23 ديسمبر، 2024 5:09 ص

موازنة الاصلاح على حساب لقمة العيش

موازنة الاصلاح على حساب لقمة العيش

من ينظر الى وضعنا الراهن من جوانبه كافة، يجد كأن قدرنا ان نعيش في عتمة المجهول وعلى اجيال متعاقبة. كلما نقول ستنقشع الغمة عن هذا الشعب المبتلى ، نغوص في احلك منها ظلمة وسوءً، نقولها صراحة كانت السنة التي نودع ايامها الاخيرة لم تحمل لنا الا الالم والخراب والوباء والموت الجماعي مع استمرار ارتفاع مناسيب الفساد ، كأن هذه السنة لاتنفك منا الا  بكارثة  تدمر الضئيل المتبقي من امال الناس في  تحسن الاوضاع ولو بالنزر القليل ، لكن لنتفاجئ بتناقل الاخبار نبأ تسريبات الموازنة للعام القادم 2021، كانها اعدت وصممت لتهوي بالمتبقي من قوت وارزاق الناس لتزداد المعاناة والعوز والموت بكل  اشكاله تحت الفقر الملعون.

من المهازل التي يتندر بها ( المجنون) قبل العاقل عن بلد الثروات والمليارات والموازنات الفلكية السابقة ، اليوم يعاني من العجز و لا تستطيع الدولة ان توفر رواتب الموظفين ، لتبدأ معزوفة تراشق وتقاذف المسؤولين السياسيين فيما بينهم عن المسؤولية التي يشترك فيها  جميع من جلس على كرسي المسؤولة منذ 2003 والتي آلت اليها الامور من التردي لحد الاقتراض المحلي قبل الدولي، وما يزيد الطين بله بالموازنة المقترحة للعام المقبل التي لاينفع معها شد الاحزمة على البطون او الترشيد ، انها تستهدف بالمباشر لقمة الفقير  ودفعه الى حالة الاذلال القسري  لتأكيد عجزه عن اعالة عائلته وتوفير العيشة الكريمة التي على الدولة في ابسط واجباتها ان توفرها. والكل يعلم (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ) ولكن نحن نعلم ان (قد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي)، لان التهيئة والاستعداد التام  تبرهن من خلال تصريحات المسؤولين السياسيين (ذو الجيوب المتخمة بملايين او مليارات الدولارات) في تسويق  المبررات والحجج لتمرير الموازنة بكل شرها وشرورها لخلق وضع مأساوي اضافي جديد سنذوق  فيه طعم مرارة العيش والشعور بالاحباط من كل شيء قادم مع الايام ،  يصاحب ذلك التخبط في مجهول القرارات المتسارعة السيئة حيث رغم  لازال لم يتبين لنا  الخيط الابيض من الاسود في فورة المناقشات عن مسودة قانون الجرائم الالكترونية الملغوم  في التضييق وحرية الراي والتعبير  ، حتى تأتي الاخبار بافتعال الهوس المجنون للسوق العراقي الحالي في ظل قفزات ارتفاع الدولار مقابل الدينار العراقي وتأثير نتائجه وعواقبه الكارثية على الجيوب الخاوية والبطون الجائعة والعوائل المتعففة وما يزيدها قساوةً  نبرة التعسف  في تصريحات المسؤولين دون مؤاربة او خجل بان كافة الابواب غلقت امامهم في اصلاح مانتج عن فسادهم وطمعهم وجشعهم في تصفير خزينة الدولة الا الالتفاف على لقمة الشعب ، ولكن (المصبية ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الاخيار).