الصين تحولت الى قطب عالمي ” ثنائي” ، وأصبحت إحدى أقوى إقتصاديات العالم ، الذي تخشاه الولايات المتحدة ، وتضع لتقدمها العلمي والتقني والتجاري الواسع النطاق ألف حساب!!
ويشعر خبراء المال والتجارة والاقتصاد والسياسة الأمريكان أن الصين تحولت في غضون العشر سنوات الاخيرة الى عملاق إقتصادي كبير ، يشكل ” تحديا” خطيرا للولايات المتحدة ، ويهدد تفوقها المتسارع ، في الصميم!!
لكن خبراء الاقتصاد والتجارة والمال والسياسة الأمريكان يعكفون على دراسات معمقة ، في كل ميادين التقدم العلمي والتكتنولوجي الصيني، وهم يجدون أنفسهم وكأنهم يتدحرجون أمام غول كبير ، لايعرفون كيف يكون بمقدورهم مواجهته، ولم يتبق سوى سبيل ” المواجهة المباشرة” بين العملاقين الحل الذي يضمن لهم ” التفوق الاحادي” ، فهم لايتحملون أن يكون هناك ” قطب ثنائي” ينازع الولايات المتحدة هذه المكانة، ولهذا فان (الحرب) بينهما ” حتمية” وفي وقت ليس ببعيد، وهي ستضع نظرية جديدة لعالم جديد!!
ربما كانت أزمة وباء كورونا واحدة من تلك التحديات التي فجرت بوادر تلك الأزمة، وهناك “معركة كلامية” تتصاعد رحاها بين الطرفين، وتنسج الولايات المتحدة جملة ” إتهامات” تضع الصين في موضع ” الإتهام” من أن سكوتها لفترة طويلة عن هذا الوباء ، إنما يشكل ” إدانة ” لها من وجهة نظر الحكومة الأمريكية ، كونها لم تخبر العالم عما أصابها من “وباء” ، ولم تبلغ عنه الا بعد تفشيه الى درجة تجعل من مواجهته أمرا يكاد يكون من المستحيلات!!
العالم الغربي ومنه الولايات المتحدة ، ودول أوربا الغربية منشغلة الان بحالات تفشي هذا الوباء ،الذي بلغت ضحاياه من المصابين والمتوفين أرقاما مرعبة، وتحولت دولها الكبرى الى كائن ضعيف لاحول له ولا قوة، وهو يواجه موتا رهيبا ، وليس هناك في الأفق ما يمكن ان تكتشف أي علاج او مضاد يوقف زحف هذا الوباء اللعين!!
ويبقى سر ” وباء كورونا” من الأسرار التي لم تعلن خفاياها حتى الان، وإن كانت هناك “مؤشرات” ظهرت مؤخرا ، أن عالمة أبحاث أمريكية كانت تجري تجارب علمية بايلوجية على ابتكار ” وباء” من هذا النوع، وهناك سيناريوهات ان تلك التجارب قد تعرضت لنشر بعض خلاياها البكتيرية في مناطق في الصين قبل أكثر من عام، الا ان الامريكيين يرفضون مثل تلك السيناريوهات، ويعدونها “اتهامات مفبركة”، وربما يظهر في القريب العاجل ما يكشف خيوط تلك ” اللعبة” التي تخفي الكثير ، لتزيح نظرية ” الوباء الإلهي” باتجاه ان يكون هناك أيد خفية تقف وراءه!!
الصين ، كما يبدو، أعلنت وقف زحف هذا الغول الذي كبدها خسائر فادحة في الارواح وفي التجارة بالمليارات، لكنها تحاول الان إستعادة أنفاسها، بعد إن انحسر عنها تفشي وباء كورونا مؤقتا، ولم تعد سوى إصابات قليلة من برها الصيني، وقد سعت لايجاد ” علاجات أولية” وليست ” شافية” تماما، لكنها تواصل تجاربها لاكتشاف يضع حدا لمأساة العالم الرهيبة، وهي تريد أن تكون ” سوقها التجاري” المربح في قادم الأيام!! كما ان عهدها التكنولوجي يتقدم برغم كل ما أصابها من تدهور مؤقت!!
أغلب كبار خبراء السياسة والمال والاقتصاد لديهم هواجس لاتقبل التأويل أن هناك ” مواجهة قادمة ” بين الولايات المتحدة والصين ، لأن الاولى لاتتحمل ان ترى العملاق الصيني ينافسها على مكانتها الأولى بين دول العالم، وهي ترى نفسها بعد الاتحاد السوفيتي وروسيا الحالية، انها امام ” ثنائية قطبية ” وهي لن ترتضي صعود العملاق الصيني ليتفوق عليها وقد ينازعها على تلك المكانة مستقبلا، ولهذا فإن ” إستعدادات الحرب” قائمة على قدم وساق ، وقد لاتكون بإطلاق الصواريخ العملاقة العابرة للقارات، ولا بالطائرات ، وان كانت تلك بعض أدواتها، لكنها تخطط لـ “حرب خاطفة” ضدها، لم يشأ المسؤولون الامريكيون يعلنون عن ماهية تلك الحرب ووسائلها التدميرية، لكنها في آخر المطاف لابد وان تنتهي بـ ” إتفاق سلام” على وقف تلك الحرب، والتوقيع على مباديء وأسس محددة، لهذا الاتفاق، تحول دون إستمرارها لفترة أطول، في سعي من الولايات المتحدة لايصال رسالة للمارد الصيني، أن عليه أن يفكر ألف مرة قبل أن يتحول الى ” عملاق أحادي” يهوي بالولايات المتحدة الى قاع لاترتضيه، وهي ستكرس كل موارد البلد، لكي تلحق بخصمها العنيد العتيد ، ما يمكن أن يلحق به خسائر كبرى، ليكون بمقدور الولايات المتحدة ان تبقى هي ايضا ” المنافس القوي ” للصين ، وانه ليس بمقدور الاخيرة إزاحة الولايات المتحدة عن تلك المكانة!!