منذ عام ٢٠٠٣ وتداعيات المشهد السياسي العراقي تنحدر بشكل تدريجي نحو ازمات ومشاهد مؤلمة للغاية ، الشعب العراقي الذي ذاق ويلات الحروب والحصار في عهد النظام المباد ، استبشر خيرا بالعملية السياسية الجديدة، وهرول لاهثا ليصوت على الدستور الذي تصور انه سيضمن له حقوقه في بلد غني مثل العراق.
لكن هموم هذا المواطن لم تنته بعملية سياسية تنادي بالديمقراطية ودستور ومجلس نواب صوت اغلب الناس على اعضائه، ثم شيئا فشيئا قاطعوا العملية السياسية برمتها من تصويت وانتخابات وغيرها، ليس لاانهم لا يريدون الديمقراطية، او لديهم موقف من نظام الحكم ، انما هم وجدوا ديمقراطيتهم هي لأثراء الاحزاب وذويهم، ونصوت لنواب ينهبوا ثروات البلاد والعباد ويتنصلون عن خدمتنا، ويطلون علينا في الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، يلعن احدهم الاخر لا بل يلعنون نظام المحاصصة الذي هم جزء من ديمومته.
وعندما تحل الازمات علينا الواحدة تلو الاخرى من داعش، وانخفاض اسعار النفط الذي رافق ازمة داعش، والتهجير الاجباري للعوائل النازحة، والفساد وقضاياه التي تسببت في نهب خزينة الدولة، وهم في كل ازمة يلجأون الى المواطن العراقي، ذاك المواطن الذي تطوع للدفاع عن وطنه ضد داعش، وهو نفسه المتضرر في كل ازمة تعصف بالبلاد، فتجدهم يسرقون ويعيثون في الارض فسادا وجورا، والمواطن العراقي يتحمل بسبب كونه( مواطن عراقي! ) ولكن في توزيع المناصب والمغانم والموازنات الانفجارية وارتفاع اسعار النفط، لايتذكرون هذا المواطن، وعندما عصفت جائحة الكورونا بالعالم، والعراق من ضمنه، انخفضت اسعار النفط، ولجأ السياسيون الى المواطن، يذكرونه انه( مواطن عراقي! ) ويخفضون راتب الموظف ويفرضون ضرائب اضافية، ويقسطون الانفاق عليه، انتبهوا!!! عليه وليس عليهم طبعا!!.
ولم لا فهو ( مواطن عراقي!! ) ونسوا او تناسوا ان هذا المواطن من حقه ان ينعم بخيرات بلده ، وان يعيش حياة مرفهة اسوة بباقي دول الجوار التي تشابهه في الثروات والموارد، لكن للاسف، (المواطن العراقي ) فقط يتذكرون هويته ليحملوه اثام فسادهم، وسوء تخطيطهم وادارتهم، وعندما يثور ويخرج الى ساحات التظاهر، تفتح عليه المياه المسيلة والقنابل والاسلحة المختلفة، حينها ينسون انه ( مواطن عراقي!! )
فهل يبقى هذا المواطن العراقي يحمل الهوية فقط دون الشعور الحقيقي بأنه( مواطن عراقي)؟ له الحق ان ينعم بخيرات بلده ويعيش حياة كريمة اسوة بغيره، ام يبقى يعاني صعوبة الحياة وضنك العيش، ويتحمل تبعات حكومات لا تشعر بالمسؤولية الحقيقة تجاه هذا البلد وشعبه ..
فهل تنتهي معاناة # المواطن _ العراقي .