في بادئ الامر امريكا تريد التحكم بالعالم، وما جرى من عقوبات ضد ايران ما هو الا ايدلوجية في تحركها بأتجاه العنجهية ضد العالم، بفرضها العقوبات على الشعب الايراني بالشكل الاجرامي، الذي لا يختلف عن الحرب، خصوصا ان كان تاثيرها على فئات الشعب كافة من مرضى وكبار السن واطفال، اكثر بكثير من تاثيرها على الحكومة، وانعكاساتها على المجتمع بشكل عام.
إن الحكومة الايرانية الان تعاني ضعف النتائج مع شعبها، بسبب ارتفاع في التضخم، وندرة في العملة الصعبة، وانهيار في قيمة الريال الإيراني، ومحاولات للتخلص من الريال الإيراني مقابل العملة الصعبة بشتى الطرق، هذا يعني مزيدا من التضخم وارتفاع الأسعار المتسارع الذي لا يمكن لأي إجراء حكومي او تشريعي أن يساعد في اللحاق به.
إن أبشع ما يواجه اقتصاد الدول في العالم، هو عدم الثقة، والواقع الإيراني بعدم الثقة قد بلغ ذروته وهو أخطر ما يكون، لهذا لا يمكن لاي بلد أن يستمر في اقتصاد لا يثق أبناؤه في عملته. مما انتج استقالة مساعد رئيس البنك المركزي الإيراني، ورئيس دائرة العملات الصعبة، ومن ثم تم اعتقاله، مما يعني أن خلل ما حدث، أو أنه خلل مستمر تم اكتشافه، أو أن ذلك المسؤول تمت التضحية به في سبيل إيجاد مبرر لخلل إداري، وسياسة نقدية وخارجية خاطئة، جعلت التوازن بين العملة الصعبة والعملة المحلية استحالة التحقيق.
هناك مظاهرات قائمة في إيران، تهدف الى اسقاط الحكومة قبل فرض العقوبات، فالشعب قد وصل إلى منتهاه من الفقر، والحاجة إلى أبسط احتياجاته اليومية من مأكل ومشرب، وتلك المظاهرات ربما ستتضاعف الان بعد فرض العقوبات، مما يشكل خطر ضد الحكومة الإيرانية، إضافة الى ما دعا اليه الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى التنحي عن السلطة، ووصف تصريحات روحاني حول مديونية الحكومة بـ”الكاذبة”، وقال أيضا ان الاقتصاد الإيراني على حافة الانهيار. كذلك نقد نجاد الأصوليين والإصلاحيين، وصادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية وعلي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني بمشاركة الحكومة في تردي الأوضاع السيئة في البلاد.
هذا التصريح جاء بعد إعلان أكثر من مائة شركة حتى الان موافقتها على عدم التعامل مع إيران، والمزيد قادم مهما حاولت بعض الدول فعله من تعويضات، وسوف تحاول الحكومة الإيرانية عمل كل ما تستطيع للالتفاف على المقاطعة، وإنشاء شركات بأسماء أخرى، والتنسيق مع طرف ثالث في دول أخرى، لتصدر القليل مما وقعت عليه العقوبات.
المشكلة العظمى في إيران أنه لا بارقة أمل للخروج من هذا المأزق السيء، طالما أنها مستمرة في سياستها الحالية، وإن كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أبدت رغبتها في الاجتماع مع الإيرانيين إلا أنها أكدت أن ذلك الاجتماع لابد من أن يؤدي إلى تغيير إيران تعاملها مع دول الجوار والتوقف عن دعم الميليشيات على حد قولها وغيرها.
وبالتالي؛ الحكومة الان الايرانية امام خيارين، اما الخضوع للعقوبات مع انهيار الاقتصاد الايراني، وهذا يؤدي بدوره الى هياج شعبي عارم، او القبول بالشروط التي طرحها الرئيس الامريكي. اما مطالب المتظاهرين فهي مطالبة الحكومة الحالية بالتنحي عن السلطة وفسح المجال امام دماء شبابية جديدة.