لم يكشف سر عندما تحدث, مفكر حزب الدعوة, غالب الشاهبندر, عن ذلك اليوم الذي دعاه فيه مسؤول حزبي كبير, للقاء بعض الشباب, وتحفيزهم على الذهاب للأراضي العراقية, لإستهداف جلاوزة النظام, أيام المعارضة, يقول عندما وقفت على المنصة, قلت لمن حضر, لاتجعلون هؤلاء يستغفلونكم, واسألوهم أين أبنائكم, قبل ان تقوموا بأي عمل, فمن غير المقبول ان يتنعم أبنائهم وأنتم تقتلون.
مازال أبنائهم يتنعمون, وأبناء البلد, بين ميت ومتظاهر, ونازح ومهاجر, وفق مبدأ ـ عزيز ابن المدير العام, وحقير أبن الفقير العام ـ انه مبدأ الطغاة, الذي لازمنا عقود من الزمن, ومازال العمل به ساري المفعول, الى يوم الناس هذا.
هل تغير الحال بين الأمس واليوم؟ الجواب كلا, بل إزداد سوءا, فبالأمس كانت هجرة العراقيين, لايعلم بها إلا بعض البلدان المجاورة, واليوم أصبحت حديث الساعة, للأعلام العالمي, والغريب أن أكثر من هاجر, هم أبناء الوسط والجنوب, أي (الشيعة), ممن يدعي تمثيلهم من يدعي من الساسة ومايثبته الواقع, ان هؤﻻء لم يكونوا إلا ممثلين لأنفسهم, ومن لف لفهم.
الفقر والحرمان, والعمل على تدميير شخصية الفرد العراقي, من خلال عدم توفيير الأمن والسكن, وفرص العمل, والحياة الكريمة, وإستبعاد الكفاءآت, وتقريب الحمقى, وذوي العقول الفارغة والمتخلفة, أدى بنا الى أن يكون العراق خربة, ونحصد هذه النتائج, وهي من أشد الحالات سوء, عندما ترى مواطن زاهد بوطنه.
بعض الأصوات النشاز, التي تعودنا على سماعها, إدعت أن الهجرة مؤامرة, لسرقة الطاقات الشابة, ولو سلمنا أنها مؤامرة, هل استثمرتم تلك الطاقات؟ أم جعلتم من الشباب على شفى حفرة, أما مدافع عن أرضه, التي أهديتموها على طبق من ذهب, او متظاهر لايثق بإصلاحاتكم, ووعودكم الكاذبة, او مهاجر فضل رحلة الموت, على رؤية وجوهكم القبيحة.
لم يشعر من يمثل الطبقة السياسية, بمعاناة الفقراء, ولسبب بسيط, لان عوائلهم تتنقل بين العواصم الاوربية, ونفاقتها من أموال السحت الحرام, التي سرقت من أفواه الأيتام, وهم في بغداد محصنين, داخل المنطقة الغبراء, لذلك لم يستشعروا حالة البؤس والألم, التي لاتحتاج الى لافتات, لكي يُعبر عنها, بل حملها العراقيون على وجوههم, ورآها العالم بأسره, الا المسؤول العراقي, الذي أعمى الل.. بصره وبصيرته.
قال النبي الأكرم, عليه وآله أفضل التحية وأتم التسليم (الدين هو المعاملة) فمن الذي كان محمدي المنهج, وألتزم بمبادئ الانسانية والدين الاسلامي, الحاج نوري المالكي, الذي خدع أبناء جلدته, بالسندات الوهمية, ام السيدة أنجيلا ميركل, التي خاطبت من اعترض على إيواء المهاجرين, بقولها أنهم لم يذهبوا الى الكعبة, التي هي قبلتهم, بالرغم من قربها منهم, بل قدموا الى بلادنا, وما علينا إلا ان نساعدهم, ونعاملهم بأخلاقنا.
صورة الإسلام الحقيقي, تجسدت داخل حدود العراق, وفي سلوك أبنائه, ولكن لم تجد اعلام يروج لها, فهناك من هو أفضل عملا من السيدة ميركل, وأفضل ممن حكم العراق منذ عام 2003, وهم أهل الوسط والجنوب, حيث الأصالة والوفاء والكرم, عندما فتحوا ابواب بيوتهم, ومساجدهم وحسينياتهم, للنازحين وهم لا يملكون إلا الجوع, والفقر والبطالة, بسبب سياسات من يدعي الولاء لعلي (عليه السلام), ويحكم بأسم معاوية.