23 ديسمبر، 2024 6:04 م

عد الطاغية المقبور صدام حسين، رفيقه، في حزب البعث المنحل.. عدنان حسين الحمداني، العقل المفكر، لكنه أعدمه في العام 1979، كجزء من مهزلة هوسه بالدم!

فالظالم سيفي انتقم به وانتقم منه؛ ظاربا الكافرين بالكافرين؛ إذ ولد الحمداني في الكرادة العام 1940، حاملا بكلوريوس القانون.. هرب خارج العراق؛ إثر فشل محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد يوم 7/10/1959، وفصل من البعث بتهمة الارتماء بأحضان الناصريين، العام 1961، وأعيد بعد انقلاب 8 شباط 1963، الذي أسقط قاسماً، وعين مدير ناحية سلمان باك (المدائن) حاليا؛ تثمينا لتعذيبه الشيوعيين والإسلاميين والقاسميين، ضمن لجان الحرس القومي الفظيعة، لكن عقب ثلاثة أشهر، نجح عبد السلام محمد عارف، بطرد الحرس القومي، يوم 18 تشرين الثاني 1963، مستعيدا السيطرة على السلطة، التي شتت البعثيون مركزيتها، وإستغلوا ذلك ببشاعة، في تصفية حسابات شخصية وفئوية، تدل على ضعة وإستقواء جبان على الضعفاء.

حينها طرد الحمداني من الوظيفة، وترك الحزب بإختياره، عائدا بعد انقلاب 17 تموز 1968، ونسب الى القيادة القطرية المؤقتة التي شكلت في الأردن داخل معسكرات الجيش العراقي المرابط، المؤلفة منه ومنيف الرزاز وطالب صويلح ورافع الهاشمي ومحمد فاضل وعلي عليان وطه محمود السامرائي.. وكلهم أعدموا من قبل صدام حسين، في اوقات وتهم متفاوتة.

نجحت مهمته في الاردن، فكافأه الطاغية؛ بتعيينه وزيرا للتخطيط والسكرتير العام لاتفاقيات تسويق النفط، التي يرأسها صدام بنفسه.

أثبت عدنان جدارة فائقة، في كل المهمات التي أناطها به الديكتاتور، فأصبح أهم عضو في مجلس قيادة الثورة من بعد صدام حسين، الذي بات همه الوحيد رضاه.

خلال زيارة لفرنسا، قدمه الى جاك شيراك.. رئيس الوزراء آنذاك، بأنه: “عقل الحزب الاقتصادي واليد النزيهة التي تتحكم بوزارت النفط”.

لكن هذا لم يمنع من إعدامه، عندما أيد توقيع الميثاق الوحدوي مع سوريا في تموز 1978، وأشار بأهمية استمرار أحمد حسن البكر رئيسا، ولو أدى هذان الرأيان الى التخلص من صدام الذي يعارض الوحدة ويؤمن بضرورة إزاحة البكر والحلول بدلا منه؛ إستحواذا على السلطة، بأمر من أمريكا؛ كي يحارب إيران الخميني.

نفذ فيه الإعدام رميا بالرصاص بعد ان كسروا عموده الفقري وسلمت جثته الى أسرته بلا عيون!! اما والدته فإنقطعت عن الطعام والشراب حتى ماتت في فراشها ومات والده بعد حين.

لا يختلف إثنان، على شمولية الحديث القدسي: “الظالم سيفي أنتقم به وأنتقم منه” لكن دراما السيرة الحزبية لعدنان الحمداني، تدل على أن معارضته صداما، في الحرب على ايران؛ سبب في إعدامه.