كل يوم تقريبا نطالع خبرا مفاده القبض على شخصية مشهورة بمواقع التواصل بتهمة “المحتوى الهابط”،ولم يعد مفاجأً لنا ان نسمع بعد أيام إطلاق سراح المعتقل رجلا كان ام امرأة، والغريب ان منهم من ادينوا وصدرت بحقهم أحكاما قضائية تم تمييزها بأيام ونقضت تلك الاحكام فيما الاف الموقوفين و المدانين ينتظرون من مدد طويلةتصل لاشهر التمييز ولامن مجيب! .
ومصطلح تسميته المحتوى الهابط الذي يتداول في وسائل الإعلام، أصله القانوني هو الجرائم المخلة بالأخلاق العامة أو الفعل الفاضح الذي يخل بالحياء العام.
لا يوجود مانع قانوني في اتخاذ الإجراءات بحق أصحاب المحتوى الهابط من الذين هم في الخارج طالما المحتوى يستهدف الشعب والمجتمع العراقي
بمقاطع خفيفة ومضحكة، وأحيانا إيحائية، لكنهم يطاردون بتهمة نشر محتوى “هابط”.
وتحظى منصتا “يوتيوب” و”تيك توك” برواج في العراق في أوساط صانعي المحتوى.
اكثر من 14 شخصا في قضية المحتوى “الهابط”، صدرت بحق ستة منهم أحكام بالسجن، بحسب القاضي المختص بقضايا النشر والإعلام عامر حسن.
الدولة تعتمد على قانون العقوبات، والقانون يحتوي على مصطلحات فضفاضة ومطاطة مثل الآداب العامة وخدش الحياء، كلها قابلة للتأويل والتفسير، وبسببها يعتقل شخص لم يرتكب أي فعل سيء، وربما يفلت من خلالها شخص خالف القانون
المسألة ليست لها علاقة أبداً” بحريّةالتعبير” ،فهؤلاء النفر لا يمثلون البلد ولا المرأة ولا المجتمع العراقي.
القانون حدد لنا أن الفعل الفاضح الذي يرتكب من قبل المتهم هو الذي يؤدي إلى الإخلال بالحياء العام، لكن المشرع توسع كثيراً في موضوع الجرائم الأخلاقية حتى العبارات التي استخدمها المشرع مثلاً، إذ استخدم عبارة خدش الحياء العام، والخدش هو المس البسيط، واستعمل عبارة الحياء العام، ولم يحدد الإخلال هل سيكون جسيماً ام بسيطاً.
وعلى ذكر المحتوى الهابط بعض السياسيين قدموا لنا انموذجا سيئا من هذا المحتوى فيما يتعلق بموضوع إثارة النعرات الطائفية أو العنصرية فهم يقعون تحد طائلة المساءلة القانونية.
وهنا ينبغي إقرار لائحة لقواعد البث فيما يتعلق بالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي إذا صدرت مثل هذه اللائحة فسوف يكون أمراً جيداً حتى ننظم عملية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالنحو الذي يحفظها عن هذه السلوكيات الخارجة عن أخلاق المجتمع وعاداته والمخلة بالحياء العام.
ان ام اللول ووردة وحسحس وابو شاهين وسعلوسة واشباههم تحولوا الى نجوم من دون أن يقدموا اي محتوى مفيد سوي الميوعة وإثارة الغرائز او سب الأجهزة الأمنية من كردستان مثلا بالنسبة للنساء و الكذب والافتراء او تقديم مشاهد قصيرة كوميدية للرجال، والحقيقة انهم هم موضع السخرية او “المضحة” والأغرب ان تتحول احداهن من محافظة مقدسة إلى مشهورة لمجرد تنمر المتابعين عليها والاستهزاء بها لأنها لاتجيد حتى الكلام دون اخطاء شهرتها الوحيدة ان ممثل مصري وضع قبلة على يدها دون أن يعلم من هي، فامثال هؤلاء تحولوا المشهورين بالضحك عليهم.
البعض الآخر بدا سيئا وتحول إلى الإعلانات لكنه ظل يقدم محتوى لايفيدنا بشيء مثل تلك التي تزوجت غني وانجبت بنات وتقدم لنا بناتها فلانه نائمة وأخرى تقول بابا وهو امر لايهمنا بشيء.
الملاحظ ان هذه النماذج موجودة بكثرة في بغداد او المحافظات عدا كردستان، بينما في الاماكن الأخرى كدول مجاورة غير مسموح لهم بهذه التفاهات وتحكمهم قوانين صارمة.
لذا لابد من قوانين صارمة التقييد هؤلاء التوافه، وحقيقة لم أجد اي شخص يقدم محتوى جيد متابع من الناس سوى بالمئات بينما التافهين تحولوا الاغنياء من حيث “الضحك” عليهم والادهى ان لهم حظوة عند بعض المسؤولين وصاروا نجوما لعهرهم وكذبهم وجهلهم جراء متابعة الناس لهم.
السؤال متى نتخلص من هذه الفوضى و التفاهات منهم بحجة الشهرة حتى بتن او باتوا مصدرا لتقليدهم من قبل ابنائنا وبناتنا في تجاوز تقاليد مجتمعنا وقيم ديننا الإسلامي الحنيف باسم حرية التعبير.