لم يعد ابي يتذكرني لانه مات
عندما اصبح الوطن يتنقل
بين حدود البلاد الغريبة
نسيت اسمي وتذكرت ابي
انا مواطن من الدرجة الثانية
لانني لااملك شيئا من الذكريات عن الشوارع
التي اقطعها يوميا
ولااتذكر ملامح اصدقائي
ونسيت اسم مدرستي الابتدائية
واهملت موهبتي في الرسم والكتابة
واللغة التي اجيدها حاليا
تتنقل بين سوق الخضار
والملابس المستعملة
والرغبة في ان احس بادميتي المستلبة
ضاقت بي السبل
وشهوة الحنين تشتاق لكابوس الوطن
الذي تلوثت شوارعه بالجوع والمقاصل
هؤلاء الذين امتلئت مؤخراتهم ببراميل النفط
يتناثرون كالقمامة في منتجعات الحضارة الغربية
ويجمعون النساء والعاهرات
كما يجمعون الدولارات
لقد تغيرت ملامح نصب الحرية في ساحة التحرير
واستبدلوا الثورة وقضبان السجون
بفناجين الشاي وزجاجات النركيلة
وموبايلات النوكيا والايفون
اعتزل شارلي شابلن السخرية من نفسه
لان الجماهير غاصت في احواض السخرية
التي شيدتها حكوماتنا القديمة والجديدة
وحقنتها باكسير المهدئات
والخمور المغشوشة وحبوب الهلوسة
في ذروة حروبنا المستمرة
نشجع فريق ريال مدريد
ونتفاخر بالتقاط الصور التذكارية
مع شواخص قبورنا
الوطن تحول الى ماخور قديم
تقدم فيه الحماقات وخطب السياسيين
مع كؤوس العرق المغشوش وقناني البيرة
واغنية موطني
ساظل واقفا على الضفة الاخرى
انتظر الزورق الذي تحطم
فانا مازلت اعتقد
بان الرياح لابد ان تغير اتتجاهها