تتعرض الدولة، الى هجمات، وصعوبات، كثيرة، تتنوع مواجهتا بين المواجهة العسكرية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وحسب الامكانيات المتاحة.
الظروف التي نمر بها حالياً، يكاد يكون تأثيرها متنوعاً، ويمس جميع الجوانب الحياتية، حتى أصبحت المشاكل الاجتماعية، أشد خطراً، على تماسك، وتكاتف، الاسرة العراقية.
ها نحن اليوم، نعاني من مشكلة، مجتمعية، خطيرة، أخذت تنتشر كالنار في الهشيم، من دون وضع الحلول الناجعة، لعلاجها، وكيفية مواجهتا، حتى أصبحنا عاجزين أمام شراستها.
الانتحار، الذي أخذ يفتك بشباب تتراوح أعمارهم بين الـ ٩ والـ ٢٥ سنة، هي مشكلة عقيمة، تعاني منها محافظة ذي قار، وأصبحت تنتشر بشكل رهيب بين الفتيان والفتيات وعلى حد سواء.
شيماء ذات الـ ١٥ ربيعاً، وجدت وهي معلقة بحبل، في صباح يوم الاربعاء الفائت، وكذلك محمد، ذات الـ ١٨ ربيعاً، الذي وجد وهو مشنوقاً في غرفته، قبل شيماء بثلاثة أيام، واليوم أنتشر خبر أنتحار علي ذات الـ ٢٠ ربيعً، بعدما أطلق الرصاص على نفسة.
شيماء، تزوجت وهي في سن مبكرة، في بيئة ريفية تعاني الفقر، والجهل بحقوق المرأة، محمد الذي ضغط عليه كثيراً، من أجل الدراسة، ودخوله للصف السادس العلمي بدل السادس الادبي، وعلي الذي أطلق الرصاص على نفسة بسبب مشاجرة ليلية مع والده.
هذه الحوادث حصلت في مدينة الشطرة فقط، أما عن الاقضية والمناطق الاخرى في المحافظة، فهي لا تختلف، والارقام مخيفة، حتى عجزت الجهات المختصة عن متابعة جميع هذه الحوادث.
الزواج المبكر، والتفكك الاسري، وفقر المعيشة، وضعف الواعز الديني، والانفتاح التكنلوجي، وخدمة النت والموبايل، هي عوامل أجتمعت وأوصلت الشباب الى قناعة الانتحار.
وجود هكذا فايروس مجتمعي، بدون أن تكون هناك معالجات حقيقية، سوف ينذر بحالات أنتحار جديدة، خصوصاً مع استمرار الاستهانة، والتكتم على هذه المشكلة العويصة.
القنوات التلفزيونية، والوسائل الاعلامية، ورجال الدين، والمهتمين، والمختصين، أمامهم مهمة الوقوف بجدية ووطنية، من أجل المساهمة في علاج هذه الظاهره الخطيرة، والتي تستهدف الشباب الذين هم في مقتبس العمر، خصوصاً وان هذه الحالات مستمرة بالانتشار وبشكل كبير.