17 نوفمبر، 2024 7:46 م
Search
Close this search box.

مواعيد عرقوب وحلم المواطن

مواعيد عرقوب وحلم المواطن

عقد كامل من السنوات قد انقضى منذ أن تغير نظام الحكم في العراق وأصبحنا نعيش تحت مظلة الديمقراطية ، ورغم مرور هذه السنوات العشر إلا إننا لم نلاحظ تغييرا في واقعنا الذي نعيشه سوى زيادة في الوعود يقابلها نقص في الخدمات ، وزيادة في رجال السياسة يقابلها نقص في أفراد الشعب ، فكلما زاد تعداد السياسيين واحدا زادت الخلافات والمشاكل والمنازعات التي يذهب ضحيتها العشرات من أبناء هذا البلد الذين لا ناقة لهم فيها ولا جمل . أنا هنا لا أريد الدخول في الصراعات السياسية وإنما أريد الحديث عن الوعود التي يطلقها رجال السياسة للمواطن وهم مدركون تماما إنهم يقولون ما لا يفعلون ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، كم عاما مضى والمواطن العراقي يسمع بالوعود حول تعديل رواتب المتقاعدين من موظفي الدولة حتى أصبحت هذه التعديلات حلما يدور في مخيلة المئات من العوائل التي تعيش على هذه الرواتب الضئيلة في بلد ميزانيته المالية تعد انفجارية ، لماذا لم يحسم هذا الأمر الحيوي والمهم مع ما تملكه الدولة من واردات ضخمة لا تخشى معها من العجز المالي ، لماذا الإصرار على إبقاء شريحة واسعة من أبناء هذا البلد على خط الفقر او تحته بينما إمكانية تحقيق الرفاهية متوفرة ، ومتى ستبنى أواصر الثقة بين الراعي والرعية على أسس صحيحة قوامها المصداقية .
لقد أثار هذه الشجون في داخلي ما رأيته يتجسد في نقابة المحامين عندما التفتت الى أبنائها من المحامين المتقاعدين وحرصت على تأمين أسباب الحياة الكريمة لهم بعد السنوات الطويلة التي يقضونها في مسيرة العدالة وسيادة القانون ، فقررت زيادة الراتب التقاعدي للمحامي من أربعمائة ألف دينار ليصبح مليون دينار شهريا ، ورغم أن هذا القرار قد شكك البعض فيه وفسره على انه دعاية انتخابية لمصادفة تاريخ إصداره مع قرب انتخابات النقابة التي جرت مؤخرا ، ولكون النقابة مؤسسة تعتمد على مواردها الذاتية المحدودة وليس لها دعم حكومي ، إلا إن الفرق بين الوعد الذي أطلقته النقابة عن الوعود التي يطلقها رجال السياسة هو المصداقية والرغبة الحقيقية في الوفاء بالوعد ، فقبل أيام باشرت النقابة باحتساب الرواتب التقاعدية لمحاميها تطبيقا لقرار الزيادة الذي تحدثنا عنه موجهة بذلك ردا لكل من شكك في صدق النوايا ونبل الهدف ، ورسالة قوية مفادها إن من يريد أن يخدم الآخرين عليه أن لا يتردد في اتخاذ قراره ما دام يصب في إطار المصلحة العامة ، وان عرقوبا واحدا يكفي في تاريخنا العربي ولا نحتاج الى عرقوب جديد في كل يوم ليغدق علينا بوعود لن تتحقق .

أحدث المقالات