22 ديسمبر، 2024 9:06 م

مهزلة نصب تشرين ونصب الشهداء !

مهزلة نصب تشرين ونصب الشهداء !

هذه مهزلة !!؟ فهؤلاء ليس ضحايا الأنفال والشعبانية او ضحايا احزاب الشيوعي والدعوة وغيرهم من ضحايا نظام قبل ٢٠٠٣ الذين أقيمت لهم النصب والجداريات الكبار . فشهداء ثورة تشرين هم ضحايا هذا نظام ، نظام مابعد ٢٠٠٣ لهذا فيجب ان ان يحاكم قتلة هذا النظام مثلما حوكم قتلة النظام النظام السابق من اجل تحقيق العدالة بعدها تقام للضحايا الأنصاب والتماثيل . بعكس هذا فان الموضوع كله عبارة عن مهزلة وضحك على الذقون واستخفافا بضمائر وعقول الشعب العراقي . هذا الذي يفعله النظام العراقي اليوم لايوجد له سابقة او مثيل له في العالم الا ماتقوم به عصابات المافيا المشهورة . حيث يستأجر زعيم المافيا قتلة لتصفية مجموعة يشك بولاءها، وبعدها يستدعي الزعيم عوائل المقتولين ويتوعدهم بملاحقة القتلة وجلبهم للعدالة ويقوم بإغداق الأموال عن طريق ضمهم ( لمؤسسة الشهداء ) اذا كانوا معروفين وإقامة أنصاب تذكارية لضحاياه . اما اذا كانوا غير معروفين فيحسبون شهيداء من الدرجة الثانية ويأخذ ذويهم راتب تقاعدي عادي حالهم حال بقية الناس . ان زيارة السيد الكاظمي لعائلة المقتول هشام الهاشمي تحمل الكثير من الشبه وكانه كان ينقل رسالة من زعيم المافيا لهذه العائلة المنكوبة مفادها ان الزعيم ولي الدم وان أولاد المغدور سيتكفل برعايتهم طيلة حياته وكانهم أولاده . في هذه الرسالة الدولة غائبة تماما بجيشها المليوني والمليارات المسخرة له فلو كانت الدولة حاضرة في عقله الباطن لقال لهم اني أعدكم ان الجناة سوف يجلبون عاجلا للعدالة وأنتم منذ اليوم برعاية الدولة . النظام السابق قبل ٢٠٠٣ رغم الدكتاتورية المقيتة كان يقود دولة فعندما كان يقتل او غيب الناس كانت عوائل الضحايا يذهبون لمديرية الأمن العامة وهم متأكدون تماما انهم سيعرفون لماذا قتل ابنهم او سجن او اختفى ، اما اذا كانت جريمة جنائية فالقبض على الجاني باسوء الأحوال كان يأخذ شهر واحد ولكن اليوم المواطن اذا فقد او اختفى او قتل احد ذويه لايعرف الى أين يذهب ؟ ومن يسأل ؟ لانه يعرف ان الجواب سيكون ( عمي والله والعباس ابو فاضل موعدنة .. روح دور بغير مكان ترى الشرطة ماعندها علاقة بهاي الشغلات هذا الطرف الثالث مسؤول عليها ) وعندما يسألهم أين اجد الطرف الثالث يشاوره احدهم ( عمي اخذلك دورة على مقرات الأحزاب ) . يقال بأحد جلسات الطرب والشرب ( الكاولية ) طلب صديق من احد اقرباء صدام المتنفذين ينتمي لعائلة عبد الغفار التوسط لإطلاق احد تجار المخدرات مقابل مبلغ كبير من المال فقال له هذا المتنفذ ( كل ما اقدر عليه ان يكون حكمه مؤبد بدل الإعدام – واذا وصلت أوراق الاعدام لمكتب الريس اعذرني بعد مااقدر اسوي اي شيء) .. تخيلوا اليوم لو جلب هذا المال الوفير لاحد المتنفذين اليوم لأطلقوا سراح هذا التاجر بنفس اليوم . وهذا هو الفرق بين الدولة ولادولة . وكذلك الفرق بين رئيس الدولة وبين الدمية .