ينذر بتاجيل موعد الانتخابات النيابية ..
هل سحب البساط السياسي من تحت اقدام العبادي..؟
في واحدة اخرى من سِماتهم المرتمية ذلا وخزيا تحت اجنحة طهران ، وقف الدكتور نعيم العبودي الناطق باسم عصائب اهل الحق وبدون اي حياء معترفا لمحدثة في فضائية دجلة ان دخول تحالف الفتح الى جانب تحالف النصر برئاسة العبادي انما جاء امره بطلب من الجمهورية الاسلامية الايرانية …!!
و بموجب هذا الاعتراف ..هذا يعني في المقابل انه حينما ادعى احد نواب روحاني بان قرارات اربع عواصم عربية بينها بغداد تنبع من ارادة ايرانية لم يكن قوله باطلا..بل كان نابعا عن دراية وواقعية سياسية اثبتتها محركات الاحداث الجارية الان في العراق ..
لكنه اي العبودي اردف قائلا ان خروجهم اي بدر والعصائب وغيرهم من التحالف مع تحالف النصر الذي يرأسه العبادي جاء بعد اقل من 48 ساعة ، وكان قرارا داخليا صائبا على حد قوله وعزاه الى ان قائمة النصر التي يتسيدها السيد العبادي كانت قد ضمت لاحقا على حد وصفه شخصيات وتحالفات لا يمكن التوافق معها والوثوق بها في اشارة لتيار الحكمة الذي يراسه السيد عمار الحكيم.. ؟؟ اي لعبة هذه!!
ولو آمنا سلفا بسلامة نوايا قادة تحالف الفتح في ترك تحالف النصر إنها جاءت لاسباب فنية وان ما وقع لم يكن مدفوعا به من اي ضغوط اقليمية..
لكن واقع الحال وطبيعة المشاركين بالتحالف كشفت عن الهوة الكبيرة بين اركان هذا التحالف الذي لم ير النور الا لساعات وان الانسحاب المزري الذي مورس لم ياتِ الا تحت ضغط ايراني آخر تمثل بتواجد السيد قاسمي سليماني وهو اسلوب درج عليه تحت مفهوم مصطلح سياسي ” سحب البساط ” اي زحلكة الخصم وخداعه والايقاع به على اربع قوائمه لكي لاتقوم له قائمة احباطا وإهانة ..
فهل يعي العبادي الدرس ويستعد لرد كيدهم في نحورهم ..؟؟ لغاية الان لازالت الخطوات خلف الكواليس وداخل السراديب السياسية تجري على قدم وساق ..و نفس الطريقة الانسحابية المربكة والدرس كان مورس في ساحة عسكرية عبر نفس الموجه واعني به سليماني ولكن ضمن حسابات اخرى تلك التي فعلها مع الاتحاد الوطني ما اجبر البيشمركة التابعه له على الانسحاب من كركوك ..
بغداد التي صحت على انفجارات ارادت او اراد المنفذون ان يغيروا انتباه الجماهير مما وقع الى حدث كبير ذو اصداء واعني به التهديد الامني الذي عاود يلهب ظهر المواطن البسيط وكان ظهوره باقسى جرائمه يترك بصماته الدموية قبيل الانتخابات ..
والغريب في الامر وصف بعض الساسة الامنيين وبدون خجل ما حدث في ساحة الطيران :انه حالة من التراخي الامني تسبب صراع القادة في حملاتهم الانتخابية المبكرة وهو اعتراف مبكر ان القادم اعظم..
ونسي حاكم الزاملي رئيس لجنة الامن والدفاع في معرض توصيفاته لهذه الانتكاسة نسي ان يستدعي وزيري الدفاع والداخلية الى البرلمان وامسك بعروة قائد عمليات بغداد يريد ان يساءله عن اسباب تردي الامن وحقيقة ما حدث .. فيما عادت موجة الاغتيالات والاختطافات تطفوا على السطح تدفع عمولاتها كلف الاعلانات واللافتات وصور النواب البشعة….
الاجواء الملبدة بالغيوم وكما نراها لازالت تنذر بنزول مطر عاصفي سيطال الجميع وتلك كانت مقدماته ذلك الانفجار الاجرامي في ساحة الطيران ..ولأن الامور اخذت تتفاعل بشدة وصار الضرب صار تحت الحزام ويطال الجميع فانه لا يستبعد الامر باللجوء الى تاجيل الانتخابات لستة اشهر وحتى سنة حولية.. رغم تلويح العبادي بان الانتخابات لا يمكن تاجيلها ..لانه موعد دستوري مقدس..!!
مجلس النواب المزمع انعقاد جلسته الخطيره غدا الخميس سيناقش مشاريع عدة تتناول الانتخابات وهناك توجه كبير من الاحزاب السنية وكتلها والكردية معها الى تاجيل الانتخابات فيما لايزال هناك اكثر من 3 ملايين لاجئ ومهجر يشكل اقصائهم عن اماكن سكنهم وبيوتهم وقراهم تهديدا لايمكن حسابه ..
فكيف تنتظر يا رئيس الوزراء من هولاء ممن اسكنوا في الِخيمْ ان يدلوا باصواتهم بحرية وسط معاناتهم ووعودك بارجاعهم وتلبية احتياجاتهم لكي يُخيم ويجثم على صدور العراقيين نفس اللصوص والفاسدين ..
الريح تجري بما لا تشتهي السفن الانتخابية حتى وان كانت ريحا شرقية الهوى وسليمانية المذهب..؟؟
والمحصلة فيما حدث ان السيد العبادي قد تلقى ضربة بالصميم هزت اركانه لكنه تماسك متخندقا بالدستور الذي اصبح “علاكة “كل الفاشلين الذين اضاعوا بلدهم وارتموا بولاءاتهم باحضان دساتير اخرى ..
آلآ لعنة الله على من باع الوطن حتى ولو كانت الخضراء منه لحسابات دنيئة وقصيرة الاجل، لعنة سيذكرها التاريخ كما ذكر ابي رغال وابن العلقمي وغيرهم والقادمون من هذه الملةِ، قِلةَ لن يفتح لها إلا صفحة تحت مسمى “الخونة والانذال”..
فهل يعيد العبادي ترتيب بيته ويستوعب الدرس ويقف على قدميه ثابتا ويرجع لوعوده الكثيرة التي حنث به شرعا وقانونية ويسمي الفاسدين باسمائهم وحتى اولئك الذين دخلوا معه في تحالفات صمغية.. بل ويتخلى عنهم ..؟؟ لاشك ان الكثيرين سيبدون شكوكهم في ازدواجية نواياه ؟؟ .
تلك وغيرها من خطوات متوازنة هي اكثر من مطلوبة من العبادي فيما لو استعاد وعيه الوطني في هذه اللحظات الحرجة من عمر شعب وتخلى عن سياسةُ اللعب على الحبلين الايراني والامريكي …، . فاتقِ الله يا رجل ….