17 نوفمبر، 2024 7:14 م
Search
Close this search box.

مواجهات صريحة ” الفضائية العراقية ونقل صلاة العيد “

مواجهات صريحة ” الفضائية العراقية ونقل صلاة العيد “

نال الخلافة أو كانت له قدرا .. كما أتى ربه موسى على قدر
الفضائية العراقية تمثل أعلام الحكومة ألآتحادية والدولة العراقية التعددية الديمقراطية , من هنا لايجوز ولايمكن أن يستأثر طرف دون طرف أو فئة دون فئة , أو حزب دون حزب بمناسبات البث الفضائي في الخصوصيات السياسية أو ألآجتماعية أو الدينية , وصلاة العيد في عيد الفطر أو عيد ألآضحى المباركين , هي مناسبة دينية , والدين في ألآسلام سياسة في كل التفاصيل : ألآجتماعية وألآقتصادية , وألامنية , ومصطلح ألآسلام السياسي أستعمل خطأ , فليس هناك أسلام سياسي وأسلام غير سياسي , أنما هو أسلام واحد فيه كل ماذكرنا ” ورضيت لكم ألآسلام دينا ” ومن ألآخطاء الشائعة محاولة البعض فصل الدين عن الدولة , أو فصل الدين عن السياسة , ومن يفعل ذلك كمن يفصل الرضيع عن أمه , وهو نفس الخطأ الذي يجعل من البعض رجال دين , فليس في ألآسلام رجال دين , وأنما الكل رجالا ونساء مطلوب منهم القيام بمهمات الدين كل حسب موقعه ياأيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم ” فالتعارف مقدمة لواجب هو التقوى , ومقدمة الواجب واجب , والتقوى خلاصة كل التنظيم المعرفي للحياة من خلال الشخصية , ولذلك برزت شخصيات نسوية مثلما برزت شخصيات رجالية وهذه هي الثنائية المعرفية في مشروع التنمية البشرية , فلم تعد هناك أسقاطات للآدوار الوجودية للرجل والمرأة كما يحلو للبعض , وأنما هناك تنظيم للآدوار يختفي فيها الحسد وألآنانية والتنابز بألآلقاب , فالحضارة التي يصنعها ألآسلام حضارة أنفتاح وسمو وأيثار , بعيدا عن العقد العصبية والحزبية والطائفية , وصلاة العيدين هي محطة من محطات ذلك ألآنفتاح السياسي والسمو ألآخلاقي ” فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليض القلب لآنفضوا من حولك ” وتأسيسا على ذلك , لم يكن مناسبا أن تتصرف أدارة شبكة ألآعلام العراقي بأنفرادية لاتحقق مفهوم الشراكة الوطنية , بل تكرس شبهات ألآستحواذ والتهميش التي يحاول البعض أشاعتها لنشر البلبلة وزرع الفتنة , ونحن في العراق شبعنا من الفتن , وداعش التكفيرية ألآرهابية حاملة راية الفتنة بكل دمويتها وحقدها ووحشيتها , لذلك فالجميع مطالبون بالحيطة والحذر , والعمل على سد الذرائع الفاسدة والشبهات التي تختلط فيها ألآوراق , ويصعب على المصلحين بعد ذلك فكها , والمثل معروف ” أذا نشب قرن الفتنة أكل حتى المعصوم ” والفضائية العراقية التي تمارس فوضى وتراجع أعلامي محبط , تزيد من أحباط المتابع عندما تنقل صلاة عيد ألآضحى ولم يكن ذلك النقل للفقيه حسين الصدر في منطقة الكاظمية من بغداد والرجل معروف بوسطيته وتواصله مع الجميع وبعدم حزبيته , وليس محسوبا على جهة أو طرف , هذا مع توفر خصائص الجانب العلمي في شخصيته , أو كان بأمكان الفضائية العراقية نقل صلاة عيد ألآضحى المبارك من العتبة الحسينية بأعتبارها تمثل المرجعية , وعمل من هذا النوع يصب في أطار الوحدة الوطنية والمصالحة التي نحن بأمس الحاجة لها , وحكومة الدكتور حيدر العبادي أيضا بأمس الحاجة لها وهي مقبلة على مشروع جديد في المصالحة , أما أن تتعمد الفضائية العراقية نقل صلاة عيد ألآضحى المبارك لشخص حزبي وأن كان معمما , واللباس عندما تكتمل شروطه فهو مباح ولكن ” ولباس التقوى ذلك خير ” والشخص الحزبي المعمم الذي نقلت له صلاة عيد ألآضحى الفضائية العراقية هو عمار الحكيم , وعمار الحكيم ليس عالما ولا فقيها أو مجتهدا بالمعنى ألآصطلاحي , وأنما هو بدرجة طالب علم , والطالب غير ألآستاذ , وغير المحصل ليس كالمحصل , وغير المجتهد ليس كالمجتهد , والحزبي ليس كغير الحزبي , وهذه الشروح وألآيضاحات الضرورية في المقام ليست تهوينا لآحد ولا تجريحا , وأنما هي بيان مايبرء الذمة لمن يعرفه , ومن لايعرف ذلك عليه أن يتعلم , فالجاهل الذي لايستنكف أن يتعلم هو قوام الدنيا كالعالم المستعمل لعلمه , ومن يدخل في الشبهات لايجوز له التصدي وخصوصا لصلاة الجماعة والجمعة والعيدين , , ومن يوجد من هو أعلم منه لايجوز له التصدي لآمامة الصلاة ” يؤوم في الجماعة أقرأهم فأن تساوى أثنان فأفقههم , فأن تساوى أثنان فأعلمهم , فأن تساوى أثنان فأصبحهم ” والذين ظهرت صورهم في حضور صلاة العيد أثبتوا حزبيتهم خصوصا من الوزراء والنواب , وأثبتوا أنهم لايصلحوا لمصالحة وطنية , ولايصلحوا لمايبرئ الذمة لآنهم جميعا في شبهة ألآئتمام وفي شبهة المكان , وهذا الكلام من عيار ثقيل أدبنا به القرأن ” فأستقم كما أمرت ” وعلمنا عليه رسول القرأن محمد “ص” عندما قال : شيبتني سورة ” هود ” ووضحه لنا ألآمام علي “ع” عندما قال : ” أتركوني كأحدكم أكون أطوعكم وأسمعكم ” ونحن اليوم لاننتصر على داعش ألآ بعد أن يوجد فينا من يحب النصيحة ويضحي من أجل سماعها وتطبيقها لا النفور منها كما فعل أصحاب حزب الفضيلة في تعليقاتهم التي لاتساوي ثمن المساحة التي تكتب فيها وكشفوا عن تداعي أهواء لاتستحضر العلم ولا تريد أن تتعلم , وأضروا من ينتمون اليه وكشفوا عورته , فهم ومايقولون مرتهنون ليوم يفر المرء من أخيه وصاحبته وبنيه ومن في ألآرض جميعا ثم ينجيه ” .

أن الفضائية العراقية في نقلها لصلاة عيد ألآضحى المبارك للسيد عمار الحكيم أنما مارست نوعا من المجاملات التي لايعتنى بها شرعا , ووقعت في ممارسة شدخت فيها لحمة المصالحة الوطنية التي لم يتذوق العراقيون بعد طعمها ولم يشموا رائحتها , وباغتتهم الفضائية العراقية بأنفرادها بمشهد العزلة وألآنعزال مستغلة ظروف أنشغال رئيس الحكومة الجديد وعدم أكتمال طاقمه الرئاسي للعمل من مستشارين وخبراء , بما يطوي صفحة نوري المالكي وحاشيته السيئة التي ستظل مثالا للفشل المجاني على مختلف الصعد , وذاك الفشل يشترك فيه كل عصبة ألآحزاب والكتل السياسية , من مسعود البرزاني وجلال الطالباني وأياد علاوي وأسامة النجيفي وصالح المطلك , والحزب ألآسلامي , ومقتدى الصدر وعمار الحكيم , ومحمد اليعقوبي , وكل أصحاب الميليشيات الصغيرة الذين أستغلوا ضعف الحكومة والدولة وقدمت لهم أغراءات من جهات أقليمية تستثمر الوقت الضائع عند الذين لاوقت لهم ولا مكان سوى مظاهر تبدو للعيان بأمرة الشيطان وتغيب ساعة الجد فتخذل ألآنسان , وهذا مايحدث اليوم في العراق المبتلى بداعش , ومن قبله بأصحاب السمو بلا سمو والقداسة بلا قداسة , والتيجان بمذلة وأمتهان .

أحدث المقالات