مواطن في بلاد العجائب

بلاد العجائب تسمية تطلق عادة في القصص الخيالية على بلاد فيها من عجائب الأمور مالا يصدق ولا يمس الواقع بشئ . وتنسج من الأحداث الخيالية مشاهد وشخصيات واحداث تقع ضمن مايصطلح عليه “بالأدب العجائبي او الهراء الأدبي ” . وابرز القصص المشهورة هي قصة ” أليس في بلاد العجائب ” وهي قصة للأطفال تحكي عن فتاة صغيرة ذهبت في غفوتها الى بلاد بعيدة فيها من العجائب والغرائب التي تفوق الخيال وشخصيات بادوار خيالية من أرنب وسلحفاة وفأر وغيرها من اطر الخيال . هذه القصة كتبت في عام ١٨٦٥ لمحاكاة عقول الأطفال .
الا ان الغريب في الموضوع انه بعد اكثر من قرن ونصف من الزمن وجد ما يقابل هذه القصة الخيالية قصة حقيقية مشابهه لها من ارض الواقع بحيث يمكن تسميتها ب ” مواطن في بلاد العجائب ” . بدل ” أليس في بلاد العجائب ” . فبلاد العجائب المقصودة هنا هي البلاد التي يحدث فيها من الأمور العجيبة والغريبة وغير المنطقية التي يصعب ، وفي بعض الأحيان يستحيل ، فهمها او تفسيرها او تبريرها . وللتعرف على هذه البلاد ( وليس القصد بلد معين بحد ذاته ) ندرج بعض الخصائص والظواهر التي تتميز بها والتي يمكن ان تشير الى دولة (س) او (ص)
هذه البلاد يطلق عليها تسمية بلاد العجائب لانها تطبق المبدء الديموقراطي في الحكم في مجتمع نسبة غير قليلة منهم اميين وغير متعلمين ، ونسبة كبيرة من شرائح المجتمع ليس لديها اي ثقافة او معرفة او ادراك بأسس وقواعد النظام الانتخابي الحر ،
انها بلاد العجائب لانها تجري انتخابات دورية ديموقراطية في ظل وجود هيئات وعناصر وتشكيلات وعصابات مسلحة لها تأثيرها الكبير في تسيير المجتمع،،،،
انها بلاد العجائب لانها بدل ان تطور المواطنين باتجاه التقدم والتحضر والرقي دفعته باتجاه التخلف والإيمان بالممارسات الغيبية والغير منطقية .
انها بلاد العجائب ومسؤوليها الكبار يعترفون ويفتخرون كونهم سراق وتقاسموا خيرات البلد دون مسائلة او محاسبة ،،،،
انها بلاد العجائب كون الحاكم الأعلى يحتفظ بملفات فساد كثيرة وخطيرة ويتردد في كشفها لأسباب غير منطقية ، كأن هواية جمع الملفات الفاسدة مثل هواية جمع الطوابع .
انها بلاد العجائب لكون السلطة التشريعية تجتمع بهدف إلغاء نتائج انتخابات جرت فعلا ( وعليها علامات استفهام عديدة ) ، وأعضاء هذه المؤسسة جهلة لا يعلمون هل هي من صلاحيتهم ” اي السلطة التشريعية ” ام لا ام صلاحية من ،،،
انها بلاد العجائب لأن فيها نسبة غير قليلة من المواطنين تحت خط الفقر مع انها من البلدان الغنية بمواردها الكثيرة والمتنوعة ،
انها بلاد العجائب التي ، من دون بقية البلدان ، لم تستطيع معالجة مشكلة توفير الخدمات الاساسية بمختلف قطاعاتها من كهرباء وماء وصرف صحي و تعليم حقيقي وصحة وما شابه على مدى اكثر من عقد ونصف ، في حين استطاعت بعض البلدان الوصول الى القمر بهذه المدة .
انها بلاد العجائب ومعظم مسؤليها ، اذا لم يكن جميعهم ، سرقوا علانية ( بشكل مباشر او غير مباشر ) وحولوا سرقاتهم الى خارج البلاد بشكل ارصدة و املاك وموجودات استثمارية وما شابه دون اي رادع ، ومعظمهم لم يكن يملك شيئا قبل ذلك .
انها بلاد العجائب والمواطن فيها مغيب عن كل ماهو علمي وثقافي ومتحضر وزجه في الأمور الغيبية ودفعه الى الجهل والى الانغلاق الذاتي والتبعية العمياء .
انها بلاد العجائب لكون أعداد غير قليلة من مواطنيها اسرى تماما بعقولهم الغريبة لبعض العمائم بألوانها المختلفة ، بحيث تفتخر هذه البلاد بسطوة رجل معمم يجهل كليا ابسط قواعد إدارة الدولة ،،
انها بلاد العجائب لان الجميع معجبين بها وتصلح كقصة خيالية للصغار وكذلك للكبار في هذا العصر الحديث ، انها فعلا قصة خيالية ” مواطن في بلاد العجائب ” لانه يصعب فعلا تصور وجود مثل هذه البلاد في الواقع وفي هذا العصر .