(وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً), بهكذا لغة عبر القران الكريم, عن الروح البشرية ومن يحييها, لتوضح الصفات التي يجب توفرها بالطبيب؛ لكي يحضى في رعاية وحب الخالق, ويجب عليه أيضا؛ ان يكون متسما بصفة الإنسانية قبل كل المصالح الأخرى.
في العراق؛ تختلف كل المعايير, فللأسف الشديد اتخذ أصحاب الطب ما آتاهم به العالم من علم, ليحققوا فيه مصالح شخصية, بعيدة كل البعد عن ما صرحت به السماء, وما نقل لنا من أحاديث نبوية كثيرة, نصت على احترام النفس البشرية, فترى في العراق إن الطبيب همه الوحيد جمع الأموال, لينسى أو يتناسى إن مهنته مهنتة إنسانية صادقة.
تلك المرأة التي لا تملك وزوجها سوى بيتا هاويا, ما إن اقترب موعد إيجاره, حتى بدت دوامة التفكير لديهم, أجبرتها إحدى الطبيبات من إجراء عملية ولادتها, في المستشفى الأهلي التي كلفتهم مليونا ونصفه, لأنها لم تراجع تلك الطبيبة في أيام حملها, فمنعتها من إجراء عمليتها في المستشفى الحكومي في المدينة.
هنالك ظاهرة جديدة لدى الأطباء الصيادلة وهي: ما إن تعيين في المستشفى حتى بدأ بترويج معاملة استقالته, ليتمكن من فتح صيدليته صباحا ومساءا, دون الانشغال في معمعة الدوام الصباحي في المستشفى, لتبقى صيدلية المستشفى شبه فارغة من صيادلتها, وليتمكن أيضا من رفع أسعار صيدليته بأي سعر يرغبه, لان المريض لا يجد أمامه سبيلا إلا صرف نشرة علاجه, من الصيدلية التي تعامل معها الطبيب الاختصاص, وكتب علاجه بطريقة الشفرات التي لا يفهمها, سوى الصيدلاني المتعاون معه وبإشارة مسبقة.
ذلك المريض الذي يشكو من آلام في كليتيه, لا بد له إلا أن يأخذ سوناره الملون, من عيادة السونار المجاورة لعيادة الطبيب الاختصاص, وإلا فان السونار الآخر المتساهل يبدو وانه غير صالحا ولا دقيقا, وان أجرى فحوصاته هناك قد لا يضمن الطبيب له صحته.
هذه الحالات وغيرها الآلاف في عموم العراق, يمارسها اغلب الأطباء, فمن خلالها أساءوا لمهنة الطب التي أرادت لها السماء؛ أن تبني أمة- متحابة- متعاونة فيما بينها, لكن أصحاب النفوس الضعيفة سولت لهم أنفسهم أن يختالوا الحياة, ومن مناصبهم هذه, ليشاركوا الإرهاب والإرهابيين إجرامهم في حياة الشعب. والسلام.