهذه المجريات وعن اخبارٍ وتصريحاتٍ تُنسب له وهو لا يدري .! , والتقاليد القديمة والأحدث منها في كافة الدول أن يجري ابلاغ الرؤساء اثناء رحلات سفرهم بآخر التطورات والأخبار عبر لاسلكي الطائرة دقيقةً بدقيقة .

بالعودةِ الى مقدّمة الفقرة B من هذا المقال فينبغي او يتوجّب البحث ” في محركات البحث ” عن تسمياتٍ واصطلاحات جديدة وشديدة تفوق المعاني اللغوية لما يجمع بين الفوضى والفوضوية بقدر تعلّق الأمر بالشأن العراقي الخاص المرتبط بالأسلام السياسي او بقادة وسادة احزاب الأسلام السياسي .