18 ديسمبر، 2024 9:19 م

مواجهة الجهل… الشيخ الوائلي اين انت!

مواجهة الجهل… الشيخ الوائلي اين انت!

تكثر في هذه الايام مشاهد توحي ان هناك مشروعا واضحا لتجهيل المجتمع العراقي، الفئة المستهدفة هم العراقيون،حيث تنفذ بعض المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الأعلام وبعض رجال الدين في نشر خرافات وأساطير وروايات تعزز نمر الجهل في البلاد.
لافائدة من مجتمع يصدق كل شيء يسمعه ولافائدة من مجتمع لايطابق كل مايسمعه مع العقل، العقل هو القاضي العادل الوحيد في الذات الانسانية.

ينتشر مشروع نشر التخلف بقوة في المجتمع العراقي ولايقابله اي رادع فكري، وهذه المسؤولية بالأساس هي مسؤلية النخب والمفكرين والكتاب والاُدباء ورجال الدين المتنورين الذين لايؤمنون بتجميد العقل وتحفيز العاطفة على العقل.

التطرّف على سبيل المثال انتشر نتيجة لغياب العقل وتحفيز عاطفة الكراهية ضد الاخر، التخلف والتراجع ينتشر كلما ضعفت مساحة تواجد العقل لاسيما العقل المتنور الذي يفكك الموروث التأريخي ويفرق بين الحقائق والأساطير ويفرق ايضا بين الانسان وافكاره.

القراءة الواعية والبحث الواعي وقبول الفكر المختلف والبحث عن الملتقيات اكثر من البحث عن المختلفات هو الأسلوب الانجع لأي خطيب منبري يحاول ان يصلح المجتمع، اما الاهتمام فقط في عواطف الناس فهذا الأسلوب يشبه الذي ينفخ في الصحراء! .

يمتهن بعض خطباء المنابر و ترافقهم بعض وسائل الاعلام اُسلوب تجهيل المجتمع وأبعاده عن الالتحاق في العالم الجديد الذي بات اكثر تطورا وأكثر تحضرا فهم يتميزون بالقدرة على تشييد قضبان التخلف وفوبيا كسر النمطيات وهم يسعون الى اتهام الاخر المختلف وتسقيطه باي شكل من الأشكال على العموم بناء العقل العراقي الحديد هو في تخليصه من الموروث الذي يضعه في دائرة التجهيل.

من دون رتوش وبصراحة شديدة أقول ان خطباء المنابر الذين يلجأون الى تغييب العقل ودغدغة مشاعر الناس هؤلاء. هم جزء أساسي من مشروع نشر الجهل الاجتماعي والديني والمعرفي والفكري.

يظن بعض الخطباء ان سلاحهم الوحيد في السيطرة على العقل الجمعي هو العاطفة بعيدا عن العقل لانه لو اجتمع العقل مع العاطفة الجمعية سيقل بطبيعة الحال دور بعض الخطباء في التأثير في المجتمع.

على العموم يفترض التشجيع على ان يكون من يتولى المنبر الديني هم الأكثر علماء ومعرفة وتوسعا وهم الذين يقبلون الاخر، نحن بحاجة الى تفعيل الظاهرة الوائلية من جديد في المجتمع العراقي حيث يعزز الاستماع للشيخ الوائلي ظاهرة مطاردة المعلومات والبحث عنها وقبل يعزز إنسانية المتلقي من دون اللجوء الى حبس عقله او منعه من التفكير والسؤال!