8 أبريل، 2024 11:21 م
Search
Close this search box.

مواجهة الاسقاط التي لامناص منها

Facebook
Twitter
LinkedIn

عند نجاح الثورة الايرانية في 11 شباط 1979، وسقوط نظام الشاه محمد رضا بهلوي، کان هناك يقينا راسخا لدى الشعوب العربية و الاسلامية من إن معادلة الصراع العربية ـ الاسرائيلية قد طرأ عليها تغيير کبير لصالح العرب وإن ذلك سيساهم بتقوية الجبهة العربية ـ الاسلامية لنصرة القضية الفلسطينية، لکن مع مرور الايام و الاحداث و التطورات الغريبة من نوعها التي رافقتها، أکدت بأن تفاٶل الشارعين العربي و الاسلامي قد کان مفرطا و ذهب أبعد مايکون مع نظام غريب إمتطى على حين غرة صهوة جواد الثورة و دفعها بإتجاه يغلب عليه التطرف الديني و الارهاب و يهدف الى تحقيق إمبراطورية دينية على أساس طائفي مشبوه على حساب الشعوب العربية و الاسلامية.

البلدان العربية و الاسلامية التي کانت ترى و تتصور بأن لديها عدو اساسي وحيد هو إسرائيل، لکن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي أعقب نظام الشاه، غير هذه الرٶية و التصور عندما أکد بأن هناك عدو جديد أشد خطورة و فتکا من إسرائيل، حيث إن إسرائيل کما نعلم مجرد عدو خارجي لايستطيع النفوذ و التسلل الى داخل البلدان العربية و الاسلامية و إقامة قواعد و مراکز قوة و نفوذ فيها، لکن النظام الايراني الذي أعقب نظام الشاه، أثبت بأنه عدو داخلي بإمتياز عندما نجح في التسلل ليس الى عمق بلدان في المنطقة وانما نجح أيضا في قلب نظام الحکم کما حدث في اليمن وان يمسك بزمام الامور کما حدث و يحدث في العراق و أن يسير الامور کيفما يشاء کما حدث في لبنان و سوريا، ولذلك فإن الشارعين العربي و الاسلامي طفقا يشعران بخوف و توجس أکبر من الذي يشعران به تجاه إسرائيل، خصوصا وإن الذي صار واضحا بأن هناك نوع من التفاهم و التنسيق المبطن بين طهران و تل أبيب.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي أضفى الکثير من التغيير على معادلة الصراع العربية ـ الاسرائيلية لصالح الاخيرة و أحدث إختلافات و إنقسامات و صدامات و حروب داخلية في بلدان المنطقة لم تکن إسرائيل تتصورها حتى في أحلامها، والمثير للسخرية و التهکم، إنه وفي الوقت الذي ساهم فيه هذا النظام بتفتيت جبهة المواجهة ضد إسرائيل و جعلها بإتجاه معاکس، فإنه قد رفع شعارات براقة تدعو لتحرير القدس و نصرة القضية الفلسطينية، علما بأنه قد نجح في تقديم أفضل و أکبر هدية لإسرائيل عندما نجح في شق وحدة الصف الفلسطيني و جعلها تخضع لأجندته المشبوهة، وفي ضوء کل ذلك، فإن بلدان المنطقة بشکل خاص و العالم الاسلامي بشکل عام، صاروا أمام خيارين لاثالث لهما، وهما: إما أن ينتظروا حتى يسقط هذا النظام کافة النظم العربي و الاسلامية و يٶسس بدائل کارتونية لها کما الحال في البلدان التي تخضع لنفوذه و هيمنته، أو أن يبادروا للعمل و التنسيق و التعاون بإتجاه إسقاط هذا النظام و التخلص من شره المستطير، وهذا الجهد”أي إسقاط النظام الايراني”، يتطلب بالضروة الاعتراف بنضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الذي هو الطريق الاکثر إختصارا لإحداث التغيير المطلوب في إيران و إسقاط هذا النظام.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب