18 ديسمبر، 2024 11:10 ص

مهمة الرئيس فى واشنطن.. مصريا وعربيا

مهمة الرئيس فى واشنطن.. مصريا وعربيا

يمكن القول دون مبالغة إن مهمة ـ ولا أقول زيارة لأنها تكليف مصري عربي قومي ـ في واشنطن، تدخل في أولويات العلاقات الخارجية التي تنعكس بآثارها علي السياسة الداخلية في الوطن،
وعلي العلاقات العربية البينية، وكذلك علي الترتيبات المتوقعة، في الشرق الأوسط. ونحن ـ أعني الأمة العربية ـ تشكل جوهره وقلبه الذي يحدد حركته واتجاهه. وإذا كان ذلك صحيحا بحساب منطق الأمور وعلي أساس أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ليس مجرد رئيس دولة لها علم ونشيد إنما هو قائد شعب عريق

واستكمالا نقول إن الرئيس السيسي لا يسافر فقط باعتباره قائدا لهذا الوطن العظيم.. ولكنه يسافر أيضا باعتباره قائدا عربيا خاصة وأن موعد الزيارة يجيء بعد نحو اثنين وسبعين ساعة من انتهاء مؤتمر القمة العربية في عمان الذي سيفرض نفسه ونتائجه علي أركان الادارة الأمريكية ودوائر صناعة القرار في الولايات المتحدة. ومن ثم.. فإننا نقول إن المهمة الدقيقة المهمة للرئيس السيسي في واشنطن ستكون مصرية وعربية، بمعني أنه إذا كان الاهتمام سينصب علي ملف العلاقات الثنائية المصرية الأمريكية، فإنه وبنفس الدرجة سيركز علي ملف العلاقات العربية ـ الأمريكية.. والذي تتصدره القضية المحورية المركزية وهي: الفلسطينية التي هي سبب أساسي لعدم الاستقرار في المنطقة.. وسبب أساسي ـ إذا أدرك الرئيس الأمريكي وتفهم ـ لكراهية العرب للولايات المتحدة وتشككهم في سياساتها.

وعموما.. فإننا هنا لا ننصح الولايات المتحدة فإن لها مستشاريها وأصدقاءها.. وفقط نطالبها بما ينادي به المجتمع الانساني العالمي بتطبيق مباديء العدل والمساواة، وعدم ازدواجية المعايير.. وفي المقابل.. فإننا مطمئنون علي سلامة الملف المصري الذي سيناقش المسائل المعلقة والتي تحتاج إلي مفاهيم واضحة محددة.. ولن نناقش بنودا عديدة فيها ولكننا فقط نتوقف عند «الظاهرة الارهابية». ومبدئيا فإننا نرفض ذكر «الاسلام» و«صفة: الاسلامية» علي أي جماعة إرهابية. ونطالب الأمريكيين والأوروبيين بمراعاة هذا.. فما يجري هنا وهناك من فعل جماعات إرهابية لا علاقة للدين بها.. وليتهم يعرفون أن الارهاب مرض ينتشر ونخشي أن يصبح وباء..! وأن علاجه لا يمكن أن يحقق نتائج حاسمة تجتث جذوره.. إلا بتعاون دولي. ويقودنا هذا إلي ما يحدث في بعض البلاد العربية.. ولابد من معرفة أن انتشار هذا المرض يكون في الأجساد الضعيفة إما لأسباب داخلية أو بتدخلات خارجية اقليمية أو.. دولية! الأمر الذي يحتم التوافق حول استراتيجية لمكافحة الارهاب.. لا تقتصر علي المعالجات الأمنية ـ مع أهميتها ـ إنما أيضا تمتد بل تبدأ باحترام حقوق الإنسان ورفع المظالم وانهاء الاحتلال.. وتفعيل القرارات الدولية.

وأناشد أن يكون اجتماع القمة اليوم فرصة حقيقية لجمع ولم الشمل العربي ـ ومن ثم فإن المصارحة ستكون كاشفة وفي كل الأحوال ستصفو القلوب وتضخ دماء طاهرة زكية في شرايين العمل العربي المشترك.

وإن حدث هذا ـ أدعو الله أن يحدث ـ فإن رسالة القمة بنتائجها.. سوف يحملها الرئيس السيسي إلي الادارة الأمريكية والرئيس دونالد ترامب.. وسوف يشرحها بنفسه مما يعطي لنتائج القمة أهمية كبري..

وإن حدث هذا ـ ومجددا أدعو الله ـ أن تكون القمة فاعلة وفارقة ويكون بيانها الختامي مهما.. يستحق أن تشرحه القمة لدول العالم وقادته بما يعني أن مرحلة جديدة من العمل العربي قد بدأت بموقف عربي موحد.. يحدد علاقاته بالآخرين حسب مواقف هؤلاء الآخرين من القضايا العربية.
نقلا عن الأهرام