بعد كل الذي حدث في العراق من مأسي وويلات يعاني منها الشعب العراقي دون وجود بارقة أمل بالتخلص من أخطاء أصبحت قدرا على العراقيين وفي مقدمتها ماتمارسه ” داعش ” رمز التخلف والعقد التاريخية المستجمعة لكل قساوة البداوة وألآعراب وشذاذ ألآفاق , أمام واقع ماوصل اليه العراق اليوم لابد من مواجهات صريحة تعري وتكشف مايراد تغطيته وتمريره على المواطن بحجج أصبحت كلها مستهلكة لم يعد المواطن يصدق بها رغم وجود المطبلين والمتزلفين والمنتفعين لهذا الطرف أو ذاك وهذه ألآطراف جميعا هي من أفسدت الحياة السياسية وألآجتماعية والدينية , وسأستعرض بمواجهاتي الصريحة جميع المشاركين في السلطة والحياة السياسية بلا أستثناء , وسأبدأ بالمجلس ألآسلامي ألآعلى :-
هو تنظيم أيراني ظهر عام 1982 أبان الحرب الصدامية ضد الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية , وربما تكون تداعيات الحرب أحدى مبررات تأسيسه , ورغم مشاركة أغلب أحزاب المعارضة فيه حتى ألآكراد في البداية , ألآ أن ألآيرانيين لم يوفقوا في التعامل معه بأعتباره يمثل قوى المعارضة العراقية والتي كانت تحتاج المساعدة ألآيرانية كأمر طبيعي تمر به كل أحزاب المعارضة التي لاتعيش على أرضها وداخل وطنها , ألآ أن ألآيرانيين ونتيجة حداثة تجربتهم السياسية وأبتلائهم بحرب ضروس شنتهم عليهم بدوافع أمريكية وأوربية وأسرائيلية أستخدم فيها صدام حسين وأستخدمت ألآنظمة العربية ضد الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية حتى لاتنتشر عدوى الثورة ألآسلامية التي أعلنت منذ البداية وقوفها الى جانب الفلسطينيين ويوم القدس العالمي كان تعبيرا عقائديا عن شعارات الثورة ألآسلامية وهو أمر صحيح , ومثلما كان تعامل الدولة ألآسلامية في أيران مع حزب الله في لبنان تعاملا صحيحا لمواجهة أجتياح أسرائيل للبنان عام 1982 , ألآ أن تعامل ألآيرانيين مع المجلس ألآعلى للثورة ألآسلامية في العراق وهو التسمية ألآولى للمجلس والتي تأخر تغييرها كثيرا بعد أن أصبح المجلس مشاركا في مجلس الحكم بعد 2003 وبعد أن شارك في البرلمان وفي الحكومات التي لم تكن دينية أو أسلامية وأنما كانت حكومات علمانية برعاية أمريكية ومراقبة مرجعية تكتفي بالنصيحة وألآرشاد الذي لم يعد كافيا مع أنتشار الفساد في أجهزة الدولة وبين المسؤولين وأحزاب الحكومة كافة بلا أستثناء .
أول من عين رئيسا للمجلس ألآعلى للثورة ألآسلامية في العراق هو السيد علي الحائري وهو عراقي من التابعية ألآيرانية , ثم عين رئيسا جديدا للمجلس هو السيد محمود الشهرودي الهاشمي وهو عراقي من التابعية ألآيرانية والذي عين لاحقا رئيسا للقضاء في أيران , وهو من تلاميذ الشهيد المرجع محمد باقر الصدر وحاصل على درجة ألآجتهاد على خلاف بعض من يدعون اليوم بألآجتهاد وهم ليسوا كذلك لاسيما ممن شكلوا أحزابا غير حقيقية أو ممن شكلوا ميليشيات للظهور على الساحة .
ثم قام ألآيرانيون بتغيير محمود الشهرودي من رئاسة المجلس وعينوا محمد باقر الحكيم رئيسا للمجلس وجعلوا محمود الشهرودي ناطقا بأسم المجلس بعد أن كان محمد باقر الحكيم ناطقا للمجلس , ومحمد باقر الحكيم بذل المستحيل في سبيل الحصول على رئاسة المجلس ومع ذلك لم يعطه ألآيرانيون كل الصلاحيات في المجلس ولذلك جعلوا من فيلق بدر تابعا مباشرة لقوات الحرس الثوري ألآيراني مما لم يكن لمحمد باقر الحكيم أشرافا حقيقيا سوى مايقال ظاهريا , ثم أن الذين يحملون هوية ألآطلاعات ألآيرانية من المنتمين للمجلس لايستطيع رئيس المجلس التحكم بهم وظلت هذه الحال حتى بعد أن دخل المجلس الى العراق , وظلت قوائم الرواتب تأتي من أيران الى أن أصبحوا في الحكومة والبرلمان وسيطروا على بعض الشركات مثل شركات السياحة التابعة لوزارة السياحة حيث بلغ أيراداتها التي يحصل عليها عمار الحكيم مايقرب من ” 2″ مليوني دولار شهريا , هذا غير واردات شركات الخليوي مما جعلهم يحصلون على موارد مالية بحيث لم يعودا بحاجة للرواتب ألآيرانية , ويقول العارفون بأسرار وتاريخ المجلس أن أغلب أعضاء المجلس لاسيما ممن ينتمون الى حزب الدعوة ألآسلامية تركوا العمل في عضوية المجلس منذ نهاية الثمانينات ولاسيما بعد توقف الحرب العراقية ألآيرانية عام 1988 ومن ألآعضاء الذين الذين تركوا عضوية المجلس , الدكتور علي التميمي , والدكتور أبراهيم الجعفري , والشيخ محمد مهدي ألآصفي , وألاستاذ علي ألآديب , والشيخ جواد الخالصي , ولذلك أتيحت فرصة للمرحوم محمد باقر الحكيم أن يدخل كل المحسوبين عليه للمجلس ومنهم باقر صولاغ وعادل عبد المهدي الذي بدأ حياته شيوعيا ثم بعثيا وأخيرا التحق بالمجلس ألآعلى ليكون أسلاميا على طريقة البحث عن ألآمتيازات , وهذه الظاهرة أصيبت بها كل ألآحزاب والتيارات في العراق ومنها التيار الصدري الذي سنفد له مواجهة صريحة نأمل من السيد مقتدى الصدر ألآستفادة منها وفاء لوالده الشهيد محمد صادق الصدر
أدار السيد محمد باقر الحكيم المجلس ألآعلى للثورة ألآسلامية في العراق أدارة عائلية أقصائية تستحوذ على كل شيئ لصالحها ولاتعترف بأي شيئ لاينتمي لها , وتلك أخطر مثالب العمل الحزبي والسياسي التنظيمي , ولذلك تحول المجلس ألآعلى الى مستفيدين ومرتزقة لايهمهم مصير الوطن بمقدار مايهمهم مصالحهم الشخصية , فجمع مايسمى بالتوابين وهم من جنود صدام حسين الذين وقعوا في أسر القوات ألآيرانية وأعلنوا التوبة والندم لمشاركتهم في حرب صدام حسين ولذلك صار ألآيرانيون يخرجوهم من معتقلات ألآسر بعنوان توابين وهي حالة تحتاج الى دراسة تفصيلية لم تستوفي حقها لآن هؤلاء هم من دخلوا الى العراق وأصبحوا يمثلون المجلس في بعض المحافظات وعندما بدأت المحاصصة أصبح بعض هؤلاء مسؤولين وأصحاب مناصب حساسة مثل : وزير , وكيل وزير , محافظ , سفير , مدير عام , ولذلك يرى المراقبون والمتابعون للشأن العراقي , أن السيد عمار الحكيم بعد وفاة والده لم يحصل على رئاسة المجلس بطريقة ديمقراطية كما هي في ألآحزاب والتنظيمات ذات ألآعراف الديمقراطية أو ذات ألآعراف الشوروية , وعندما درس أختصاصيو علم أشارات الجسد شخصية عمار الحكيم ومسعود البرزاني وأبراهيم الجعفري لم يفز أحد منهم ولم يحصلوا على نتيجة ايجابية , ولكننا لم نر أن تلك النتائج أنعكست على أتباع السيد عمار الحكيم لآن المنتمين للمجلس لم يكن أنتمائهم معرفيا عقائديا وطنيا بمقدار ماكان أنتماءا مصلحيا , ولذلك لاحظ المراقبون أن ترشيحات المجلس لانتخابات 2014 وماقبلها لم تكن ترشيحات مقنعة لعدم توفر الكفاءة فبعضهم كان من مزوري الشهادات , وأن المجلس مارس دورا تفريقيا وتخريبيا في العشائر العراقية فقد كان يعمد الى أنقسام العشيرة عندما يرى من أفرادها مرشحا مع قائمة أخرى يسعى لآستمالة أحد أفراد تلك العشيرة بالترشيح معه حتى تنقسم العشيرة على نفسها حدث ذلك مع عشائر كثيرة ومنها عشيرة السادة أل ياسر في محافظة النجف وعشيرة ألبوسلطان في محافظة بابل وعشيرة أل فتلة , أما ترشيحاته للوزارة فلم تلحظ فيها ملاحظات المواطنين ومراعاة مشاعرهم , فبعض وزرائهم متهم بقضية مصرف الزوية وهي القضية التي تشمل سرقة المال العام وقتل ثمانية من أفراد حماية المصرف أي أن هناك ثمان عوائل منكوبة ورائها أيتام ووراء ألآيتام والعوائل أصهار وأنسباء وأقرباء ومعارف ومن لايحسب حساب هؤلاء لايصلح أن يكون وزيرا ولا سياسيا , والمجلس وزر وزيرا جديدا عليه ملفات فساد في محافظته وهو ليس من المختصين بشؤون الوزارة التي رشح اليها مما يعني أن من رشحه لايعنيه أمر البلاد والعباد , أما الوزير ألآخر الذي رشحوه فهو يترشح للمرة الرابعة وترشيح من هذا النوع يدل على عدم وجود كوادر كفوءة أو عدم وجود شفافية في توزيع ألآدوار وأن الشخصنة والمجاملات هي التي تتحكم بقرار المجلس , وهناك ظاهرة طبعت سلوك المجلس هي القيام بزيارات لعمار الحكيم لبعض دول المنطقة والجوار مثل تركيا وقطر والكويت وأيران , والسيد عمار الحكيم لايمتلك عنوانا رسيما في الحكومة العراقية وهو رئيس حزب عليه أن يتحرك ضمن أعراف التحرك السياسي للآحزاب والتي تنحصر بزيارة أحزاب مثلها وليست بزيارة دول ويعلن عنها بشكل رسمي لآن ذلك مما يضعف الوزن السياسي للدولة والحكومة ويقلل من هيبتها , ومن الظواهر التي يدان بها المجلس هو أستحواذه على عدد غير قليل من ممتلكات المواطنين في الجادرية , وحتى الطريقة التي تمت بها شراء بعض البيوت لم تكن سليمة , ومايقال عن ألآملاك في الجادرية يقال عن البناء الضخم في النجف بالقرب من ساحة ثورة العشرين , المواطنون يتساءلون من أين لكم هذا ؟ وهل صحيح أنكم تستعملون أضافة السكر مع ألآسمنت لبناء مشروعكم المذكور , ولماذا تصرون على مظاهر كثرة الحواشي والحمايات المسلحة مثل أصراركم على تبني المزورين وسراق المال العام , وصفقتكم المالية لشراء أصوات بعض أعضاء مجلس أحدى المحافظات في 2010 لترشيح محافظ لكم لايزال الناس يتحدثون بها ويقولون أن قيمتها ” 3″ مليارات دينار عراقي , هل بهذه الطريقة تبنى ألآوطان ؟ ثم أن مال الدعاية ألآنتخابية لآنتخابات 2014 الذي بذلتموه لم يكن أمرا يمكن غض النظر عنه وطريقة ممثليكم في الدعاية ألآنتخابية كانت مستفزة وغير ديمقراطية فيها الكثير من الغش وألآغراءات , نعم الكل كان متورطا بذلك ولكن لآن الحديث يخصكم هذه المرة لذلك يكون موجها لكم لا لشيئ ألآ من أجل الوطن والمواطن الذي سميتهم قائمتكم بأسمه ولم تنصفوه , فهل المواطن ينتصر بألامي والمزور الذي رشحتموه أم المواطن ينتصر بألآفراد الذين رشحتموهم وهم ليسوا من أهل الكفاءة والخبرة ولا من وجوه السياسة وألآجتماع أم النساء الملايات الاتي جعلتم منهن وسيلة للدعاية ولم تعلموا أنهن أسأن اليكم أكثر مما أحسن اليكم , ثم لماذا ظل صاحبكم محمد تقي المولى مسؤول الحج والعمرة سنوات طويلة يوزع حصص الحج على المحازبين وألآعوان وهو أمر حرام شرعا لآنها من حصة العراقيين الذين لايحصلوا على الحج ألآ بالقرعة وألآنتظار الطويل , وأخيرا هل أنتم راضون عن الدمج الذي أدخلتم فيه من محازبيكم ممن هم لاعهد ولاخبرة لهم بالجيش والشرطة فكنتم من أسباب هزيمة الجيش والشرطة أمام داعش ولازال الجيش والشرطة يعاني من خلل بنيوي تنظيمي بسبب أفراد الدمج وجميع ألآحزاب مسؤولة عن ذلك ولستم وحدكم ولكن مرة ثانية لآن الحديث يخصكم هذه المرة , وأخيرا أقول لكم أذا أردتم وطنا عراقيا للجميع فأبدأوا بأنفسكم غيروا سلوككم وغيروا تنظيمكم ليكون عراقيا خالصا وألآمور بخواتيمها والحمد لله