19 مايو، 2024 10:39 م
Search
Close this search box.

مواطن من الدرجة الثانية

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم يعد ابي يتذكرني لانه مات
عندما اصبح الوطن يتنقل
بين حدود البلاد الغريبة
نسيت اسمي وتذكرت ابي
 انا مواطن من الدرجة الثانية
لانني لااملك شيئا من الذكريات عن الشوارع
التي اقطعها يوميا
ولااتذكر ملامح اصدقائي
ونسيت اسم مدرستي الابتدائية
واهملت موهبتي في الرسم والكتابة

واللغة التي اجيدها حاليا
تتنقل بين سوق الخضار
والملابس المستعملة
والرغبة في ان احس بادميتي المستلبة
ضاقت بي السبل
وشهوة الحنين تشتاق لكابوس الوطن
الذي تلوثت شوارعه بالجوع والمقاصل
هؤلاء الذين امتلئت مؤخراتهم ببراميل النفط
يتناثرون كالقمامة في منتجعات الحضارة الغربية
ويجمعون النساء والعاهرات
كما يجمعون الدولارات
لقد تغيرت ملامح نصب الحرية في ساحة التحرير
واستبدلوا الثورة وقضبان السجون
بفناجين الشاي وزجاجات النركيلة
وموبايلات النوكيا والايفون
اعتزل شارلي شابلن السخرية من نفسه
لان الجماهير غاصت في احواض السخرية
التي شيدتها حكوماتنا القديمة والجديدة
وحقنتها باكسير المهدئات
والخمور المغشوشة وحبوب الهلوسة
في ذروة حروبنا المستمرة
نشجع فريق ريال مدريد
ونتفاخر بالتقاط الصور التذكارية
مع شواخص قبورنا
الوطن تحول الى ماخور قديم
تقدم فيه الحماقات وخطب السياسيين
مع كؤوس العرق المغشوش وقناني البيرة
واغنية موطني
ساظل واقفا على الضفة الاخرى
انتظر الزورق الذي تحطم
فانا مازلت اعتقد 

بان الرياح لابد ان تغير اتتجاهها

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب