مهندس الطيران أو الجندي المجهول ضمن طاقم الطيران الذي يقود الرحلة الجوية بأمان وسلام جنبا بجنب مع الطيار وباقي أفراد الطاقم , ولكن يتميز عنهم بأنه لم نشاهده بالقرب أو في داخل صالة الوصول أو السفر بل يكون في هذا الوقت متواجد قرب الطائرة للتأكد من صلاحيتها للطيران بأمان طبقاً للمعاير الدولية , ولا تقلع أي رحلة جوية إلا بعد أكمال مهندس الطيران الفحوصات اللازمة للطائرة بنفسه والاقرار على صلاحيتها وفق معاير الأمان العالمية في كتاب صلاحية الطائرة .
فمهندس الطيران هو الشخص المسؤول عن صيانة الطائرة التي لها دور مهم عند حساب أرباح أي شركة طيران لان وجود الطائرة على الأرض بدون طيران يمثل خساره اقتصاديه كبيره وربح مفقود وأن هذه الخساره تقاس بعدد الساعات التي تظل الطائرة فيها على الأرض لوجود عطل بالطائرة أضافة الى تحمل شركة الطيران خسائر مادية تتمثل بتوفير طائرة أخرى من نفس الشركة أو تأجير طائرة أخرى من أي شركه طيران أخرى أو الحجز لجميع الركاب في أحد الفنادق حتي الانتهاء من إصلاح هذا العطل , ومن هنا تكمن أهمية السنوات الطويلة من التدريب لمهندس الطيران لحصوله على الشهادات والرخص المؤهلة ليعمل على الطائرة والاهتمام به كونه أحد الأركان المهمة في صناعة الطيران .
ولكي يصبح مهندس الطيران شخص ذو كفاءة عالية تتهافت عليه شركات الطيران للاستفادة من خبراته , ويأخذ فرصة التوظيف المناسبة له في المطارات والخطوط الجوية يجب أن يحسن في أختيار الاكاديمية او الكلية التي لها تاريخها العلمي الحافل في مجال هندسة الطيران , وايضا بعد الاطلاع على تجارب الاخرين , كما يجب الاجتهاد والمثابرة والتفرغ الكامل خلال فترة الدراسة والتدريب للاستفادة القصوى من المعلومات التخصصية التي يستقطبها خلال فترة الدراسة وحتى بعد الانتهاء من فترة الدراسة يجب ان يحرص على ان يكون مكان العمل هو الطائرة والورش العملية والهناكر في ساحة الطيران ومعايشة الطائرات اقلاعا وهبوطا .
أن هندسة الطيران من العلوم المهمة والخاصة بتصميم وتطوير الطائرة ومعداتها واجراء عمليات الصيانة لها بعد التشغيل , وتفسير التعبير لمهندس الطائرات هي كما يلي :
● كلمة مهندس في عالم الطيران يتم تصنيفه الى :
1 – مهندس ميكانيكا MECHANIC : و الذي يرمز له بمصطلح ( B1ENGINEER ) أو (AIRFRAME&POWERPLAN ENG) وهو المسؤول عن صيانة الاجزاء الميكانيكية للطائرة.
2 – مهندس افيونيكس AVIONIC: و الذي يرمز له بمصطلح ( B2 ENGINEER) او (ENG. AVIONIC) وهو المسؤول عن صيانة الاجزاء الكهربائية و الالكترونية للطائرة
● كلمة الطيران ونعني بها الطائرة والاجراءات التي يعمل بها المهندس الذي يجب ان يكون حاصل على تخصص لصيانة نوع معين من الطائرات ومجاز بالعمل عليها من قبل سلطة الطيران المدني.
ولكن للحصول على العمل المناسب في شركات الطيران او مراكز الصيانة .. هل يجب ان يتم من خلال الانتساب الى الجامعة التابعة الى وزارة التعليم العالي والتي تضم كلية هندسة الطيران والحصول على الدرجة العلمية البكلوريوس بعد دراسة اربع سنوات ؟… أم من خلال الدراسة في أكاديمية جوية تابعة لسلطة الطيران المدني وبوقت اقل لايتجاوز السنتان الدراسيتان والحصول على رخصة للعمل في مجال صيانة الطائرات !
هذا السؤال أصبحت الاجابة عليه وتوضيح الفرق بين الجامعة والاكاديمية ضروري لتوعية الراغبين في التقدم لدراسة هندسة الطيران والطائرات , خصوصا بعد ان اصبحت اغلب الجامعات الاهلية وحتى الحكومية تسارع بفتح فروع لدراسة هندسة الطيران لاستقطاب الراغبين وهم أعداد كثيرة واستحصال اجور دراسية عالية منهم في الجامعات الاهلية دون الاهتمام بالتخطيط الصحيح الذي يضمن للدارس عندهم ان يحصل على فرصة العمل في شركات الطيران التي نوهنا عنها في البداية .
صحيح ان الجامعة تؤهلك للحصول على الدرجة العلمية والتي تمنحك لقب مهندس طائرات ولكن غير معنية بعد تخرج الطالب ان يحصل على الوظيفة المناسبة , بقصد او غير قصد (بدون علم ) لان من متطلبات الحصول على وظيفة مهندس صيانة طيران هو ان تكون حائز على الرخصة المؤهلة للعمل , وهذه الرخصة لاتمنح من الجامعة بل من اكاديمية جوية تابعة لسلطة الطيران المدني التابعة الى وزارة النقل !
نعم ان اكتساب الطالب لعلوم هندسة الطيران من الجامعة مهم لكن في الوقت نفسه يفتقر الى التاهيل العملي او ساعات التدريب العملي التي تؤهلك للحصول على رخصة العمل على الطائرة والتي يجب ان تستحصلها من اكاديمية جوية معتمدة من قبل سلطة الطيران المدني.
ولكن يجب التنويه على ملاحظة مهمة جدا تخص الاكاديميات الجوية وهي بالرغم من انها تمنح الرخصة للعمل , لكن لاتمنحك الشهادة العلمية التي تمنح لقب مهندس رغم ان الرخصة تسمى ( رخصة مهندس صيانة طائرات ) لكن حقيقة الامر ان خريج الاكاديمية ليس مهندس وانما فني متخصص بصيانة الطائرات !
أذن ماهو الاجراء الصحيح لمهندس الطائرات الحقيقي الذي يحمل لقب مهندس طائرات معتمدة شهادته من وزارة التعليم العالي وحتى نقابة المهندسين التي تمنحه على هذه الشهادة لقب مهندس لكي يستطيع العمل في شركات الطيران ومراكز الصيانة ؟؟ يكمن حل هذا الاشكال في التكامل بين الجامعات العلمية والاكاديميات الجوية باعطاء الشهادة والرخصة معا وذلك بوضع ساعات دراسية اضافية على شكل دورة تدريبية تسمى ( دورة الفوارق ) DifferencesCores تكون مكملة للساعات الاساسية سواء بالجامعة اوحتى في الاكاديمية الجوية ( ليستفاد خريجي الاكاديمية بالحصول على لقب مهندس حقيقي بالاضافة الى الرخصة الممنوحة لهم ) من خلال اتفاقات ثنائية بين الجامعة والاكاديمية , تصب في مصلحة الطلاب من كلا الاتجاهين .
فما اكثر خريجي هندسة الطائرات من الجامعات الذين لم يحصلوا على فرصة العمل التي تناسب مؤهلاتهم ( ماعدا الذي يحصل على وظيفة حكومية ) واقصد الذين يتوظفون في وزارة الدفاع او وزارة النقل , وهم بالحقيقة قلة لايتجاوزون نسبة ال 20% من هؤلاء الخريجين , والباقي وهم الاكثرية الذين ينتظرون فرصة التوظيف في القطاع الخاص ولكن بدون نتيجة , ولحل هذا الاشكال يجب ان يكملوا تحصيلهم الدراسي في اكاديمية جوية لمدة لاتقل عن سنتين واكثر بين دراسة نظرية وتدريب عملي ليحصلوا على رخصة العمل , وهذا ما سيضيف لهم عبأ الكلف المالية والوقت لبدء بالحصول على فرص العمل .
يكمن الحل في التخطيط الصحيح الذي يسبق موضوع تراكم اعداد من مهندسي الطيران بدون توفير فرص العمل المناسبة لهم , وذلك من خلال انشاء اكاديميات جوية معتمدة من سلطة الطيران المدني وتأسيس شراكات مع الجامعات المعنية بهذا التخصص وباشراف علمي لمنح خريجي الجامعة الرخصة المؤهلة للعمل بالاضافة للشهادة العلمية وكذا بالنسبة لخريجي الاكاديمية الجوية حيث يتم منحهم شهادة علمية بالاضافة الى الرخصة الممنوحة لهم ليصبحوا مهندسي طيران حقيقين , يكونوا اساسا صحيحا لقاعدة علمية وعملية رصينة لمهندسي الطيران نرفد بهم شركات الطيران ومراكز صيانة الطائرات للعمل بدقة وكفاءة علمية تزيد من اجراءات السلامة للطائرات والمسافرين.
واخيرا والاهم أن الخبر المشجع للدخول هذا المجال , أنه بحلــول عام 2020 ،ســيحتاج قطــاع الطيــران في العالم إلــى 480 ألفــا مــن المهندسين والمهنييــن المتخصصيــن فـي صناعـة الطيـران المدنـي إضافــة إلــى إعــداد أخــرى مــن المهــن المتنوعــة الجديـدة، التـي تدخـل فـي صناعـة وخدمـات الطيــران .