من كلام سيد البلغاء الامام علي عليه السلام في السياسة ” بِئْسَ السِّيَاسَةُ الْجَوْرُ ” والكلام واضح وصريح ولايحتاج الى تأويل
” فالجَوْر يعني الظلم والميل عن الحق ومايتبعه من قسوة وافقار للرعية ” ولسنا هنا بمثابة الواعظين وانما من اجل ايضاح ماسيتركه الظلم والجور من آثار سلبية في حياة الشعوب التي بالتأكيد لن تسكت طويلا فالظلم لن يدوم وقيل قديما “دار الظالم خراب ” وما يحصل في العراق من اغتصاب لابسط حقوق الشعب ومنها العيش الكريم وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية ، ناهيك عن التخبط في ادارة الدولة وتقسام ثرواتها بين عوائل تلك الطبقة فقط وترك الشعب يبحث بين القمامة لتوفير لقمة العيش لعائلته ، كل ذلك ساهم وبشكل كبير الى اندلاع ثورة لمحاربة الفساد واسترجاع تلك الحقوق التي سلبها الفاسدين ولكن مرت اكثر من ثلاثة اشهر ومازالت الاستجابة لتلك المطالب “عالصامت”…!!!
تحاول بعض القوى السياسية المؤثرة في القرار وتحت ذرائع شتى بتسويف المطالب المشروعة ومعاقبة المتظاهرين وشيطنتهم فضلا عن اطلاق التهديدات المبطنة للمتظاهرين
والعمل على استنزاف قدراتهم ظنا منها انها بتلك الافعال اللاإنسانية سوف تنجح في تأليب الشارع عليهم متناسية ان سقف التصعيد السلمي سوف يرتفع ليشل الحياة برمتها، لذلك على اصحاب القرار الاسراع في انجاز ملف اختيار رئيس الوزراء لان هذه مهمتهم الرئيسية ووفق المعايير التي وضعها المتظاهرين فالجميع لايقبل بتدوير الوجوه وعليهم ان ينصاعوا لتلك المطالب لان الوضع ماعاد يتحمل اكثر من ذلك ..؟؟؟
الملاحظ ان الذين كانوا يرفعون اصواتهم بحجة خرق الدستور وصوروا لنا ان الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية والهزات الارضية والبراكين ستحل على العراق نراهم اليوم صمتوا امام تزايد اعداد الشهداء والجرحى ، بل ذهبوا اكثر من ذلك فالرهانات على اعادة تكليف رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي برئاسة الحكومة مستمرة الأمر الذي أشعل الشارع ، وجاءت مهلة الناصرية لتضع الجميع على المحك بمطالبها الواضحة وهي المصادقة على قانون الانتخابات الذي يقضي بالانتخاب الفردي وتشكيل الحكومة ومحاسبة قتلة المتظاهرين وهنا يراودنا السؤال هل المعاندين سيطول صمتهم هذه المرة أم ان مهلة الناصرية هي من سيضع النقاط على الحروف…!!!!