حل علينا وعلى العالم الاسلامي.. شهر رمضان المبارك.. شهر المغفرة والعبادات.. السؤال عن موازنة العائلة العراقية خلال هدا الشهر الفضيل؟؟
هل تتوازن مع ابعاده الإيمانية في ثقافة مجتمعية عامة ام لا؟؟
هناك وقائع مهمة تبدأ في ارتفاع معدلات الأسعار للمواد الغذائية مقابل التبذير المبالغ فيه لاسيما في ارتياد المطاعم التي انتشرت اعلاناتها في مواقع التواصل الاجتماعي عن بوفيه مفتوح للافطار واخر للسحور!!
فيما انحسرت ظاهرة تبادل صحون الطعام ساعة الفطور بين بيوت المحلة البغدادية على أقل تقدير.. ناهيك عن توفير المواد الغذائية الأولية للعوائل المتعففة من دون تنظيم سياسي او ابعاد انتخابية!!
في هذا السياق لا أعتقد هناك حاجة لتدخل الأجهزة الحكومية في ضبط الأسعار ما دام الاغلبية من قيادات القطاع الاقتصادي يرتبط مع احزاب إسلامية.. يمكن أن تعكس فقه العبادات في هذا الشهر الفضيل للتراحم في تخفيض الأسعار.. ربما يتطلب ذلك عدم استلام الخمس والزكاة من بعض التجار المغاليين بالأسعار كنمودح لرد الفعل المرجعي ضدهم… لكن الحقيقة الواقعية.. لا تراحم في الأسعار بل اخد ابشع انواع الاستغلال.. فيما يمضي الكثير من هؤلاء التجار صلاه التراويح او زيارة الأماكن المقدسة في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة.. وهم يصرفون أموالا جمعت من استغلال وقت العبادات في هذا الشهر الفضيل.
من جانب اخر.. أرغب بالحديث عن التوازن الاعلامي.. سيما وان اعلانات شتى تنتشر عن مسلسلات وبرامج رمضانية.. منها برامج سياسية.. المفقود فيها ترسيخ الهوية الوطنية في عراق واحد وطن الجميع.. والانعماس في مواقف تفسيرات لنظام المحاصصة والمكونات.. الذي اثبت الزمن في عقدين مضت فشله الذربع.. الا ان المخطط الإقليمي والدولي المورد لهذه المحاصصة.. يحاول توظيف برامج الشهر الفضيل.. كما تعود في كل عام.. لتسويق فكرة المحاصصة والمكونات بدلا من هوية المواطنة العراقية الفاعلة.. وايضا سيظهر على المشاهدة النلفازية الكثير من الشخصيات السياسية لإعادة التسويق في برامج لها عناوين رنانة ربما تصلح لنحوم الفن وليس السياسة.. فقط لاعادة ضبط المعدل التراكمي للارتكاز على فنون اعلامية ترسخ المحاصصة ونظام المكونات!!
هذا ستكون موازنة شهر رمضان المبارك على العراقيين.. غلاء فاحش في الأسعار. تباعد عن التراحم المجتمعي.. إعادة تسويق الفشل السياسي في مسلسلات تلفازية وبرامج حوارية.. تجعل المواطن يتهرب منها إلى برامج قنوات عربية.. اتمنى لكل العراقيين شهر عبادة.. لله وحده.. بلا وصاية من هذا أو ذاك.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!