19 ديسمبر، 2024 3:03 ص

مهمتان مستعجلتان

مهمتان مستعجلتان

مطالبة العديد و الاحزاب و الشخصيات السياسية و الحقوقية و الثقافية من أنصار الشعب الايراني و المقاومة الايرانية ومنذ أعوام طويلة دول المنطقة و العالم الى العمل من أجل دعم الکفاح الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل حريته و حقوقه و الى الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي للشعب الايراني، أثبتت الاحداث و التطورات الجارية في المنطقة ضرورتها الملحة من حيث التأثيرات الکبيرة و الفعالة التي ستترکها على عموم الاوضاع في إيران و على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خصوصا.
عزل الشعب الايراني عن العالم الخارجي و عدم دعم نضاله من جانب المجتمع الدولي و ترکه لوحده في مواجهة أشرس و أسوء نظام إستبدادي قمعي في العالم، الى جانب العمل على تجاهل دول المنطقة و العالم لدور و تأثير المقاومة الايرانية على مسار الاحداث في إيران و عدم الاعتراف بها و إقامة العلاقات معها، شکلا معا هدفان أساسيان بذل و يبذل النظام الايراني کل مابوسعه من أجل جعلهما أمرا واقعا و خطين أحمرين لايمکن تجاوزهما، وهذا الامر بحد ذاته قد خدم و يخدم النظام القمعي کثيرا و يساهم في إستمراره و بقائه.
هذان الامران(أي دعم کفاح الشعب الايراني و الاعتراف بالمقاومة الايرانية)، قد ينظر البعض إليهما على إنهما مسعى يخدم الاهداف السياسية للمقاومة الايرانية و ليس لهما ذلك التأثير، وهذا الرأي أيضا يتم الترويج له من جانب أبواق هذا النظام في سبيل ضمان بقاء هذين الامرين على حالهما السلبي، لکن الحقيقة خلاف و عکس ذلك تماما، ويکفي أن نشير للآثار القوية التي ترکتها قضية خروج منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب التي تم وضعها فيه على أثر صفقة مريبة في عهد الرئيس کلينتون، وحتى إن النظام قد بذل کل مابوسعه للتعتيم الاعلامي على خبر خروج المنظمة من قائمة الارهاب خصوصا في الايام الاخيرة التي رافقت هذا الحدث، الى جانب إن القادة و المسٶولين الايرانيين يٶکدون دائما و في مختلف المناسبات أن أعدى أعدائهم هم مجاهدي خلق ولايحدث أي أمر طارئ أو مستجد إلا و إتهموا المنظمة به.
إنتفاضة عام 2009، التي قام بها الشعب الايراني و هزت النظام بشکل عنيف بعد أن تم ترديد شعارات من قبيل”الموت لخامنئي”و”يسقط نظام ولاية الفقيه” و تم حرق و تمزيق صور المرشد الاعلى للنظام، وإننا نتساءل: لو کان المجتمع الدولي قد قدم الدعم اللازم لهذه الانتفاضة، هل کان بإمکان القوات القمعية للنظام من الاستفراد بهم و القضاء على الانتفاضة بتلك الصورة الدامية؟ والحقيقة الاهم هو إن الشعب الايراني لو تأکد من دعم المجتمع الدولي لنضاله و وقوفه الى جانبه و إن المقاومة الايرانية معترف بها دوليا، فإن ذلك بمقدوره أن يهيأ الارضية الاکثر من مناسبة لتغيير نوعي في إيران. 
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات